صالح القلاب
صالح القلاب
كاتب أردني، وزير إعلام ووزير ثقافة ووزير دولة سابق في المملكة الأردنية الهاشمية

البقاء الإيراني سيعني تقسيم سوريا وعلى أسس مذهبية!

الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٧

حتى لو اعتبر مؤتمر آستانة ناجحًا، وحتى لو تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، فإن «العبرة»، كما يقال، ستكون بالتنفيذ والتطبيق الواضح، بل المؤكد أن نظام بشار الأسد سيلجأ هذه المرة أيضًا إلى كل ما كان لجأ إليه في المرات السابقة لإحباط كل محاولات حل هذه الأزمة، التي أصبحت أكثر تعقيدًا من ذنب الضب، مستفيدًا من ميوعة أداء الإدارة الأميركية السابقة ورداءتها وأيضًا من الدور السيئ الذي لعبته روسيا الاتحادية، وخصوصًا بعد تدخلها العسكري الذي وصل إلى مستوى الاحتلال، والذي كان وصوله إلى ذروته سبب انتهاء حرب حلب إلى ما انتهت إليه. حتى الآن، وحتى بعد مؤتمر «آستانة»، فإن الواضح، بل إنَّ المؤكد أن هذا النظام، الذي غدا مجرد واجهة للتدخل الروسي والتدخل الإيراني حتى في الشؤون الداخلية السورية الصغيرة، لا يريد أي حلٍّ سياسي فعلي لهذه الأزمة، وإنه سيفعل ما كان فعله في المرات السابقة ليتهرب من أي اتفاق لوقف إطلاق النار بحجة ضرورة الاستمرار بمواجهة الإرهاب، وعلى اعتبار أن كل فصائل وتشكيلات المعارضة، حتى المعارضة «المعتدلة» من وجهة نظره هي تنظيمات إرهابية، مثلها مثل «داعش» و«النصرة»، وهنا ومع ضرورة الإشارة إلى أن قوات بشار الأسد ومعها الإيرانيون و«حزب الله» وأكثر من ستين تنظيمًا إرهابيًا لم تخض أي معركة فعلية وجدية مع أي من هذين التنظيمين الإرهابيين!! وهنا فإن…

هل اهتزاز معادلات المنطقة سيجعل نهاية الأسد قريبة؟!

الخميس ٢١ أغسطس ٢٠١٤

هناك اعتقاد يصل إلى حد اليقين، يشارك فيه ليس أعداء النظام السوري ومعارضوه فقط، وإنما أصدقاؤه ومؤيدوه أيضًا، بأن هذا النظام ما كان بإمكانه الصمود لأكثر من عام واحد، وربما أقل، لولا المساندة الخارجية، العسكرية والأمنية والسياسية، التي بقي يتلقاها من إيران وأتباعها وميليشياتهم، ومن روسيا ومن عراق نوري المالكي الذي بعد اتهامه بشار الأسد بأنه وراء الإرهاب الذي ضرب أهدافا رئيسة ومباني وزارات سيادية في بغداد، ما لبث أن تراجع بسرعة وأصبح مثله حسن نصر الله يديره قائد فيلق القدس قاسم سليماني. وحقيقة، إنه بقي يديره حتى اللحظة الأخيرة، بلْ وربما حتى الآن. كل أهل الكرة الأرضية، وليس أهل هذه المنطقة فقط، كانوا سمعوا من حسن نصر الله ومن أكبر مساعديه وأعوانه، أنه لولا التحاق «حزب الله» للقتال ضد ثورة الشعب السوري لما كان نظام بشار الأسد قد تمكّن من الصمود ليس لشهرين أو ليومين، وإنما لدقيقتين فقط. وبالطبع، فقد ثبت أنَّ هذا تبجح أكثر من اللزوم، فبقاء هذا النظام ربما شارك فيه هذا الحزب، لكنّ بقاءه وقفت وراءه عوامل كثيرة بعضها ضمن الجغرافيا العربية، وأكثرها خارج إطار هذه المنطقة. وهكذا، ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة السورية المسلحة، وحيث نصح المرشد الإيراني علي خامنئي بشار الأسد بمعالجة الأمر بالقوة والقمع وبالابتعاد عن التسامح الذي إن هو استخدمه واستخدم ما…

تعاطي أميركا مع «داعش» يعزز ما نسب إلى كلينتون!

الخميس ١٤ أغسطس ٢٠١٤

بغض النظر عمَّا نُسب إلى وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أنها قالت، في كتابها الأخير «خيارات صعبة»، إن الإدارة الأميركية هي من قام بتأسيس «الدولة الإسلامية في العراق والشام» فإن المؤكد أن سكوت الأميركيين على هذا التنظيم الإرهابي وعدم مواجهته وهو لا يزال في بداياته الأولى يدل على أنهم ليسوا متقاعسين فحسب، وإنما قد يكونون متورطين في حسابات وتقديرات خاطئة جعلت الأمور تصل إلى ما وصلت إليه، وجعلت «داعش» تتحول مع الوقت إلى هذا البعبع المرعب. لقد ترك الأميركيون، ومعهم حلفاؤهم الأوروبيون، «داعش» تكبر وتُوسِّعُ مناطق سيطرتها إنْ في سوريا وإنْ في العراق، وهذا يثير ألف سؤال وسؤال، ويعطي مصداقية لما قالته هيلاري كلينتون في كتابها الآنف الذكر. ثم إن الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الأميركية لمنع تغلغل مقاتلي «الدولة الإسلامية» في كردستان العراقية قد جاءت خجولة ومحدودة، وربما من قبيل مجرد رفع العتب، وحيث قال ناطق عسكري أميركي إن هذه الغارات ستبقى محدودة، وإنه لن يتم الانتقال بها لا إلى الموصل ولا إلى مناطق العراق الأخرى التي إما سيطرت عليها أو تهددها القوات «الداعشية» الزاحفة. لقد أثار موقف الولايات المتحدة من هذا التنظيم الإرهابي، الذي حقق انتشارا في سوريا وفي العراق وكأنه لا يواجه مقاومة على الإطلاق، شكوكا وتساؤلات كثيرة ليس على مستوى الأفراد ولا على مستوى تنظيمات…

حسابات خاطئة.. وحرب غزة أسقطت «فسطاط الممانعة»!

الخميس ٠٧ أغسطس ٢٠١٤

حتى قبل أن تصمت المدافع نهائيا، فإنه يمكن القول إن حركة حماس قد أخطأت الحسابات عندما ذهبت إلى مغامرة حرب غزة، معتمدة على تقديرات غير صحيحة بالنسبة للمدى الذي سيذهب فيه الإسرائيليون بهذه الحرب ومدى ما يمكن أن يفعله التحالف «الإخواني» الذي يضم أيضا قطر ورجب طيب إردوغان، وهذا بالإضافة لانخداعها، أي حركة المقاومة الإسلامية، بإرغاء إيران وإزبادها وتهديدها بـ«مسح» إسرائيل عن وجه الأرض. كانت حماس تظن أن بنيامين نتنياهو سيهدد ويتوعد ولن يذهب إلى حد خوض غمار هذه الحرب الطاحنة، وأنه إذا ذهب إليها فإنه سيضطر مرغما إلى إيقافها بعد أول رشقة صواريخ، وأنه إن لم يفعل هذا فإن العالم سيتدخل وسيفرض وقف إطلاق النار فرضا، وعندها ستبادر حركة المقاومة الإسلامية بإعلان انتصارها وانتصار تحالفها، مما سيغير الكثير من المعادلات في هذه المنطقة الملتهبة. لقد كان تقدير حماس ومعها «التحالف الإخواني»، أن عدم ذهاب نتنياهو بعيدا في هذه الحرب وأن اضطراره إلى وقف إطلاق نار مبكر تحت ضغط كل هذه الاعتبارات الآنفة الذكر - سوف يسقطان ورقة منظمة التحرير الفلسطينية وورقة السلطة الوطنية وسوف ينهيان زعامة محمود عباس (أبو مازن) ويقضيان على الدور القيادي والريادي الذي بقيت حركة فتح تلعبه على مدى نحو خمسين عاما من مسيرة الكفاح المسلح والعمل الوطني الفلسطيني المتواصل الذي حقق إنجازات؛ أهمها الاعتراف بدولة…

لا منطق مع غير المنطقيين.. وإيران ماضية بتدخلاتها في شؤوننا الداخلية!

الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤

لا جدال في أن إيران تعاني، ومنذ فترة بعيدة، أزمات داخلية طاحنة بالفعل؛ فهناك الأوضاع الاقتصادية المتردية التي باتت تقترب من الانهيار، وهناك الصراع المتفجر والمحتدم بين أجنحة النظام المتعددة، وهناك توترات الأقليات القومية والدينية والمذهبية التي لجأ بعضها أخيرا إلى حمل السلاح. لكن وخلافا لما يراه البعض، فإن القيادة الممثلة بـ«الولي الفقيه» وكبار ضباط حراس الثورة، بدل العودة والتراجع والانكفاء إلى الداخل نجد أنها تواصل الهروب إلى الأمام وتصر على المزيد من تدخلها السافر، الذي يتخذ طابعا عسكريا، في الشؤون الداخلية للكثير من الدول العربية والإسلامية، البعيدة والقريبة. إن المفترض أن يبادر أي نظام عندما تتفاقم أزماته الداخلية إلى التخلي عن تطلعاته الخارجية وإلى الانكفاء على الذات وإعطاء الأولوية لمعالجة مشاكل شعبه، وخاصة ما يتعلق منها بلقمة الخبز والحريات العامة، لكن هذا إن هو ينطبق على أنظمة أخرى، فإنه لا ينطبق على هذا النظام الإيراني، الذي لجأ فور انتصار الثورة الخمينية في فبراير (شباط) عام 1979 إلى إشغال شعبه بالكثير من القضايا الخارجية، وكل هذا تحت راية «تحرير» كربلاء والنجف وحماية مراقد الأئمة والمقامات الشيعية - إن في العراق، وإن في غيرها من الدول العربية. إنه لا شك في أن التفكير المنطقي يستدعي افتراض أن إيران ليست عازمة على التورط أكثر مما هي متورطة - إن في العراق، وإن…

قطار «التقسيم» سيصل إلى المحطة الإيرانية لا محالة!

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠١٤

الخطر الذي يتهدد العراق وسوريا أيضا ليس أن يتمكن تنظيم «داعش»، في ظل انهيار الدولة العراقية الموحدة وتضاؤل مستقبل الدولة السورية الواحدة، من إقامة إمارة له في المناطق الحدودية المتداخلة ذات الأغلبية «السنية» في هذين البلدين، بل الخطر أن تستمر الأمور في الاتجاه الذي تسير فيه الآن والذي بات واضحًا أنه قد ينتهي إلى تثبيت الأمر الواقع الحالي الذي إذا تحلينا بالشجاعة المطلوبة لقول الحقيقة فإنه يعني «التقسيم» الذي يواصل الوجدان العراقي والسوري والوجدان العربي أيضا رفضه واعتبار أنه كارثة الكوارث ومن المحرمات التي لا يجوز ملامستها أو الاقتراب منها. إن هذا هو الواقع وإلاَّ ما معنى أن ينسحب جيش نوري المالكي خلال أقل من أسبوعين من كل مناطق السنة العرب وأن يواصل إدارة ظهره لكل الذين يحاولون تدارك الأمور قبل أن يصبح الحفاظ على وحدة العراق من سابع المستحيلات.. ثم وإلاَّ ما معنى أن يتشبث نظام بشار الأسد بالمناطق المتاخمة لما يمكن أن يكون دولة علوية ويواصل تدميره المنهجي للمناطق ذات الأغلبية السنية؟.. ما معنى هذا؟.. ولماذا يحصل هذا الذي يحصل إنْ في العراق وإنْ في سوريا؟! في تصريحاته الأخيرة التي أدلى بها لفضائية «سي إن إن» الأميركية قال الزعيم الكردي مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان: «إن العراق يعاني من انهيار واضح وإنَّ الحكومة المركزية فقدت سيطرتها على كل…

هل تسعى روسيا فعلا لإقامة دولة «علوية»؟

الخميس ٠٢ يناير ٢٠١٤

قبل أيام قليلة من قبول المعارضة السورية، الائتلاف على وجه التحديد، لدعوة روسية بزيارة موسكو عشية انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، الذي يبدو أنه ربما لن ينعقد أبدا، تحدث سياسي عربي مرموق، كان شغل موقع رئيس الوزراء في بلده، بمرارة عما سماه إدارة العرب ظهورهم للروس ووضع بيضهم كله في السلة الأميركية.. «ولهذا فإنهم قد وجدوا أنفسهم أمام معادلة بائسة جدا، فهم خسروا فلاديمير بوتين وسيرغي لافروف، في حين أنهم لم يربحوا باراك أوباما الذي ثبت أن إدارته سبب كل هذه الانهيارات والأوضاع المأساوية التي باتت تعيشها سوريا». لقد بدا هذا السياسي العربي متشائما وبدا وكأنه قد تخلى عن كل رهاناته السابقة على الولايات المتحدة، إنْ لجهة استقرار الأمور المضطربة جدا في هذه الأيام في بلده، وإنْ لجهة اتخاذ موقف حاسم تجاه المأزق السوري المتفاقم، وأيضا إنْ لجهة الضغط على الإسرائيليين وإلزامهم ولو بالحد الأدنى المعقول من حل يحقق للشعب الفلسطيني تطلعاته في إقامة دولته المستقلة المنشودة. ويرى هذا السياسي العربي أنه كان على العرب أن يأخذوا العبرة مما فعله الأميركيون في أفغانستان وفي العراق، وأن يدركوا منذ بدايات الأزمة السورية أن هذه الإدارة الأميركية لا يجوز الرهان عليها، وبخاصة بالنسبة لأزمة كهذه الأزمة التي من المؤكد أنه سيتوقف على كيفية حسمها مستقبل الشرق الأوسط بأسره، وهنا فإنه، أي هذا السياسي…

الإعلام الحكومي غربت شمسه ولا بد من الاستعداد لدفنه!

الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٣

في ندوة خاصة أقامها منتدى الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري في مدينة «الغاط» الجميلة التي هي، بالإضافة إلى أنها واحة نخيل جميلة فعلا، واحة ثقافة ومصنع رجال عظماء فعلا - كانت هناك جلسة تحت عنوان «الإعلام في زمن الخصخصة». وحقيقة، إنه يفهم من هذا العنوان، الذي هو حمال أوجه كثيرة، أنه قد آن أوان تشييع الإعلام الرسمي الحكومي، وإنه لا بد من المباشرة الجدية بحفْر قبر لدفنه. وحقيقة، إن الحديث عن هذه المسألة، التي غدت في غاية الأهمية وعبارة عن ضرورة قصوى من الصعب تأجيلها، بات كحديث عن مريض أصبح يعاني سكرات الموت وفي الرمق الأخير، وبتنا كأننا نتحدث، بل إننا نتحدث عن جديد أصبح يفرض نفسه علينا بقوة التغيير المترتب على التحولات التاريخية الجذرية. وهنا، فإنه علينا أن نتخلى عن عنادنا، وأن ندرك ونقر ونعترف بأنه لم يعد هناك مستقبل للإعلام، الذي عايشناه وعشنا معه سنوات طويلة. وبهذا، فإنه علينا أن نسأل: هل انتهى عصر الإعلام الرسمي بعد أن بات غير قادر على القيام بوظيفته وبعد أن أصبح يغرد في واد والناس المعنيون يتابعون همومهم ويواجهون إشكالاتهم ومشاكلهم وهم يعيشون في واد آخر.. وأنا هنا أتحدث، لا عن الوسائل ولا عن «التقنيات»، القديمة أو المتطورة، ولا عن الكفاءات الإعلامية البشرية، وإنما عن «المحتوى».. إن المقصود هو الرسالة التي…

لهذا غضب أردوغان والغنوشي وفزعت غزة واستنفرت الأحزاب «الإخوانية»

الخميس ١١ يوليو ٢٠١٣

فور انحياز القوات المسلحة المصرية لانتفاضة الشعب المصري غير المسبوقة وتنحية الرئيس المعزول محمد مرسي، أعلنت تنظيمات الإسلام السياسي المرتبطة بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، العربية والدولية، حالة الاستنفار القصوى وبدأت هجوما معاكسا غلب عليه الارتباك، ضد ما جرى ولا يزال يجري في مصر، هدفه إقناع الغرب الأوروبي والولايات المتحدة بأن هناك انقلابا عسكريا ضد الديمقراطية وأن «العسكر» و«فلول» النظام السابق قد استعادوا زمام المبادرة وقاموا بما قاموا به لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل انتصار ثورة يناير (كانون الثاني) 2011. وبالطبع فإن أول تنديد، بما اعتبره هؤلاء انقلابا على الديمقراطية وردة عليها، قد جاء من أنظمة الإسلام السياسي الحاكمة في تركيا وفي تونس وفي غزة، فرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي لا تزال تسيطر عليه هواجس «ثورة» ميدان تقسيم بادر على الفور إلى إدانة ما جرى في مصر واعتباره انتكاسة تاريخية، وهذا ما فعله الشيخ راشد الغنوشي وما فعله قادة حركة حماس الذين كانوا قد قاموا بانقلاب عسكري دموي في عام 2007 على السلطة الوطنية وعلى حركة فتح، وبادروا إلى إقامة نظام مرتبط بإيران أثبت أنه من أسوأ الأنظمة التي عرفتها هذه المنطقة وعرفها العالم كله. لقد أدرك رجب طيب أردوغان، الذي تختلف طريقة وصوله ووصول حزبه إلى الحكم اختلافا جذريا عن اختطاف «إخوان» مصر للثورة المصرية والانحراف…

مرسي يلحق مصر «الإخوانية» بالحلف الروسي ـ الإيراني!!

الخميس ٢٥ أبريل ٢٠١٣

استبعد كثيرون بعد وصول الإخوان المسلمين للحكم واختيار محمد مرسي رئيسا للدولة المصرية أن يكون هناك تقارب بين مصر «الإخوانية» والمحور الروسي - الإيراني – السوري، انطلاقا من أن روسيا وإيران تشاركان مشاركة فعلية، عسكرية وسياسية، في هذه الحرب البشعة التي بقي نظام بشار الأسد يشنها على شعبه على مدى عامين وأكثر وعلى أساس أن «إخوان سوريا» يشكلون رقما رئيسا في معادلة المعارضة السورية وأنهم كانوا في عام 1982 قد تعرضوا لمذبحة هي مذبحة «حماه» التي اعتبرت إحدى أبشع مذابح القرن الماضي. ثم ولأن إيران الخمينية قد دأبت، حتى بعد إطاحة حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك ومجيء الإخوان المسلمين إلى السلطة، على التدخل في الشؤون الداخلية المصرية وبدوافع وتطلعات باتت معروفة ومكشوفة، فإن حتى المناهضين للحكم «الإخواني» كانوا يستبعدون أن تنفتح مصر الجديدة على إيران الخمينية صاحبة المشروع التمددي لاستعادة ما تعتبره أمجاد الإمبراطورية الفارسية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية. لقد كان الاعتقاد أن نفوذ بعض رجال الدين، في أوساط الاتجاهات الإسلامية في مصر وفي مقدمة هؤلاء «الإخوان المسلمون»، سيحول دون أي انفتاح فعلي بين مصر «الإخوانية» وإيران وبينها وبين روسيا الاتحادية التي مثلها مثل دولة الولي الفقيه بقيت تخوض إلى جانب بشار الأسد هذه الحرب الدامية ضد الشعب السوري وضد المعارضة السورية التي يقول «الإخوان» السوريون إنهم يشكلون…