حمد الماجد
حمد الماجد
كاتب سعودي

إيران الخطر الذي نسخر به

الأربعاء ٢٥ مارس ٢٠١٥

«إيران تحسب نفسها قوة عظمى وهي كيان متهالك، إيران تتمدد وتوسع نفوذها وهي لا تعدو أن تكون فقاعة صابون، إيران تنتهج سياسة خرقاء بهذا التوسع والنفوذ وحشر أنفها في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، إيران سقطت في الوحل اليمني وستغرق هناك، إيران ستواجه طوفانا داخليا من الثورة الغاضبة». ما بين القوسين مختصر لطروحات عدد من الساسة والمثقفين العرب مبثوثة في تصريحاتهم ومقالاتهم ومقابلاتهم المتلفزة، قد تبدو في الظاهر عبارات مطمئنة ومدغدغة للمشاعر لكنها تحمل في طياتها تثبيطا عن مواجهة الخطر. إن الخطورة على الكيانات والأوطان لا تأتي فقط من سياسة التقاعس وعدم اللحاق بركب الأمم القوية التي أعدت لخصومها ما استطاعت من قوة ومن رباط الصناعات الحربية المتقدمة ما يرهبون به أعداءهم، بل من تقليل حجم الخصم الحقيقي، وهذا يتسبب في تخدير الهمم وخداع العقول وتغشية الأبصار عن التقييم الحقيقي والمنطقي لقوة الخصوم. منذ أن تفجرت ثورة الخميني وأحلامه التوسعية سياسيا وآيديولوجيا وعسكريا واضحة المعالم، نسي العرب حكاية تصدير الثورة الإسلامية على الطغاة والمستبدين ونصرة المستضعفين ومنازلة الشيطان الأكبر أميركا، التي أطلقها الخميني وهو يترجل من طائرته الفرنسية التي حملته من باريس إلى طهران، وهو في الحقيقة يعني تصدير آيديولوجيته ونفوذه بمساعدة الشيطان الأكبر، عمل تلامذة الخميني لتحقيق أحلام ثورتهم الطائفية ليل نهار وأنفقوا في سبيل تنفيذها المليارات، المليارات التي استثمروها،…

الحوثيون خطر إيراني داهم

الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤

الحراك الثوري الحوثي بلغ ذروته بتطويق العاصمة اليمنية صنعاء، ثم مداهمة مقر التلفزيون اليمني أولا، ثم خرت سبحة المقار الحكومية في يد الحوثيين، بما فيها رئاسة الجيش، كما خرت المقار الحكومية العراقية في الشمال العراقي في يد «داعش». هذا التصعيد الحوثي الخطير جاء متزامنا مع قرع طبول «الحرب الدولية» ضد «داعش».. هل هو تزامن وحسب؟ لا طبعا، فإيران تقاتل في اليمن من خلال ذراعها العسكرية، الحوثي، لتكسب ما خسرته على الأرض السورية، تريد أن يتحول الهلال الشيعي الذي يتداعى في دول الشام إلى مطرقة تضرب بها خصومها على سندان الحوثية. ولا ريب في أن الأنظار التي تتجه في هذه الفترة نحو الحرب العالمية الثالثة ضد «داعش» فرصة ذهبية لإيران لتغرز مزيدا من المخالب في الجسد اليمني المنهك. تريد إيران أن تتسلل إلى التراب اليمني كاملا عبر نقع الغبار الذي بدأ يتصاعد من معركة التحالف الدولي ضد «داعش»، فالذئاب لا تفتك إلا إذا ارتفع غبار القطيع وصعبت الرؤية واستحال الهرب. إيران ستحقق، من خلال التصعيد الأخير في اليمن، هدفين استراتيجيين؛ الأول حلحلة الطوق الذي تفرضه الثورة السورية بدعم من خصوم إيران. الثاني: تثبيت القدم في موقع استراتيجي بالغ الخطورة في شبه الجزيرة العربية، فلو تمكنت إيران عبر ذراعها الحوثي من الاستيلاء على مقاليد الحكم في اليمن فلا ريب في أن هذه…

تأجيل خصوماتنا لدحر الخصوم

الأحد ١٨ مايو ٢٠١٤

مضى قرابة العام على حكم الإصلاحيين في إيران، ما الذي تغير في سياسة إيران؟ لنتلمس الجواب في سوريا، وهي المعترك الأكثر خطورة وأشد التهابا، وهي التي تهدد كامل منطقتنا بالانفجار الشامل، لا شيء تغير، ما زالت إيران تدعم بلا هوادة النظام السوري، وما زالت براميل الموت تتساقط في عهد روحاني «الإصلاحي الناعم»، بنفس معدلات سقوطها أيام أحمدي نجاد، الرئيس «الراديكالي»، بل على العكس، فقد ارتفعت وتيرة انتصارات فيلق القدس الإيراني في ساحة سوريا مدعوما من الحرس الثوري الطائفي المتطرف، الفرق بين المتشددين والإصلاحيين في إيران، هو الفرق بين من يدفعك بالقوة ويزج بك في السجن وهو يسب ويشتم، ومن يدخلك في السجن وهو مبتسم ويلاطفك، النتيجة في النهاية واحدة، وهذا أحد أسرار قوة إيران ودهاء قادتها. فارق القوة بين إيران والعالم السني بشقيه العربي والعجمي، ليس بسبب امتلاك إيران للقنبلة النووية فحسب، ولو كان الأمر كذلك لكان لباكستان، ذات النفوذ والقوة، القوة النووية الرادعة لا أقل ولا أكثر، سر القوة الإيرانية يكمن في تماسك سياستها المتناغمة مع آيديولوجيتها وثبات تحالفاتها المنطلقة من ذات الآيديولوجيا، تحالف قاوم كل التيارات والأعاصير، لم يختلف حول جوهره محافظوهم عن ليبرالييهم، ولا إصلاحيوهم عن متشدديهم، يقابله في العالم السني معسكر مهلهل مترهل متصارع في أغلب تكويناته وجبهاته، وهذا ما جعل إيران تنفذ من خلال هذا…

درس من التحالف السوري ـ الإيراني

الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤

عندما اندلعت الثورة السورية كان المراقبون موقنين بأن عوامل نجاحها الحاسم والسريع موجودة في كينونتها حتى ولو كان النظام السوري يتكئ بقوة على الدعم الروسي الإيراني، فنظام بشار يعد من أقدم ديناصورات النظم الديكتاتورية الدموية التي تصارع من أجل البقاء، في عالم صار أكثر انفتاحا وأكثر لفظا للأنظمة الاستبدادية الباطشة، كما أن نظام بشار يعد طائفيا بامتياز وإن تدثر بالعروبة وتسربل بمقاومة إسرائيل، والأخيرة كفيلة باستعداء 90 في المائة من غير النصيريين من شعبه، ثم إن طائفته ليست متكافئة عددا مع السنة كما هو الحال في العراق، فالنصيريون لا تزيد نسبتهم على 10 في المائة في أكثر التقديرات كرما، ونظام بشار أيضا صارت تربطه بالدول العربية علاقات متوترة أو في أحسن أحوالها فاترة متكهربة، فما الذي جعل نظاما آيلا للسقوط يتماسك سنوات عجاف ثلاثا، وكانت التقديرات تتوقع أن ينهار في بضعة أشهر؟ وما الذي جعل بنية النظام تتماسك فلا يحدث فيها انشقاقات خطيرة؟ وقد كان متوقعا أن يبرز تيار في الطائفة العلوية يزيح عائلة الأسد الحاكمة، التي وإن انتمت لطائفة العلوية، إلا أنها أيضا همشت شرائح واسعة من الناقمين، فكيف استمروا في الولاء لبشار وهم يشاهدونه يترنح؟ وكيف تمكن نظام بشار من الحفاظ على ولاء الجيش والاستخبارات وقوات الأمن التي وإن سيطر على مفاصلها أفراد من طائفته، إلا أن الحقيقة…