سعود الفوزان
سعود الفوزان
كاتب سعودي

حاسبوا من يطلق الأكاذيب بيننا

الثلاثاء ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤

نحن نعرف كذبة إبريل وتوقيتها وبأي يوم يتداولها الناس وهذا لا يعنينا ولكن ما نحن بصدده هو أكاذيبنا التي لا تتقيد بالزمان ولا المكان وهي شبه مفتوحة على مدار العام وبالتالي في الثمانينيات من القرن الماضي شاهدنا كذبة الملائكة تحارب إلى جانب ما يسمّى بالمجاهدين آنذاك وكيف انطلت على الملايين من الشباب والبسطاء وقتها وفقدنا الكثير من شبابنا حتى أصبحت سجون الغرباء هي موطنهم حتى الساعة. قبل 3 سنوات أراد بعضهم تكرار تجربة هذه الأكاذيب وخاصة في ثورة سوريا حيث بدأنا بنسج القصص الخيالية حول الملائكة الخضر الذين يحاربون إلى جانب الثوار محاولة منا بتكرار وتحريض الشباب كما فعلنا سابقاً ولكنها باءت بالفشل وعدم التصديق من قبل السواد الأعظم من شبابنا وهذا أمر طبيعي ومتوقع لأن جيل الألفية الثانية ليس هو جيل الثمانينيات. مع الأسف اليوم يأتينا نوع جديد من الأكاذيب والتي لم نتعود عليها من قبل وهي رؤيا سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم في المنام ومحاولة بعضهم ترويجها في اليوتيوب وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وبالتالي ربما تمتد هذه الرؤيا إلى الغد وتصبح مسلسلاً له بقية ولكن إذا صدقنا هذه الرؤيا من الحلقة الأولى وروجنا لها فمن المستبعد أن نرفض مشاهدة وتصديق آخر الحلقات التي أجزم أن نهايتها سوف تكون درامية غير محمودة العواقب، وتذكروا أن هذه الكذبة أو…

افتحوا السينما ولو في الأعياد

الخميس ٣١ يوليو ٢٠١٤

عندما تشاهد ازدحام السعوديين في أيام عيد الفطر المبارك أمام دور السينما في مملكة البحرين تجزم أن هذا الشعب حرم من شيء هو يعشقه وتتساءل لماذا نهدر أموالنا عند الجيران بدلا من خزينتنا التي يجب أن تكون…! لم تكن قاعات السينما في السبعينيات مشكلة اجتماعية لكننا نحن من خلق المشكلة بمنعها آنذاك لظروف كانت سائدة وما زاد المشكلة هو إلصاقها بالدين حتى أصبحت إحدى مشكلاتنا الاجتماعية والدينية. سوف يظل نفسنا قصيرا لإعادتها كما كانت والدليل (في التسعينيات جاءنا البث المباشر للقنوات الفضائية ووقفنا بكل قوة ضد هذا البث وما لبثنا سوى 5 سنوات حتى أصبح من يقف ضد هذا البث سابقاً، نجم القنوات الفضائية اليوم، وهكذا فعلنا في الألفية الثانية عندما جاءنا الإنترنت حيث وقفنا ضد هذه التكنولوجيا وبعد 7 سنوات أصبح الممانع نجما في فيسبوك وتويتر ويصارع للحصول على ملايين المتابعين)، في حال جعلنا النظرة السلبية منهجنا فلن نفلح مهما حاولنا أن نضع رؤوسنا في الرمال وهذه النظرة تسببت في إهمال وظلم الإبداع لدى شريحة فنية لا يستهان بها في الدراما والكوميديا السعودية ناهيك عن حرمان اقتصادنا المحلي من أحد أركانه الأساسية، مع الأسف ما زالت هذه النظرة القصيرة سائدة حتى اليوم. الغريب في الأمر أننا نسمح للقنوات التليفزيونية التي تبث الأفلام على شاشاتها في بيوتنا دون رقيب ونمنع…

إجازتي لن تكون سعودية!

الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤

عندما أردت حجز إحدى الشقق في إحدى المناطق في محاولة لمكافأة أبنائي بعد الامتحانات بإجازة منتصف العام، فوجئت بالموظف يقول لي (الأسبوع القادم هو الموسم وسوف يتضاعف السعر مرتين) ليس غريبا طالما أن هذا حال معظم المناطق لدينا في ظل استغلال المواطن، ولكن نحن نعرف أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قامت مشكورة بإلزام منشآت الإيواء السياحي بإعلان أسعارها في المواقع، رغم أنها جعلت تحديد الأسعار خاضعاً للعرض والطلب، لكن أجزم أن المسجل لا يتعدى 20% من أسعار هذه الوحدات. الهيئة هي الجهة الأولى المكلفة بتنظيم السياحة وتطويرها، ومراقبة الأسعار جزء لا يتجزأ من هذا التنظيم؛ إذًا لماذا لا تجبر أصحاب الوحدات بالتقيد بالأسعار وتغريم المتجاوزين للحفاظ والتشجيع على السياحة الداخلية بدلا من جعلنا نبحث عن شقق خارج الوطن أو عن واسطة لإعطائنا سعرا ما قبل الموسم، لكن لا أعتقد أن إجازتي سعودية في ظل هذا التلاعب الواضح بالأسعار. في الدول السياحية الحقيقية يعتمد تحديد سعر الوحدات السكنية على العرض والطلب، وهذا عكس ما يحصل عندنا تماما حيث تجد العرض أكثر من الطلب وهناك وحدات سكنية شبه فارغة والأسعار ترتفع بمجرد سماع الموظف كلمة موسم. مع الأسف السياحة الداخلية لدينا مازالت متواضعة وهي طاردة للسائح الداخلي وكذلك الأجنبي مع عدم وجود مراقبين فاعلين لدى هيئة السياحة والآثار لمراقبة ما يجري، وبالتالي…

هل يمسح ساهر دموع بنت الجبال؟

الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣

لا أتفق مع بعضهم الذين ينظرون إلى ساهر على أنه مشروع تجاري وعندما نذكر هذا الاسم يبدأ بعضهم في تحسس محافظهم ولكنهم تجاهلوا أنه وُضع لسلامتهم وسلامة أبنائهم ولا يختلف اثنان على أن إيجابياته تفوق سلبياته من حيث تقليل الحوادث والوفيات التي غالباً ما تكون بسبب السرعات العالية، حيث فرض نفسه على بعض السائقين المتهورين الذين لا يلتزمون بنظام القيادة وبالتالي سوف يحل ضيفاً على بنت الجبال في الأيام القليلة القادمة، حيث تستعد إدارة المرور في المنطقة بدراسة وتجهيز المواقع لكاميرات ساهر في المواقع المختارة؛ استعدادًا لتطبيقه في الشوارع والطرقات الرئيسية والمهمة، لكن لا أعتقد أنه سوف يستقبل بالمفاطيح كعادة أبناء المنطقة؛ لأن حائل مازالت حزينة وتبكي على مشاريعها المعلقة ولا أعتقد أن ساهر سوف يمسح دموعها التي ارتوت منها سهول أجا وسلمى. نحن نعرف أن كاميرات ساهر تحسب وقتها بالثانية وربما فرق ثانية واحدة قد يكلفك 300 ريال لكن يخطئ من يقول إن البلدية والمواصلات مستعدتان لاستقبال هذا الضيف؟ لذا علينا أولاً إصلاح الحفر والتعرجات وإزالة المطبات الصناعية والتحويلات المهملة وتحديد السرعات التي لا يخلو كيلو واحد منها إلا وتصادفك تحويلة لهذا المقاول أو ذاك لأن جميع هذه الكوابيس قد تعيق المركبة مما قد يتسبب في إيقاع سائق المركبة في المخالفة، أما الاعتماد على سيارات ساهر ونقلها من مكان…

لا تقفوا أمام سيارة ابنتي

الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٣

مهما حاولنا الوقوف أمام تطلعات هذا الجيل فسوف نفشل لأننا لا نعيش وراء ستار حديدي أو أبواب موصدة بل العالم في غرف نومنا ونخطئ التقدير إذا خدعنا أنفسنا وقلنا نحن من يسيطر على هذا الجيل، إذاً، ليس غريب أن أبناءنا يختلفون عنا ونحن نختلف عن أبائنا. لقد كان آباؤنا يقولون في الماضي (هل ترضى ابنتك أو أختك أن تدخل المدارس) وهذه اليوم مديرة مدرسة وطبيبة وعضوة في مجلس الشورى والقائمة تطول، لكننا ما زلنا نكرر هذه المقولة اليوم في قيادة المرأة للسيارة ولكن هذه المرة عن طريق حرب التكنولوجيا بين مؤيد ومعارض مع العلم أن بناتنا يقدن السيارات في الخارج، ولم تسجل عليهن مخالفات تذكر، كما لا يوجد ما يدعو للاستغراب في الأمر، حيث إن نسبة لا بأس بها من بناتنا اليوم هن مبتعثات في الخارج للحصول على أعلى الشهادات وجميعهن أصبحن يملكن رخصة للقيادة، وسيارات أيضاً بأسمائهن، لكن ما لفت نظري لدى بعض المغردين أنهم يستميتون ويكررون القول بأن هذا هو التغريب بعينه وتجاهلوا أن حساباتهم في تويتر صناعة غربية بامتياز. مع الأسف رفضنا سماع أصواتهن ومطالبهن منذ فترة طويلة، ووقف بعض الإخوة المحافظين بقوة أمام هذه الأصوات التي تطالب بحقها الطبيعي في القيادة، مع العلم بأن النظام لا يمنع أو يسمح بذلك ناهيك عن ديننا الحنيف ولكن البعض…

احجبوا آل (keek) «فشلونا»

الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠١٣

عندما تطالع فضائح بعض إخواننا في مواقع (كييك) وتسجيلاتهم التي تدعو للأسف تخبرنا أننا دخلنا الحضارة عبر الطريق المعاكس، وبالتالي تجد مِن أبناء جلدتنا مَن يسمون أنفسهم بأبطال ونجوم (كييك)، وعندما تدخل لتطالع هؤلاء الأبطال المظفرين لا تجد غير أناس يتفوهون بكلمات تافهة وتميل للسخرية بعيدة كل البعد عما تمثله أمتنا من حضارة وثقافة، وهؤلاء ليس لهم هم عدا الاستهزاء والفضائح ونشر الغسيل، والهدف منها جمع المتابعين والظهور للعالم ولو بالطريقة الخاطئة في سبيل الوصول للنجومية المزعومة، نعم لقد أبدع أبناؤنا بمقاطع تظهر التخلف واللامبالاة وفاحت رائحتنا للجميع لكنها هذه المرة بالصوت والصورة ولا أتمنى أن يكون هؤلاء سفراءنا الجدد. لا أعتقد أن النجاح والنجومية يمثله مقطع فيديو ركيك لا يتجاوز 35 ثانية بين الغنم أو بين الأصدقاء في حفلة شاي متواضعة في الصحراء وبعد عشر مشاهدات نطلق على أبطال المهاترات النجوم (خرفان مع صديقه تيسان)، في الزمن الجميل كان هناك صانع للنجوم وعندما يقدم هذا الصانع نجماً تجده يستحق هذا، أما اليوم أصبحت التقنيات الحديثة متاحة للجميع وهي الصانعة للنجوم والمشاهير لكنها قدمت لنا أناساً لا يتمتعون بأي نوع من الثقافة أو الإبداع وشهاداتهم العلمية بالكاد تكون الابتدائية ويصبحون بالمهاترات نجوماً، لا أعرف كيف أسمي هذه النجومية الكاذبة. صحيح أن النجاح والشهرة حق للجميع ولكن بهذه الطريقة التي لا…