ناصر الصرامي
ناصر الصرامي
إعلامي سعودي وكاتب صحفي

كيف لبلدنا أن يواجه «الأخبار الزائفة»..؟!

الأحد ٢٨ يناير ٢٠١٨

السعودية بلد ستبقى مهمة في كل أحوالها عند «البعض»، ومثار فضول غير متناهٍ عند البعض الآخر، وبالطبع هي مثار اهتمام إقليمياً وعربياً وإسلامياً، والعالمي بالتأكيد، هذا يجعل لكل همز أو شاردة وواردة سواء كانت إشاعة أو حقيقة أو مفبركة أو مدفوعة، تتحصل على اهتمام أكبر من غيرها، لأنها السعودية أولاً وأخيراً! للسعودية ثقلها ولها إعلامها في الداخل والخارج، ولها سيرة صحفية تتفوق على العالم العربي بأكمله.. لكن ذلك لا يمكن أن يمنع أو يصد شيئاً من هذا الكم الهائل من تدفق المعلومات المختلفة والمختلقة أو المشوهة أو حتى تلك التي قد يعتقد البعض أن فيها جانباً أو جوانب من الحقيقة. وسواء كان هذا الإعلام موفقاً وغير ذلك، فإنه لا يمكن اليوم وبسهولة مواجهة كل إشاعة على شكل خبر... أو الأخبار «الزائفة» كما المصطلح الأكثر انتشاراً الآن، والذي سخرنا بداية من التسمية، وأمسك عليها الرئيس الأمريكي ترامب في مواجهته الشرسة مع الإعلام الأمريكي، لتصبح هذه الأخبار علة وخطراً تعمل المنظمات الدولية على محاربتها. الاتحاد الأوروبي جمع أكثر من 3500 مثال على التضليل لصالح الكرملين والتضارب مع وقائع متاحة للعامة، تكررت بكثافة بلغات كثيرة. ويتهم الاتحاد الأوروبي روسيا ببث الآلاف من الأخبار المضللة ضمن «إستراتيجية منظمة» لزعزعة استقرار التكتل. وهناك عشرات المنظمات الدولية التي تشارك في مكافحة الأخبار المزيفة مع المؤسسات الإعلامية…

ما تبقى من الفرح السعودي!

الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧

في ربيعه الخامس عشر.. بدا مبتهجاً مسروراً، قال لي: «هذا أحسن وأجمل يوم لوطني شفته»، قلت له: «هو كذلك.. هي القفزة الكبرى بيوم وطن، لم يسبق لنا أن احتفلنا في مراهقتنا وحتى شبابنا بالفرح والابتهاج والحياة والوطن ، هكذا دون خوف، أكثر الأشياء كانت محرمة وممنوعة!». كان مستغرباً من حالة التصحر التي عشناها، كانت حواجبه من الدهشة تصل إلى أطراف شعر رأسه! * مواطن خليجي أو إعلامي -إذا يهمك أن تعرف- من عقد الستين يقترب، قال لي: «أهنئكم على هذا الوطن الاستثنائي، على الفرحة الكبرى، على اللوحة الوطنية المبهرة والمدهشة، تستاهلون الفرح، تستاهلكم العزة». - «الحمد لله، ولعل الفرح السعودي الأجمل في القادم دائماً بإذن الله» علقت. - أين مظاهر الفرح هذي من زمان؟ سألني « يا صاحبي كان فرحاً خجولاً جداً جداً ، أو كان ممنوعاً في ثقافة الخوف وخطابات الصحويين الدينية» أجبته باقتضاب. والحقيقة أنا لا أحد يصدق أنه وإلى سنوات قليلة ماضية لم يكن مسموحاً لنا بإجازة في اليوم الوطني، لم يكن مسموحاً لنا رفع الأعلام والأغاني الوطنية حتى في سياراتنا؟، لم يكن الحديث عن «عيد وطني» جائزاً ومقبولاً. كانت احتفالاتنا لا تتجاوز أفلاماً وثائقية مللنا من تكرارها، هكذا عاش جيلي مراهقتهم وبداية شبابهم، في جفاف حاد من الفرح والابتسامة والاحتفال - أي احتفال كان -، حتى…

السعودية في عهد جديد: «قدها ونمدها»!

الأحد ٢٣ يوليو ٢٠١٧

يصدم من هم خارج العمق السعودي التاريخي والإداري، عند محاولة فهمهم أو التعليق على التحولات الأخيرة في البلاد، بما في ذلك المحللون والمراقبون الغربيون، ومن يعتبرون أنفسهم عربياً معلقين سياسيين - مثلاً -، ذهولهم أو أصدمتهم تأتي من ضعف استيعابهم لعمق إدارة الحكم السعودي واستمراريته كما يفهمها أو أسّسها الملك عبد العزيز. وكما يوضحها ويضعها بصراحة غير مسبوقة تاريخياً في الحكم الملكي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. الملك السابع في الدولة السعودية الثالثة والمؤسس للدولة السعودية الرابعة الحديثة. التحولات التاريخية في بيت الحكم السعودي واضحة وملهمة لمن يراقبون التفاصيل، وليس للعامة أو من يتابعون القصص المضللة أو المسلية، اليوم تظهر لنا التركيبة بصورة مختلفة تماماً، أو ربما هي الحقيقة كما بجب أن تعزز بوضوح، فالملك هو الملك، صاحب الملك، صاحب البيعة، يرتب شئون البلاد وإدارتها وحاضرها ومستقبلها. والسر السعودي الذي لا يفهمه أي محلل خارجي هو أنّ الملك الممسك بالحكم، ولا يمكن لأحد أن يتجاوز هذه القاعدة الأساسية. وأن أسس «البيعة» تبدأ وتستمر بالسمع والطاعة، داخل الأسرة الحاكمة، وفي عموم البلاد، وهو نظام الحكم المناسب اليوم، والذي يحفظ تماسكها واستقرارها واستمراريتها. ما يحدث في السعودية اليوم جدير بهذا الاهتمام والمتابعة إقليمياً ودولياً بالطبع، وهو ظاهر اليوم بشكل مكثف عبر وسائل الإعلام والتواصل والنشر، والبث والمشاركة والتفاعل، بشكل لم…

دفنوا المطبوعات ثم تساءلوا.. هل سيموت «الويب»..؟!

الأحد ٢٣ أبريل ٢٠١٧

كنت أعتقد قبل يوم الخميس الماضي إن الزملاء يتساءلون فقط بتكرار هل ستموت الصحافة الورقية..؟!.. ولو ذهبنا أبعد، هل تتقلص مشاهدتنا للشاشات الكبيرة (التلفزيون)، مقابل الصغيرة (هواتفنا المحمولة)؟.. إلا أن التساؤل ذهب لرؤية مستقبلية أبعد، وذلك في جلسة حوارية هي الأعمق حول «مستقبل الإعلام الاجتماعي - وهو التعبير الحرفي لـ«social media»، في إطار قمة الشرق الأوسط للإعلام الاجتماعي بدبي، وبحضور أقطاب الإعلام العربي، أثير السؤال الأبعد كما الوعي: (هل سيموت الويب؟!)-المواقع. تقول كارولينا فرج رئيس تحرير موقع سي إن إن العربي، إن سي إن إن تعمل بوضوح على فلسفة إستراتيجية، واضحة من عنوانها (CNN Go), وهو شعار يعني ببساطة، أن تذهب السي إن إن بكل محتواها إليك، لن تنتظرك هذه المؤسسة الإعلامية الضخمة أن تأتي إليها، وهو بالطبع ليس تواضعاً منها، بقدر ما تفرضه اللحظة والحاجة والتحول المهني وتطور الوسائط والوسائل وتنوعها لدى المستخدمين والمتابعين. وحين سال الزميل سليمان الهتلان الذي أدار الحوار بكفاءة مهنية مشوقة، العميد المتجدد عثمان العمير عن موت الوب، كان الجميع باتفاق تام، ومن على مسرح التحولات في القمة الرابعة للإعلام الاجتماعي، متفقين على «نعم» دائمة، ولكن «مؤقتة». «ليس مجدياً الآن الحديث عن إصلاح الموتى.. لقد قلت في السابق أن الصحافة الورقية انتهت. وقلت العام الماضي في ندوة في دبي أن الويب انتهى». رد العمير. وأضاف…

الشارقة: تجربة اتصال دولي وإعلام..!

الأحد ٢٦ مارس ٢٠١٧

حدث عالمي بارز تستضيفه إمارة الشارقة سنويًّا «المنتدى الدولي للاتصال الحكومي»، تميز الأسبوع الفئات بحضور مكثف ونوعي، جلسات نقاش من جانب، وحوار تفاعلي من جانب آخر، إضافة إلى جلسات شبابية وجلسات للمكفوفين وذوي الإعاقات الخاصة.. الأجواء كانت إيجابية جدًّا، تغطية إعلامية مميزة، ومساحة لتوطيد علاقات، وخلق أخرى جديدة للمستويات كافة. لكن هذه ليست كل الحكاية؛ فمن بعض المواقف وأثرها وبكل الإثارة نتعلم، وللحكمة بقية. فقد تصادف «المؤتمر الدولي للاتصال الحكومي» مع عودة حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي من رحلة سنوية لمعرض الكتاب بالعاصمة البريطانية لندن. هناك يجتمع بالكتّاب والمثقفين حول العالم، ويقيم ندوة هنا، ويحضر نشاطًا هناك. مع افتتاح المؤتمر كانت هناك في الأفق أزمة اتصال غير محسوبة. في لندن كان الشيخ الدكتور سلطان يتحدث عن الرئيس الفرنسي شارل ديغول وثورة الجزائر، واستقلال الجزائر، وعلاقة الجنرال الفرنسي ديغول بالرئيس المصري جمال عبد الناصر. تصريحات حاكم الشارقة جاءت في سياق حديثه عن «الثقافة والحكمة في التفكير السياسي»، وأسباب طلب ديغول، رئيس الجمهورية الفرنسية الخامسة، من وزير الثقافة الجلوس قربه على الدوام في اجتماعاته مع بقية الوزراء. لكن في ضوضاء المعلومات وعالم الاختصار اليوم الغائب عن العمق، والصخب الشعبي، تتداخل الفكرة الثقافية بالعامة، وتتحول المعلومة إلى تهميش تام لكل السياقات والأُطر. أخذ الحديث لغير محله، وفُسِّر بطريقة تحرّك العامة،…

غوغل وفيسبوك: «الأخبار الكاذبة» خارج السيطرة…!

الأحد ١١ ديسمبر ٢٠١٦

في عصر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته والمشاركة في كل شيء تقريبًا، تتدفق ملايين الرسائل حول العالم، وملايين الأخبار والتعليقات، والتفاعل بشكل مذهل، حيث يوجد نحو 2.7 مليار إنسان على هذه الشبكات والتطبيقات. وتظهر «الأخبار الكاذبة» والشائعات بشكل يهدد مصداقية التعاطي معها، أو أخذها بجدية كمصدر موثق، بل يصل الأمر إلى تزوير للمصادر والصور بشكل احترافي مقصود ومركب. الأسبوع الماضي قالت شركة فيسبوك، إنها تعمل على اختبار أداة جديدة مصممة للمساعدة في تحديد وإخفاء ما يسمى بـ»الأخبار الكاذبة» على شبكتها، وهي باعتقادي لا تعدو كونها محاولة لتحسين الصورة، ولتهدئة الانتقادات المتزايدة التي توجه لها لدورها في نشر الأكاذيب والدعاية والشائعات كذلك. حيث لا يمكن لشبكة تجمع مئات ملايين المشاركيين من العالم وتعتمد على مساهمتهم في المحتوى أن تفحص كل شاردة وواردة، ولا يمكن لها أيضًا أن تحقق تقدمًا في هذا الجانب عبر الطلب من القراء أن يصنفوا على مقياس من واحد إلى خمسة، إلى أي مدى يعتقدون أن عنوان الرابط «يستخدم لغة مضللة». ولدينا أيضًا عبر تويتر مثلاً، «الروابط المضللة»، التي تأتي لأهداف دعائية في الغالب تأخذنا إلى روابط خارجية مستفيدية من ميزة «الهشتاقات» الأكثر تداولاً وتفاعلاً.. أو لاطفاء قصة ما..! عودة على إشكالية الأخبار الكاذبة، الحقيقة أن فيسبوك ومعها غوغل أيضًا، لم تهتم جديًا إلا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية -…

حتى لا يتلاشى إعلامنا..!!

الثلاثاء ١٨ أكتوبر ٢٠١٦

إنقاذ المؤسسات الإعلامية من الإفلاس..!وهل كل «التواصل الاجتماعي» منصة المغرضين.. ؟ولدينا أغلى اتصالات في العالم...!نهاية شركات الاتصالات.. الموت واقفًا!من يواجه المشاعر الوطنية!لماذا الوطن.. دوماً؟!نهاية «الخصوصية».. موافق !86061516.jpgناصر الصِرامي أرشيف الكاتب مقالات أخرى للكاتب إنقاذ المؤسسات الإعلامية من الإفلاس..! وهل كل «التواصل الاجتماعي» منصة المغرضين.. ؟ ولدينا أغلى اتصالات في العالم...! نهاية شركات الاتصالات.. الموت واقفًا! من يواجه المشاعر الوطنية! لا يستطيع راصد لتاريخ الإعلام العربي أو مراقب له ولعقود طويلة مرت، إلا الإشارة للإعلام السعودي، والذى تجاوز بمهارة ومهنية وبعد نظر الإعلام العربي الذي كان سباقا وسيطر لفترات تاريخية سابقة، مثل الإعلام المصرى وهذا شكل ريادة ومدرسة مبكرة، ثم العراق وكذلك الإعلام اللبناني في بلده أو المهجر.. تذكر أن أول إذاعة في الوطن العربي هي محطة القاهرة 1934، «هنا القاهرة.. ثم لحقتها العراق بمحطة ثانية بعدها بعامين تحديدا... والتلفزيون العراقي الذي انطلق في العام 1956، كان أول محطة تلفزيونية عربية ببث منظم، بعده بـ10 سنوات تقريبا 1965، خرجت أول إشارة بث من محطتي الرياض وجدة وكان الإرسال على قناة واحدة، هي قناة المملكة العربية السعودية. أخذ الإعلام السعودي بعد أقل من 3 عقود من ذلك التاريخ الريادة لمؤسسات النشر العربية في لندن، بأول جريدة متعددة الطباعة دوليا للعرب في دولهم والمهجر. وثم أصبح صاحب السبق في البث الفضائي، وبعد إطلاق…

إنقاذ المؤسسات الإعلامية من الإفلاس..!

الأحد ١٦ أكتوبر ٢٠١٦

نعيش اليوم مع المواطن الصحفي، النسخة الجديدة من «المؤسسات الإعلامية الفردية»، أكثر مما نفعل مع كل المؤسسات الصحفية، وتأخذنا شبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعي الآني والمباشر إلى عالم متشعب من الأخبار والصور والرأي، والرأي الآخر، وإلى متابعة تفاصيل الرأي العام وردود أفعاله، مواقفه، نقده، وفرحه وامتعاضه، كذلك يفعل غالبيتنا اليوم مع كل منصات التواصل الاجتماعي بمحتواها الفوري، ودائمًا لا بد أن نسلم في كل فتح جديد بسلطة التقنية.. والشكل الجديد للسلطة الرابعة في تشعبها وتحديثها وتجددها، ومساحة حريتها..! إنه التحوُّل الحاسم نحو تأثير الصورة المتحركة في هواتفنا الذكية، وفي جيوبنا وأيدينا، بتواصل يتفوق على كل الإغراءات والوقت، تواصل لا يتوقف كل لحظة ودقيقة وساعة.. هل لك أن تتخيل حجم المعلومات والمشاركة والتفاعل التي تتم في يوم واحد عبر كوكبنا، وبكل لغاته وثقافته..؟! إنها حتمًا مرحلة بشرية مثيرة في تفاعلها واتصالها.. لكن المؤكد أن القادم والمنتظر مُغرٍ جدًّا أيها السادة.. إن كانت الصورة عن ألف كلمة فإننا يوميًّا أمام لقطات لا تتجاوز ثلاثين ثانية، تتفوق في حقيقتها على مئات الصفحات، وقد تتفوق لقطة واحدة على ملايين الدولارات أو الريالات من حملات العلاقات العامة، أو تصيبها بضرر بالغ، إذا لم توجّه لها ضربة قاضية..! انطلقت الصحافة عندنا كصحافة أفراد قبل أن تتحول إلى مؤسسات صحفية، مؤسسات كانت إلى وقت قريب تضاهي في أرباحها…

مرحلة جديدة في اليمن..!

الأحد ٢٠ مارس ٢٠١٦

مؤشرات المرحلة الجديدة في اليمن التي تحدث عنها التحالف العربي باتت واضحة في مختلف المدن اليمنية، وعلى أكثر من صعيد. المعارك الكبيرة في اليمن شارفت على الانتهاء على ما يبدو، والمرحلة المقبلة هي مرحلة إعادة الاستقرار، وإعادة إعمار البلاد، كما يؤكد التحالف. إلا أن ذلك لا يعني توقف الحكومة اليمنية والتحالف العربي عن استعادة كافة مؤسسات الدولة التي دمرتها ميليشيات الحوثي والمخلوع، وثم الأهم بذل كل الجهد الممكن لإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن. آخر الأخبار من تعز تؤكد عودة مئات الأسر التي نزحت هرباً من جرائم الميليشيات الحوثية إلى منازلها، لتعود معها مظاهر الحياة اليومية المعتادة. وشهدنا إطلاق للألعاب النارية احتفاء بعودة الحياة والشرعية، ومعها عادت بعض ملامح الحياة، وفتحت المطاعم والمحلات التجارية أبوابها رغم كل الدمار والخراب الذي خلفه قصف الانقلابيين. والذي وصفه مسؤول في الحكومة اليمنية الشرعية في حديث تلفزيوني بأنه انتقام «ما حدث في تعز هو انتقام من قبل المخلوع والمليشيات الحوثية»..! رغم ذلك سارع أهالي تعز إلى ترميم محلاتهم، فيما تطوع آخرون في مهام نزع الألغام. وعادت الدوائر الحكومية والمرافق الأمنية هي الأخرى لممارسة مهامها المعتادة. رافق ذلك تحولات في المشهد السياسي والعسكري الإنساني، وبعد 9 أشهر من الحصار بدأت عملية إدخال المساعدات الإغاثية إلى المدينة، فيما عادت الحركة نوعاً ما إلى بعض المناطق مع حذر…

الصحة، الإسكان.. ثم (التعليم).. تصحيح المسارات..!

الأحد ٣٠ أغسطس ٢٠١٥

الجهاز التنفيذي للدولة، دائماً ما يشهد تجديداً مستمراً، عبر الجهاز الوزاري التنفيذي للدولة - مجلس الوزراء - ، الذي يشهد حركة تغير غير معتادة، من الواضح أنه في مرحلة البناء الجديدة والشابة، وعبر مجلسين رئيسين أحدهما اقتصادي تنموي، والآخر سياسي أمني، برئاسة ولي العهد وولي ولي العهد، مجلسان يشكلان أجنحة التنفيذ العاجلة للجهاز الحكومي الكبير. من الطبيعي أن التغيرات والتبديلات ستستمر لبعض الوقت، أو كل الوقت طبقاً للكفاءة والأداء وبحثاً عن تحقيق النتائج المأمولة. الإدارة السعودية الجديدة لن تقبل أداءً أو شخصيات قيادية ووزارية يرى المواطن أنها جزء من التقصير، أو التأزيم العام، فالمطلوب أن تستقر الخبرات الإدارية والخيارات لاستحقاق التكليف. وليس الاستعراض أو الدفاع عن الأخطاء والقصور الظاهر كما ينوه الجميع. نحن في نقلة مرحلية شاملة، شاملة في توجهاتها وقراراتها. وأي أداء يؤدي للتشويش العام، أو يحط من قيمة وهيبة الجهاز الحكومي وفعاليته، في قمة هيكلة التنفيذي، سيكون لافتاً ومثيراً، ومحل حوار وجدل اجتماعي واسع، فالتوقعات مرتفعة والآمال كذلك..! فالقصة ليست وزيراً أو وزارة أو جهازاً، بقدر ما هي هيبة القرار وحزم اتجاهات المرحلة. وكلما كانت قرارات بعض الأجهزة متناقضة أو منقوصة أو عاجزة، أو مجرد فلاشات عابرة لا تغني ولا تسمن عن حاجة أو علاج لمشكلة، فإنَّ هذا الأداء سيكون من النوع الضار، ويفقد أو يحط بالفعل من…

الكبت الجنسي والإرهاب..!

الأحد ٢٣ أغسطس ٢٠١٥

وجه الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة بعقد لقاء عاجل لشيوخ القبائل لإعداد وثيقة لمعالجة ارتفاع المهوربالمنطقة، للحد من ارتفاع معدلات العنوسة. وهناك مبادرات في هذا الشان في بعض المناطق، إضافة إلى مشاريع الزيجات الجماعية الخيرية. دراسة سعودية صدرت مؤخرا- بحسب إحدى الصحف المحلية-، أشارت إلى ارتفاع نسبة العنوسة في المملكة هذا العام إلى 4 ملايين فتاة، مقارنة بـ1.5 مليون فتاة في عام 2010م.كما في إحصاء صادر عن وزارة التخطيط. هذا هو الجانب الخبري في الموضوع، وأتذكر أن غلاء المهور كان موضوعا ثابتا ومملا في حصة التعبير.. الخالية من التعبير! لكن في تصوري أن الجانب المهم في عملية تحديد المهور وتسهيل الزواج ليس الحد من العنوسة فقط. هناك جانب مهم آخر سيتحقق ويستحق الاهتمام. أغلب أعمار منفذي الهجمات الانتحارية من غير المتزوجين و تتراوح أعمارهم ما بين 16 - 30 عاما أي ذروة الرغبة الجسدية الجنسية. للأسف لا أحد يصل لبحث وتحليل دور العامل الجنسي في الإرهاب وتجنيد الارهابين المراهقين، رغم أن أدبيات التطرف والجماعات التكفيرية الإرهابية، لاتخلو من استغلال علني لهذا الجانب عبر ما تقدمه من إيحاءات وإغراءات ودعوات صريحة. حيث يقدم الجنس صراحة لشحذ الإرهاب والتجنيد، وتنفيذ العمليات الانتحارية التى تستهدف وتقتل دون استثناء وصولا للمساجد والمصلين.. الكبت الجنسي لدى الشباب أمر ليس بالسهل إطلاقا، يقود «العزاب» والمراهقين،…

هل نعاني من ازدواجية في محاربة الإرهاب..؟

الأحد ٠٢ أغسطس ٢٠١٥

.. وسنكرر سؤالاً طالما أعدنا طرحه، وسنعيده بلا ملل، منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بل ومنذ بزوغ نجم القاعدة قبل ذلك، وضربها لمدننا ومنشآتنا الحيوية، وقتل المدنيين وإراقة الدماء في شوارعنا. وفيما كانت المنابر وبعض التجمعات تُمارس ليونة مشبوهة أو غير مقدرة لواقع خطر يهددنا جميعاً. هل نحن جادون فعلا في محاربة عدونا الأول.. الإرهاب؟، هل حربنا شاملة معه، وهل وصلت أو اقتربت من عمق عقيدة الإرهاب؟. الإنجازات الأمنية في مواجهة الإرهاب منذ البدايات الأولى مفخرة تستحق الإشادة دوما، والقدرات الأمنية السعودية سجلت اعترافات دولية كبرى، بل وساهمت بتفوق في إحباط محاولات إرهابية في دول شقيقة وصديقة، إلا من ظل في صدارة منجزاتنا الوطنية. كل ما تحقق في مواجهة الإرهاب المتطرف الإجرامي، من جهيمان مروراً بالقاعدة، ووصولاً لداعش يبقى الأمن وسامنا الوطني الثابت. فقد نجحت المنظومة الأمنية بتفوق، مرة بعد مرة، في تفكيك خلايا إرهابية قاتلة ولاتزال.كما نجح إلى حد معقول تجفيف منابع الدعم المادي عبر تقنين التبرعات والتدفقات المالية النقدية التى تسهم بشكل مباشر وغير مباشر في عون الإرهاب وتمويله، صحيح أن هناك جهدا كبيرا لايزال في الطريق، لكن من الواضح أن هناك حزما على كل المستويات لخنق كل السبل التى يتسرب منها المال للجماعات الإرهابية ودعم أنشطتها العدوانية. إلا أن محاور «المواجهة الفكرية» الأخرى هي محل السؤال…