سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

هذا الوزير

الأحد ٠٢ يوليو ٢٠١٧

«إلقاء موعظة بتصرفاتك أفضل من إلقائها بشفتيك» .. أوليفر غولد سميث عندما تجاوز صالح بنجاح مقابلة تعيينه في وزارة التجارة والاستثمار في بلده طلب منه الرجوع لتوقيع عقد العمل ليتفاجأ بأن الموظف الذي استقبله يسأله عن اسم والدته ووالده واسم شخص مؤثر في حياته .. شاهد الموظف علامة التعجب على وجه صالح ليبادره قائلاً: لا تقلق هذه المعلومات بطلب من الوزير ليرسل لهم رسالة شكر وتقدير. يقول صالح: «لا تتخيلوا مقدار السعادة بهذه الرسائل على والدي وصديقي فهد». ومع أول يوم عمل وجد صالح مكتبه مجهزاً بكل احتياجات الموظف من حاسب آلي وبريد إلكتروني وهاتف وبطاقة العمل مع «البزنس كارت»، ومع أول لقاء مع الوزير بعد أسبوع من تعيينه، شدّ انتباه صالح أن هذا الوزير لم يتحدث عن بذل الجهد والإخلاص في العمل، بل وعدهم بأنه سيبذل قصارى جهده ليجعل منهم «قادة» المستقبل. ولا ينسى صالح ذلك اليوم الذي وجد الوزير في مكتبه يشكره على اقتراح كان صالح قدمه قبل ثلاثة أشهر. هذا الوزير اهتم بموظفيه، ولم ينسَ متعامليه، فلا أحد ينكر كيف كان له الأثر في تغيير عرف مقولة «البضاعة التي تباع لا ترد ولا تستبدل»، وكيف جعل من حق المستهلك أولوية لديه قبل ربح التاجر. ترك الوزير وزارته وهي في القمة مع استبشار الناس بعهد جديد، لينتقل إلى…

قصة حب في العمل

الأحد ٢٩ مايو ٢٠١٦

«الرجل يحب ليسعد بالحياة، والمرأة تحيا لتسعد بالحب» جان جاك روسو كانت غنيةً جداً، ولكنها كانت تشعره أنه أغلى ما تملك، وكان فقيراً جداً، ولكنه كان يشعرها أن مالها أقلُّ ما تملك! هكذا تحدث قس بن ساعدة في كتابه الجميل «حديث الصباح» عن الحب بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وزوجه خديجة عليها رضوان الله. كانت تاجرة ذات مال وجاه، وكان لا يملك من الدنيا إلا مكارم الأخلاق وتمام الأمانة، ولهذا وظفته عندها ليذهب بتجارتها إلى الشام، وأوفدت معه غلامها ميسرة لتتوثق من كلام الناس عنه، فلما رجع وأكَّد لها الخبر أرسلت إليه قائلة: «يا ابن عمّ! إني قد رَغبْتُ فيك لقرابتك، وشرفك في قومك وأمانتك، وحُسْنِ خُلقِك، وصِدْقِ حديثك» فتم الأمر بمباركة أشراف قريش.إذا افترضنا أنّنا نستغرق في النوم 8 ساعات، فإنّا تقريباً نقضي نصف يومنا في مقر العمل، وبما أن طبيعة الحياة فرضت «الاختلاط» في الكثير من أنشطة حياتنا، فقد أصبح الكثير من الأخبار التي تُنْبِئ عن «علاقة حب» بين موظف وزميلته في العمل مألوفة، منها ما تكللت بالزواج وأعقبه البنون، ومنها ما ماتت في مهدها. هذه طبيعة البشر، ولا يستطيع أحد أن ينكرها، ولكن هناك أيضا محاذير لابد أن تراعى، مثلاً: قد تكون هناك قوانين صريحة في العمل أو أعراف وعادات تمنع مثل هذه العلاقات العاطفية،…

ستيودنت برياني

الإثنين ٢٣ مايو ٢٠١٦

غالباً ما يبدو الأمر مستحيلاً إلى أن يتحقق - نيلسون مانديلا الزمان: ستينات القرن الماضي المكان: مدينة كراتشي - باكستان كان «حجّي محمد علي» عاملاً بإحدى شركات البناء، في منطقة مشهورة بالجامعات والمعاهد التعليمية، و كان حينما يحين موعد الغداء في وقت الظهيرة يجمع بعض النقود من زملائه ليذهب هو بنفسه ويشتري أكلاً لهم، ودارت الأيام على هذا المنوال، ثمّ قدّر الله ذات يوم بينما كان يحمل الطعام لزملائه في طريقه للشركة أنْ تقابلَ مع مجموعة من الطلبة كانوا على عجلة من أمرهم ليلحقوا بالفصل، فطلبوا منه أن يبيعهم الأكل لضيق وقتهم فلبّى رغبتهم وباعهم الطعام، ثمّ عاد أدراجه إلى السوق واشترى لزملائه غداءً كالمعتاد. انقضى نهار ذلك اليوم المختلف عن الروتين المعتاد، وأتى الليل بظلامه و هدوئه، وهناك في البيت راحت الأفكار تتجاذبه ثمّ بزغت «الفكرة»: لماذا لا أبدأ بإقامة مشروع خاص بي، ولماذا هذا التعلق و الاستمرار بعمل مجهد وأجر بسيط ؟! وهكذا شرع بطرح الفكرة ومناقشة جوانبها مع والديه وإخوانه، فلم ينكرها أحد منهم بل لقيت قبولاً وموافقة من الجميع، وهبّوا لمساعدته في التخطيط والتطبيق، وأجمعوا على أن تتولّى والدته الطبخ ويقوم حجي محمد بعملية البيع، ولم تمض ِسوى أسابيع حتى رأى الناس في سوق سدار المشهور بكراتشي كشكاً بدائياً تحت اسم «مقهى الطلاب» ليكون أولى خطواته…

هنا المرقبات

الأحد ١٥ مايو ٢٠١٦

تتوقف السعادة على ما تستطيع إعطاءه، لاعلى ما تستطيع الحصول عليه غاندي مركز نموذج دبي قام مشكوراً بعمل دراسة مهمة جداً وبأسلوب تحليلي سهل، ركزت هذه الدراسة على احتياجات وتوقعات المتعاملين في الإمارة. أنصح مخلصاً كلَّ دائرة خَدَمِيّة بأن تدرسها بعين فاحصة لما فيها من أرقام وتوجهات مستقبلية لابدّ من وضعها في عين الاعتبار لمستقبل أكثر سعادة.  خلصت هذه الدراسة إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي: المتعامل اليوم لا يريد مركزاً «تتجمع» فيه المؤسسات، بل يريد مركزاً «تتكامل» فيه الخدمات ! ولتوضيح هذه النقطة (المفهوم) نضرب المثال الحي الآتي: مشروع «تعاضد» في مركز المرقبات التابع لشرطة دبي بالشراكة مع نيابة ومحاكم دبي؛ لنرى كيف كانت الإجراءات قبل تنفيذ المشروع الذي بدأ أولى خطواته في العام 2011 وكيف أصبحت اليوم أكثر سهولة وفي مكان واحد لا تتعدى حدوده 15 متراً. قبل: كان المتعامل يذهب إلى المركز ليفتح بلاغاً قد تستغرق إجراءاته 48 ساعة، لينتقل إلى النيابة للتحقيقات لمدة 14 يوماً، ومن ثم تذهب المعاملة إلى المحكمة لإصدار الحكم لمدة لا تقلّ عن 30 يوماً، ناهيك عن الزيارات التي قد تتجاوز 7 مرات بين جهات ثلاث متباعدة جغرافيا، مما يؤدي إلى تأخر الفصل في الدعوى وبالتالي تكدس الموقوفين ! بعد: أمّا اليوم فقد أصبحت رحلة المتعامل تبدأ وتنتهي في مكان واحد، وفي…

دايسون: لا تحزن

الأحد ٠١ مايو ٢٠١٦

اليوم وقد قاربت الثمانين، ومرت علي أحلك الظروف وجدتُ أنَ كل مشكلة لها حل، فلا تقلق - عابد خزندار. جيمس دايسون شاب إنجليزي، خريج كلية الفنون الجميلة، كان في أيام العطل الأسبوعية يخصص وقتاً لتنظيف شقته بواسطة المكنسة الكهربائية التي كان يعاني كثرة عيوبها وضعف قوة الشفط بعد استخدامها بمدة بسيطة.  دايسون علمته الحياة ألا يستسلم سريعاً، لذلك جد واجتهد لحل هذه المشكلة ولم تفتر همته حتى اخترع طريقة تصلح عيوب المكانس المطروحة للبيع في الأسواق، لكنه للأسف لم يجد من يتبنى اختراعه! هنا راحَ دايسون يفكر خارج الصندوق، بل وخارج الحدود فانطلق إلى اليابان وهناك، في عام 1983، تعاقدَ مع شركة يابانية، وبعدها بثلاث سنوات فقط فاز بجائزة الصناعة الأولى في اليابان، لينتقل بعدها إلى الولايات المتحدة ويستحوذ منتجه على 20% من سوق المكانس الكهربائية فيها. والغريب في الأمر أنه على الرغم من كل هذا النجاح إلا أن منتج دايسون لم ينَلِ القبول لدى مصانع بلده (بريطانيا)، وهنا كان القرار: «أسسَ مصنعَه الخاص» اليوم تقدر قيمة شركته السوقية ب 3 مليارات من الجنيهات الاسترلينية.  المدهش في نجاح دايسون أنه جاء بعد فشل. حيث استغرقت محاولاته ست سنوات قبل أن يأتي بمنتجه الثوري هذا، أي بعد 5126 محاولة فاشلة، وكذلك بعد فشل في تسويق منتجه في بلده، وبعد نقص في…

حكاية من البصرة

الأحد ١٠ أبريل ٢٠١٦

من البصرة بدأت الحكاية! «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة» - حديث شريف في العام 1938، ولد حاجي البلوشي في مكران - بلوشستان في الجزء التابع لباكستان، يذكر الوالد حاجي أنه عاش طفولة بسيطة هناك، لا علم ولا مدارس، لذا عمل على مساعدة والديه في الزراعة حيث كانت المهنة الرئيسية لأهل منطقته، وعندما بلغ 12 عاماً قرر مع عشرين من أصدقائه الهجرة إلى مدينة البصرة حيث كانت الحياة هناك أفضل، ومصادر الرزق أوسع (يقول: كنا نسافر بين الدول بدون جوازات سفر) عاش هناك في بيت ابن عمه حتى بلغ 15 عاماً، حصل خلالها على رخصة قيادة وبدأ عملاً في محل لتوزيع الثلج على السكان. يقول: «في العشرين من عمري رجعت لقريتي في مكران وهناك تزوجت ثم عدت إلى البصرة مرة أخرى، ودارت الأيام فرزقني الله ستة من الأبناء. وفي العام 1965 انتقلت إلى البحرين وأمضيت تسع سنوات سائقاً، ارتأيت بعدها الالتحاق بأخي يونس الذي سبقني إلى دبي. وشرعت في البحث عن عمل، حتى قادتني قدماي إلى معهد السياقة وكان تابعاً لشرطة دبي ـ وقتذاك ـ بجانب سينما الشعب القديمة، وأذكر أنني التقيت بالمرشح «سعيد يحيى» وعندما رآني أتقن اللغة الإنجليزية محادثة وقف بجاني، وقال: ستعمل معي إن شاء الله، ثم أخذني إلى القيادة…

تاجر «النعل» الأرجنتينية!

السبت ١٥ أغسطس ٢٠١٥

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عرض له محتاج آثره على نفسه، تارةً بطعامه، وتارة بلباسه. بلييك مايكوسكي شاب أميركي زار الأرجنتين لأول مرة في 2002 للمشاركة في سباق للسيارات. أعجب بلييك بهذه الدولة الأميركية الجنوبية فعادَ إليها بعد أربع سنوات (في 2006) سائحاً ومتطوعاً في الأعمال الإنسانية ـــ وهذه حال الكثير من الشباب الغربي ـــ حيث يغترب عن بلده لمدة أشهر ليساعد المحتاجين في الدول الفقيرة مكتسباً خبرات لا تقدر بثمن. في هذه الرحلة لاحظ بلييك أنّ الأرجنتينيين ينتعلون نعلاً مستلهمة من ثقافتهم وتراثهم فأعجب بها كثيراً، وكانوا يطلقون عليها اسم «آلباراغاتس». في الرحلة نفسها لاحظ هذا الشاب أن الكثير من أطفال هذا البلد لا يملكون حتى حذاء لأرجلهم وهم خارج البيت، ما يسبب لهم الكثير من الأمراض، وربما الانقطاع ـ بسببها ـ عن المدرسة لطلب العلم، وهنا كان القرار. قرر بلييك أن يعمل على تطوير حذاء «آلباراغاتس» بأسلوبه الخاص وأطلق اسم «Toms» على ماركته الجديدة بالتعاون مع مصانع مختصة في هذا النوع في الأرجنتين متعهداً بأن يمنح حذاء للفقراء مع كل حذاء يبيعه. وكانت البداية مع المصنع بأن يقوم بتوريد 250 حذاء، وفي هذه الأثناء كتبت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالاً عن مشروع هذا الشاب الأميركي فتضاعفت الطلبات لتصل إلى 10 آلاف حذاء في غضون أيام.…

ضع على فكرتك «تتش»!

السبت ٠٨ أغسطس ٢٠١٥

«النوعية أكثر أهمية من الكمية، ضربة مثالية أفضل بكثير من ضربتين».. ستيف جوبز. الأفكار الملونة: المؤسسة التي أعمل فيها تهتم كثيراً بموضوع الأفكار، لذا عملنا على تطوير برنامج متكامل للاقتراحات، وذاتَ يوم طرح علينا المدير مبادرة «الأفكار الملونة»، بأن نوضح «الموضوع» الذي نريد تطويره، ونخصص لكل إدارة فرعية «استيكرات» بلون محدد، يتم وضعها على لوحة حائط، مع تحديد فترة زمنية لا تتجاوز أسبوعاً لتقديم الاقتراحات التطويرية، وبعد ذلك ينطلق السباق، وفي نهايته نكافئ الموظف الأكثر اقتراحاً بإجازة (يوم). طبّقنا هذه المبادرة ثلاث مرات في العام الجاري، وكان التفاعل مذهلاً، حيث تضاعف عدد الأفكار بشكل مثير للإعجاب. Salt: أعترفُ بأنني لم أزُرْ Salt إطلاقاً، على الرغم من شهرته، لكنني ـ والحقّ يُقال ـ معجب بتسويقهم الجميل، من شاحنة تبيع، إلى حملة على «إنستغرام» @findsalt، حيث يتفاعل معهم الجميع لمعرفة في أي إمارة ستقف الشاحنة لبيع الهامبورغر. نجاح هذا المشروع رأيناه في وجود كبار الشخصيات للاستمتاع بأجواء هذا المكان. مَنْ ذهب إليهم ومَنْ يعرفهم حقّ المعرفة يقول: هم الأفضل في دبي، هنيئاً لأصحاب هذا النجاح. الدفاع المدني بدبي خرج لنا بفكرة مبتكرة جداً في توصيل رسائل التوعية للمجتمع، فمن يصدق أن إدارةً محسوبة على الأجهزة «العسكرية» تقوم باستضافة حفلات أعياد الميلاد في مراكزها! هذا في الواقع هو ما فعلوه، ولكم أن تتصوروا…

السفر على طريقة البدواوي وطلال!

الجمعة ٣١ يوليو ٢٠١٥

«لا تستمع إلى ما يقولونه، بل اذهب لترى».. مثل صيني كان محباً للشعر منذ صغره، عُرِف بذلك عند الصغير والكبير، حتى عند زملاء الدراسة في كلية «اتصالات»، وذات يوم وجد صديقٌ له في سكن الكلية ديواناً شعرياً للكاتب طلال سالم، وهنا بدأ أول حبال التواصل بين الروحين. التقى أحمد البدواوي مع طلال في إحدى الأمسيات الشعرية (وكان أحمد قد تخرج في الكلية نفسها، في السنة نفسها التي التحق بها طلال). وحَدَثَ أن تم ندب أحمد البدواوي إلى نيجيريا، لتأسيس شركة هناك من قبل شركته الأم «اتصالات»، وبقي هناك 13 شهراً ثم رجع، بعد ذلك بأشهر وقع الخيار على طلال للذهاب، فكان أول من اتصل به ليسأله عن أحوال تلك الدولة هو أحمد. تقاربت الأرواح أكثر فأكثر حتى أصبحت صداقة دائمة. قبل سنة طرح طلال على أحمد فكرة السفر «بلا وجهة» أو كما قالوا «بلا هدى»، كانت الموافقة «فورية» من أحمد، إلا أن المعضلة كانت في «الزمان» أيْ متى؟ وفي شهر يونيو الماضي بدأت المغامرة. في يوم السفر الموعود، مر طلال بسيارته على أحمد، فسأله وهما في طريقهما إلى المطار: أي مبنى؟ فكان رد أحمد: القرعة! فخرجت القرعة على المبنى رقم 1، وبمجرد أن وصلا ذهبا إلى مكتب «دناتا»، ليطلبا من الموظف الحجز إلى وجهة لا يشترط فيها «فيزا»، على ألاّ…

اغتالوه.. ولم يغتالوا إنسانيته!

الجمعة ٢٤ يوليو ٢٠١٥

«حياة الإنسان لا تُقاس بطول السنين.. بل بعرض الأحداث».. علي الطنطاوي. في فبراير الماضي صدمت أميركا بجريمة «كراهية» جديدة في مدينة تشابل هيل الجامعية في ولاية كارولاينا الشمالية، قُتل على أثرها ثلاثة طلاب مسلمين في ريعان شبابهم، هم: ضياء شادي بركات (23 عاماً)، وزوجته يسر محمد أبوصالحة (21 عاماً)، وشقيقتها رزان محمد أبوصالحة (19 عاماً). كان ضياء طالباً مجتهداً بكلية طب الأسنان في جامعة ولاية نورث كارولينا، مع حبّ جارف للعمل الإنساني التخصصي، إذْ تطوع مع جمعية خيرية لتقديم خدمات طب الأسنان في حالات الطوارئ للأطفال بفلسطين. ضياء بركات لم ينسَ كذلك أطفال سورية اللاجئين، حيث بدأ مع مجموعة من زملائه الطلبة في مشروع إنساني آخر أطلقوا عليه «ليبتسم السوريون في تركيا»، وقد أعد العدة في هذا الصيف للسفر وقيادة الحملة لتقديم خدمات طب الأسنان للأطفال السوريين، وتوزيع فرشاة أسنان ومعجون لكل طفل. كان ذلك حلمه، ولكنْ «ما كل ما يتمنى المرءُ يدركه». صحيح أن ضياء قُتل، ولكن حلمه لم يتم اغتياله، بل نبضت فيه الحياة، فبعد أن كان عبارة عن حملة «محدودة» في الزمان والإمكانات، أصبح اليوم برنامجاً «دائماً»، والهدف: معالجة أسنان 100 ألف طفل سوري لاجئ! حدث ذلك عندما تبنت جمعية «أطباء الأسنان المثاليين» التركية المشروعَ، حيث قال رئيسها مظفر إردوغرال: «قررنا تحقيق حلم ضياء، الذي لم يتحقق…

ما لا تعرفونه عن شرطة دبي!

الخميس ١٦ يوليو ٢٠١٥

«الإنسان قبل المكان» – محمد بن راشد آل مكتوم يرتبط اسم «شرطة دبي» بالكثير من الأحداث، فمن منا ينسى حادثة «اغتيال المبحوح»، وكشف مرتكبيها خلال سويعات، وكذلك سرقة «مركز وافي»، تلك القضية التي تم تحويلها إلى فيلم وثائقي عرض في دور السينما، أما عن الطموح فلا تسأل، لأنها تطمح إلى حفظ الأرواح، من خلال الوصول إلى نسبة 0% من الوفيات في حوادث الطرق عام 2021. وللعلم فإن شرطة دبي تقدم خبراتها إلى الجميع، يكفي أن نعلم أنها قدمت أكثر من 20 ألف ساعة تدريبية واستشارة إلى نحو 150 جهة خارجية في العامين الماضيين، ناهيك عن رعايتها مبادرات «إنسانية» قد لا يعلمها الكثير، منها: • شرطة دبي تكفل 156 يتيماً من أبناء موظفيها (الذين توفاهم الله)، وتقدم إليهم رعاية خاصة في مجالي التعليم والصحة، وتوفر لهم كل مستلزمات الحياة، بل تمنحهم الأولوية في التعيين، حال توافر الشروط. • ومن الأرقام الطريفة لشرطة دبي، أنها عندما تأسست قبل 60 عاماً، كانت نسبة غير المتعلمين فيها 99%، أما اليوم فنسبة المتعلمين تجاوزت 99%، وبلغ عدد الموظفين من حملة الماجستير والدكتوراه 822 موظفاً، بالإضافة إلى اهتمامها المبكر بتعليم الكبار والصغار (معهد، وحضانة)، وقد لا يعلم البعض أن العميد الدكتور علي سنجل مقدم برنامج «فيتامين»، هو أحد خريجي حضانة شرطة دبي. • 61 من ذوي…

كيف تكفل يتيماً هندوسياً!

الجمعة ١٠ يوليو ٢٠١٥

«وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» (الأنبياء :107) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قيل يا رسول الله ادعُ على المشركين! قال: «إني لم أُبعث لعاناً وإنما بُعثت رحمة»، صحيح مسلم. يعمل محمد زهير طياراً تجارياً في بلده الهند، وكان من أقرب زملاء العمل إلى قلبه بارافين ديال الهندوسي الديانة الذي قدّر الله أن يُتوفى هو وزوجته في حادث عام 2012، وتركا من خلفهما توأماً (ابناً وبنتاً) سمّاهما (آيوش، وبارثانا). انتقلت حضانة التوأم إلى أحد أقاربهما إلا أنه ـ في أحد الأيام ـ تلقى محمد زهير اتصالاً مبكياً من التوأم لمعاناتهما من سوء معاملة كفيلهما، فما كان من زهير إلا أن رفع قضية في المحاكم الهندية يطالب فيها بحضانة التوأم. وبعد أشهر من المداولات انتصرت عائلة زهير في القضية وحصلا على حضانة التوأم. يقول زهير: لم ولن أتدخل في معتقداتهما الدينية، أنا هنا لتربيتهما وتحقيق أحلامهما، آيوش الذي يحلم أن يصبح طياراً، كما كان والده، وبارثانا التي تعشق تصميم الأزياء. أما الصينية «كوني وونغ» البوذية الديانة فقد قامت بتبنّي طفلين مسلمين من ماليزيا منذ صغرهما «جيفري وريدزان». تقول وونغ: أشعر بسعادة غامرة عندما أُعِدُّ وجبة الإفطار في رمضان لطفليّ، وأنا حريصة جداً على إلحاقهما في مدارس دينية لينهلا من العلوم الإسلامية، فكل ما أطمح إليه هو أن أراهما وقد…