فواز عزيز
فواز عزيز
- مواليد رفحاء 1980م. - بكالوريوس لغة عربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. - انضم إلى "الوطن" عام 2004م، مراسلاً في منطقة الحدود الشمالية، ثم كاتباً أسبوعياً، ومحرراً في قسم المحليات.

حين تنعقد ألسنة المسؤولين

الجمعة ٣١ أكتوبر ٢٠١٤

سمعتك الحسنة لا تصنع بـ"لسانك" بل بـ"فعلك".. ثم تأتي على كل "لسان"..! يعتقد بعض "المسؤولين" أن مشكلة سوء سمعة إدارته، أو وزارته، يرجع إلى "الإعلام"، ويتهمه بعدم تحري "المصداقية"، وعدم بذل الجهد في الحصول على معلومة؛ بينما ينسى "المسوؤل" أنه لا يرد على هاتفه، ولا يصدق بأن "مدير الإعلام" في إدارته أو وزارته، كسول يؤجل كثير من استفسارات "الصحفيين"، ويتعامل مع الصحافة بـ"راجعنا بكرة"، بينما الصحافة تتعامل مع الخبر بـ"الثواني" وليس "الدقائق" في زمن أصبحت فيه التقنية أسرع من "الضوء"!ويعتقد بعض "المسؤولين" أن المشكلة في "إدارة الإعلام" بوزارته؛ وينسى أن اختيار المتحدثين الإعلاميين في وزارته يأتي بشروط عدة، منها: أن يكون المتحدث "صموتا"، لا يتحدث حتى في أثناء وقت العمل.. فكثير من المسؤولين يريد متحدثا لا يتكلم إلا حين يتكلم هو، وكثير منهم حول المتحدث الإعلامي إلى "سكرتير" له، ينقل كلامه بلا تصرف إلى الصحفيين، ويطلب نشره بلا تصرف، وبعض المسؤولين حوله إلى "عاطل" براتب!قبل عام دشنت وزارة الثقافة والإعلام منصة للمتحدثين الإعلاميين، وتوقعتُ ـ وقتها ـ أنه لن تنجح؛ لأننا في وقت لا يحتاج الطفل إلا لدقيقة ليمتلك منصة إعلامية خاصة به عبر "تويتر" و"فيس بوك" و"انستقرام"..!اليوم، يبدو أن عددا من الوزراء والمسؤولين أيقنوا بسوء سمعة إدارتهم؛ لذلك لجأ عدد منهم إلى التعاقد مع وكالات وشركات لإدارة العلاقات العامة، حيث…

تنمية “الحفر” قبل “المرصد”

الأحد ٠٦ يوليو ٢٠١٤

جاءت البشرى لأهل حفر الباطن يزفها 40 باحثاً وباحثة انطلقوا قبل أيام ليمسحوا أطراف حفر الباطن؛ بحثاً عما تحتاجه من التنمية وما ينقصها من خدمات، كما تقول صحيفة "الحياة". أبشروا يا أهل حفر الباطن فالمرصد الحضاري سيكشف بعد أن "يمسح" المحافظة، ما ينقصكم من التنمية وأنتم لا تعلمون عما ينقصكم..! ميزة الجهات الحكومية أنها تعتني عناية فائقة بألفاظها ومسميات أعمالها، ألم تلحظوا أن "المرصد الحضاري" قال إن ما يقوم به عملية "مسح" ولم يقل "بحث" رغم أن من يمارسها 40 باحثاً.. وباحثة أيضاً؛ حتى لا تقولوا إن المرصد لا يساوي بين الجنسين.. فهو يساوي حتى في عمليات "المسح"..! حاولت لكني لم أستطع أن أتخيل 40 باحثاً وباحثة انطلقوا في حملة مسح ميداني في حفر الباطن لجمع وتحليل المؤشرات الحضارية، للإسهام في إعداد سياسات التنمية الحضارية على جميع المستويات ومتابعتها وتقويمها..! فرغم أن ما تحتاجه حفر الباطن من التنمية لا يحتاج إلى 40 باحثاً، إلا أن المرصد أكد أنه يعمل على جمع البيانات من الإدارات الحكومية، لتحليلها وتنسيقها؛ ليكتشف التنمية الضائعة فيها.. ولو علم أهل حفر الباطن بهذا الخبر لاستلقوا على ظهورهم من الضحك؛ لأن حفر الباطن تنقصها الكثير من المشروعات التنموية في أغلب المجالات، وليس في ذلك أي مبالغة إطلاقاً..! أكثر شيء مضحك في الخبر أن المرصد الحضاري يقول إنه…

القمع الديموقراطي.. البليهي مثالا

الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٣

الحقيقة التي لا يجهلها أحد.. أنه من الذكاء أن تقنع الجمهور برأيك بأي طريقة كانت، إن كنت مقتنعا به.. ومن الغباء أن تنتقد الجمهور وأنت على المنصة تحاضرهم، فقط لأن شيئا لم يوافق رأيك قيل في المحاضرة..! تلقيت صدمة فكرية حين شاهدت مقطعا من محاضر عضو مجلس الشورى المفكر إبراهيم البليهي، في جامعة اليمامة.. إذ كيف بمن يدعي التحضر والرقي بالفكر ويجاهد من أجل الديموقراطية أن يرفض رأيا يخالف رأيه، ويذهب أبعد من ذلك، فينتقد الجمهور لأنه صفق للرأي المخالف..! ولو كان هذا التصرف من عامي لن أقبله، فكيف إذا كان من مفكر لا يمل من انتقاد تخلف العرب.. يا الله.. ماذا أقول لمن كنت أصف أمامهم "البليهي" بأنه مفكر تنويري..؟ لـ"البليهي" ولغيره حق الرد وحق رفض أي رأي يخالفهم، ولكن بالمنطق والعقل، ولهم الحق في استعراض رأيهم أمام الجمهور بأي أسلوب، لكن ليس لهم الحق في إجبار الجمهور على رأيهم.. أهم النظريات التي يدعو إليها "البليهي" هي التحرر من التسلط وتقليد الغرب في تحضرهم، لكن ما فعله "البليهي" لا تفعله حتى "العرب" التي ينتقدها في تخلفها وظلاميتها مقارنة بالغرب وتحضره، نعم.. العربي قبل الغربي لا يسفه الجمهور الذي يخطب فيه. لـ"البليهي" عقله ولنا لسانه الذي يخرج ما في عقله.. فلا يأسف على سوء فهمنا له، بل ليأسف على سوء…