بيان السطري
بيان السطري
كاتبة وإعلامية تعمل في (هتلان ميديا)

يوم بلا تكنولوجيا في العام 2050

الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠١٤

المدينة الكبيرة تحولت إلى ممر كبير مظلم على جانبيه أبنية ومساكن تعلوها نوافذ مغلقة وشرفات رمادية تخبىء حكايات لا يعلم عنها أحد سوى من يقبعون خلف تلك النوافذ. الأحياء فارغة والأزقة لا يسمع فيها صوت ولا صدى، هدوء وسكون يخطف الحياة من هذه المدينة الشاحبة اللون. لكن، أين مضى الجميع؟ أين أصوات الأطفال وأهازيجهم؟ هل مرت الأعاصير من هنا واقتلعت أسباب الحياة؟ أم أن هناك لغزا ما يتربص بأهل المدينة؟ كل ما في الأمر أن سكان هذه المدينة عقدوا العزم على تبني حياة تكنولوجية غيبتهم عن حياتهم الاجتماعية وأسرتهم أمام أجهزتهم الإلكترونية التي باتت كفسحة لا يمّل السفر إليها في جميع الأوقات. هكذا أصبح العالم في العام 2050 بعد أن تحول إلى مدينة ذكية صغيرة وأصبح كل ركن فيها رقمي يعتمد لغة الصفر والواحد وأصبحت المعاملات تنجز من خلال هذه الشاشات الضوئية الصغيرة. بعد سبات دام سبعة وثلاثين عاما، استفاقت المدينة الرقمية على خبر أرّق الكثيرين وأدخل البهجة على البعض وهو خبر انقطاع التكنولوجيا ليوم واحد عن المدينة والعالم بأسره لأسباب يجهلها الجميع وذلك برسالة نصية وصلت إلى هواتف وحواسيب الجميع ممن يقبعون ديارهم لأكثر من ثلاثة عقود. بعد خمس ثوان من وصول هذه الرسالة إلى جميع سكان المدينة، توقفت جميع وسائل الاتصال الرقمية عن العمل قبل أن يرتد طرف…