ما يحدث في مصر يقرر مستقبل المنطقة!

الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٣

كانت غريبة ومثيرة للاشمئزاز حفلة البكاء والعويل التي دعا إليها الغرب وشارك فيها، على الديمقراطية في مصر، وكأنها كانت شجرة وارفة مليئة بالثمار وجاء 30 مليون مصري يدعمهم الجيش وقطعوها، فسالت دماؤها على أحضان السياسيين والصحافيين الغربيين، فارتدوا كلهم السواد على ديمقراطية لم يكن الإخوان المسلمون، حسب آيديولوجيتهم، يعترفون بوجودها، أو مارسوها. ثم بدأت التهديدات، وذلك دفاعا عن «الإخوان»، واستمر «الإخوان» في ممارسة ما يتفوقون به، أي استفزاز الأغلبية والجيش في مصر، متأكدين من أن الغرب لن يرى سوى جيش بخوذات ورشاشات، وسيتجاهل عن عمد رجال «الإخوان» وهم يطلقون النار من مآذن المساجد التي حولوا قاعاتها إلى سجون وغرف تعذيب وإذلال. كتبت ماري دييفسكي في صحيفة «إندبندنت» البريطانية، يوم الأحد الماضي: «إن سذاجة (الإخوان) وتقبل الشهادة لعبا دورا في زيادة عدد القتلى، وهذا ليس بعذر». كان «الإخوان» يتطلعون لأن يعاقب الغرب الجيش المصري، هذا هدفهم، فالجيش يعتمد على قرار سياسي واحد، وهناك قيادة تقرر الأمر بإطلاق النار أو عدمه، وبالتالي، وكما توقع «الإخوان»، الذين يعرفون جيدا بأي طريقة يتعاطون مع الغرب، انصب غضب العالم الغربي على قيادة الجيش المصري. قبل أن يقرر الجيش إنهاء اعتصام «الإخوان» في ميداني «رابعة العدوية» و«النهضة»، كان الأوروبيون ينتقدون السياسة الأميركية في مصر، وطريقة تعاملها مع المؤسسة العسكرية هناك، وتفاهمها مع «الإخوان». كان الأوروبيون متأكدين…

صناعة الرأي العام

السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢

لم يعد الإعلام الجديد في العالم العربي مجرد حلم يراود المتطلعين للانعتاق من أسر الإعلام الرسمي المقيد، أو ذلك التقليدي المتورط في التأسيس لخطاب بليد على حساب المصالح الوطنية الكبرى. نحن اليوم نعيش مرحلة جديدة لشكل جديد من أشكال صناعة الرأي العام، ونقل صورة مغايرة لما كان ينقله الإعلام التقليدي والرسمي في منطقتنا. صناعة المحتوى العربي وأدواته تعيش لحظتها اليوم. وحتى إن ظل التلفزيون سيد المشهد فإنه اليوم لا يستغني عن المحتوى الذي يصله من صناع الخطاب (المحتوى) الجديد في مناطق الحراك العربية. ومما يساعد في سيادة الإعلام الجديد أن وسائل الإعلام التقليدية في عالمنا العربي غير مستوعبة -فيما يبدو- للظواهر العالمية الجديدة في صناعة الإعلام، تلك التي أنتجت قنوات جديدة وقوية التأثير في صناعة الرأي العام. أضف إلى ذلك أن طريقة التعاطي مع مشكلات المجتمع وقضاياه في الإعلام التقليدي حافظت على تقليديتها -بلادتها- مما أعطى زخماً كبيراً للإعلام الجديد. ثمة فجوة عميقة في آلية التفكير بين الإعلامي التقليدي (الغارق في تقليديته) وبين الإعلامي الشاب الجديد الذي أنتجته تقنيات التواصل الجديد في السنوات الخمس الماضية. الأهم أن قطاعاً كبيراً من العرب وجدوا ضالتهم في الإعلام الجديد للتواصل مع مجتمعاتهم والحديث في قضاياهم. يقابل هذا الوعي الجديد تلكؤ لدى قطاع كبير من القائمين على الإعلام التقليدي في فهْم متغيرات مهنتهم والنقلات…

هكذا ركعت رويترز!

السبت ١٩ نوفمبر ٢٠١١

«هذه الحملة وراءها علي محسن.. لا بل تدعمها قناة الجزيرة بتمويل قطري.. المؤكد إن من قادها مقربين لصالح»... هذا جزء من الاتهامات التي أطلقت ضد حملتنا «رويترز في جيب الحكومة» وبالإنجليزي «Shame on Reuters عيب على رويترز». رأيت أولا خبر التشكيك في نوايا القائمين على الحملة لدى العديد من الصحفيين منهم صديقة عزيزة لي ليس لها أي نشاط في عالم تويتر ولا تعرف بخلفيات القصة.. عندما أجبتها بأن من وراء الحملة ضد عمل مراسل رويترز مترجماً للرئيس صالح وسكرتيراً خاصاً هو أنا وناشطين شباب آخرين على صفحات تويتر .. كانت إجابتها: «لا يمكن ذلك .. لماذا ستلتفت رويترز لليمن؟ منذ متى رويترز تهتم باليمن.. الأكيد إن هناك هدف غير نزيه من وراءها!». طبعاً هذا الرد آلمني كثيراً واعتبرته استخفاف بقدراتنا نحن الشباب.. خاصة أني أعلم تماماً كيف بدأت الحملة من الألف للياء، ومن كان معها ومن ضدها ومن شارك فيها فرداً فرداً.. ورأيت كيف كبرت أمام عيني تغريدة صغيرة في تويتر إلى أن أصبحت خبراً كبيراً على صفحات الواشنطن بوست ونيويورك تايمز الأمريكيتين. هذا الحملة قام بها مجموعة من ناشطي تويتر.. هؤلاء الناشطون ليس لهم علاقة بأي حزب ولا منظمة ولا أي بلد خارجي .. هم مجرد يمنيون يحبون وطنهم من داخل الوطن وخارجه، يسهرون الليل منذ بداية الثورة لإيصال…