سرير شاغر.. كارثة قادمة ومشكلة إدارة

آراء

الآن وفي الوضع الآمن والمطمئن والخالي من الكوارث؛ يلف الناس السبع دوخات كي يحصلوا على سرير شاغر في مستشفى درجة ثانية وثالثة. يتصلون على كل معارفهم ومعارف معارفهم في حكاية معتادة ومملة كلما مرض أحد أفراد الأسرة أو الأقارب.

لكن أغلب المستشفيات تعتذر إليهم بكل أدب -وبعضها بكل صفاقة وقلة أدب- بأنه لا يوجد لديها سرير شاغر لاستقبال حالة طارئة، أو مريض يتطلب علاجاً نوعياً وعناية فائقة؛ فضلاً عن مآسي الإخلاء الطبي الذي له حكايات وقصص يندى لها الجبين، وقد لا يأتي في حالات كثيرة وموثقة إلا بعد أن يفارق المريض الحياة.

أقسام الطوارئ لدينا تحولت إلى غرف تنويم في بعض المستشفيات ولأيام طويلة بسبب عدم توفر سرير شاغر، وربما يقضي المريض أكثر من أسبوع في ممر يتحول من شدة الزحمة -وربما سوء الإدارة وموت الضمير- إلى غرفة تنويم لا تمتلك أدنى مقومات النظافة، وهذا وضع نراه يومياً وتتعامل معه وزارة الصحة وكأنها تتعايش فقط مع مشكلة عصية على الحل! لكن ماذا لو حلت كارثة جماعية لا قدر الله؟ ماذا سيحدث؟ وكيف ستتصرف وزارة الصحة التي لا تستطيع حالياً مواجهة متطلبات المرضى العادية والمتكررة، ونحن -كما قلت- في وضع آمن ومستقر؟ أليس منطقياً جداً أن من لا يستطيع توفير سرير شاغر أيام الرخاء؛ سيصعب عليه توفيره في أيام الشدة؟ وهل يحتاج توفير سرير شاغر -أصلاً- إلى كل هذا العناء في بلد ميزانيته (820) ملياراً؟! إنها مشكلة إدارة وتخطيط، لا مشكلة ميزانية.

المصدر: الوطن أون لاين