د. هتون أجواد الفاسي
د. هتون أجواد الفاسي
كاتبة في جريدة الرياض

هل يمكن لذائقة الفن والجمال مواجهة العنف والتطرف؟

الأحد ٠١ مارس ٢٠١٥

شد انتباهي مقال الأستاذ جعفر الشايب حول مهرجان الدمام السينمائي الثاني (الذائقة الفنية والجمالية) في الشرق (23/2/2015) والذي ربط فيه بين الفن والتسامح، بين الفن والتعايش، وكم يرتفع الفن بالذوق وحس التعامل الراقي بين البشر وبعضهم البعض. كما ربط الذائقة الفنية والارتقاء بها بتذوق الجمال حولنا بالحرص عليه نظافة وجمالاً ومتابعة للفنون أيّما كانت سواء تشكيلية أو موسيقية أو سينمائية وتصويرية. وأثار المقال في نفسي كثيراً من الشجون التي أرى أنها تحتاج إلى مجلدات لتناولها ومعالجتها، ابتداء من تلك المتعلقة بالتعليم إلى التمييز الثقافي المناطقي وانتهاء بالتشدد والعنف وصلة ما سبق بالافتقاد للذائقة الفنية والجمالية. فيتفق الغالبية في مجتمعنا بأن هناك مشكلة لدينا في التعامل الإنساني، على سبيل المثال، تعاملاً لا يمكن أن يطلق عليه أنه تعاملٌ راقٍ ابتداء من البيت وانتهاء بالشارع، وهناك مشكلة في التعامل مع البيئة المحيطة بنا، أيضاً ابتداء من البيت وانتهاء بالبر، ومشكلة في التعاطي الفكري والحواري الذي لا يتحمل دوماً رقياً في التحاور، ابتداء من البيت وانتهاء بتويتر. كم هو تقديرنا واحتفالنا بالألوان المتعددة أو بالأشكال المختلفة أو بثقافاتنا المتنوعة؟ سؤال مفتوح أصبح يطرحه اليوم الكثير من الشباب والشابات من أطراف المملكة يبحثون عن موقعهم شبه المغيب من المكون الثقافي للمملكة. كم من فنون الأطراف نجدها في القلب كما القلب في كل مكان؟ الجمال…

خطف فتيات باسم الإسلام.. وبوكو حرام النيجيرية

الإثنين ٢٨ أبريل ٢٠١٤

هجوم مسلح على مدرسة بنات وخطف ما بين مئتين 200 ومائة وتسع وعشرين 129 فتاة، تتراوح أعمارهن بين 15-18، خبر صادم بكل ما يحمل من هول الأرقام والمضمون ونحن لم نستكمل. ونأتي إلى تحديد المكان لنتنفس الصعداء، ربما، فهذا الحادث الكارثي يجري في مكان بعيد، في شمال شرق دولة في غرب إفريقيا، يعني بعيدة عنا.. هناك في نيجيريا في مدينة تشيبوك من ولاية بورنو الاثنين الماضي (14 أبريل 2014)، أيضاً بعيدة ولا تربطنا بها إلا خطوط واهية من التضامن الإسلامي والأوبيكي (نسبة إلى منظمة الأوبك). لكن ما يُضاف إلى ذلك أن هذه الدولة هي أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، وأكبر دولة إسلامية في إفريقيا بما يقارب الثمانين مليوناً (من مئة وخمسين مليوناً). والمتهمون بالاختطاف هم جماعة تعلن أنها مسلمة وتجاهد باختطاف النساء في سبيل الله بالإضافة إلى أعمال عنف أخرى تطال كل شيء وإنسان، بل تكررت من يومين (18 أبريل)، حيث قتلت طفلة تبلغ من العمر خمسة أعوام عندما اقتحم مسلحون مجهولون مجمعا سكنيا لأعضاء هيئة التدريس بإحدى المدارس النيجيرية في مدينة يانا بولاية باوتشى بشمال البلاد وقاموا باضرام النار فى العديد من المنازل والبنوك وعلى مدرسة ثانوية حكومية للبنات وحافلة تابعة للمدرسة وأحد الأعمدة الخاصة بالاتصالات السلكية واللاسلكية قبل فرارهم من مكان الهجوم. أعتقد أني هنا أقترب…