هيفاء المعشي
هيفاء المعشي
مديرة إدارة الدراسات الجيوسياسية في مركز "بحوث" - دبي

القاعدة في جنوب اليمن : هل تحتضر أم تنهض من جديد؟

الأحد ٢٤ أبريل ٢٠١٦

الخطوات الأخيرة للجهات الأمنية داخل عدن لتفكيك خلايا القاعدة داخل العاصمة وحولها قد تعطي مؤشرات قوية بأن تنظيم القاعدة بدأ يحتضر في المدينة الجنوبية كما أن الضربات المستمرة من قبل الطائرات الأمريكية بدون طيار وضربات قوى التحالف العربي ساهمت إلى حد كبير في التخلص من العديد من كوادره القيادية وغير القيادية والعديد من مخازن السلاح التابعة له سواء داخل الحوطة أو زنجبار داخل محافظة لحج، ولكن هناك مخاوف من أن التنظيم قد ينتهي في عدن وتنخفض عملياته داخللحج وأبين في الفترة الزمنية القادمة ليواصل نشاطه من جديد من داخل حضرموت. فهل أصبحت حضرموت المقر الآمن للقاعدة وتحت مرأى ومسمع ساكنيها؟ الصور الأخيرة التي تحاول وسائل الإعلام العالمية نقلها عن وضع القاعدة داخل حضرموت، تشير إلى أن القاعدة مستمرة داخل مقرها في المكلا بموافقة أهلها وبمباركتهم فهل يعقل أن يعمل ألف شخص في إطار التنظيم على تهديد مئات الآلاف من الأشخاص وإرغامهم على الرضوخ لأوامره إلا بموافقة ضمنية من قبلهم؟ وهي صور سلبية ولكنها تعكس جزءاً من الواقع وليس الواقع كله حيث أن الأوضاع الحالية في حضرموت وتحديداً المكلا تشير إلى وجود معارضة واسعة مكتومة بين المواطنين ضد التواجد الحالي للقاعدة والسبل التي يتبناها التنظيم لفرض توجهاته الفكرية والسياسية والوسائل العسكرية التي يستخدمها بالإضافة إلى الاستغلال المالي لموارد المدينة. هناك هدوء…

اليمن تدمرها طائفية زائفة

الإثنين ٠١ يونيو ٢٠١٥

أمام حشد جماهيري كبير من قبائل حضرموت ألقى الشيخ صالح الشرفي ممثل علماء ومشايخ حضرموت خطبة خلال مهرجان إعلان اتحاد قبائل نوح وسيبان الحضرمية ليؤكد على مناصرة أهل السنة والجماعة ومواجهة الحوثيين "الرافضة" كما وصفهم. مما دفع البعض لتصنيفه ضمن تيار السلفية الجهادية والتشكيك في انتماءاته السياسية على الرغم من تأكيد الشيخ على محاربة العناصر الإرهابية ومن ضمنها "القاعدة". وقد اعتاد الشرفي مثل بقية مشايخ حضرموت ان يلقي مثل هذه الخطب وتحديداً خطب الجمعة في جامع الشهداء ومسجد عمر في مدينة المكلا الساحلية كما أن خطبته لم تكن هي الخطبة الوحيدة في المهرجان ولكنها كانت الخطبة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي ومنافذ إعلامية عديدة داخل اليمن وفي دول الخليج لتعكس موقفاً عاماً غير رسمياً بأن النزاع في اليمن هو نزاع طائفي بين سنة وشيعة. على الرغم من أن الحوثيين قد تجنبوا استخدام المصطلحات الطائفية قبل دخول صنعاء تحت وهم أنهم يمثلون الشعب اليمني بمجمله سواء المنتمين للمذهب الشافعي أو المنتمين للمذهب الزيدي، إلا أن القناع سقط عن الجماعة وأظهر حقائق أخرى بعد سيطرتهم على مؤسسات الدولة وتحرك قواتهم نحو الأقاليم الجنوبية والشمالية. وتم استبدال شعار "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام" بشعار جديد هو "الموت للتكفيريين والدواعش" ! حاول الحوثيون وحلفاؤهم تكريس قوتهم الإعلامية عبر منافذها المختلفة للربط…

من يحكم صنعاء ومن سيحكم عدن؟

الإثنين ٢٠ أكتوبر ٢٠١٤

من داخل ساحة العروض في خور مكسر داخل مدينة عدن أعلن شلال شايع أحد قيادي مكونات الحراك السلمي الجنوبي وسط الحشود الكثيفة التي قدمت من جميع المحافظات الجنوبية للاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر، أن الجنوب العربي سيعود كما كان دولة مستقلة ولو اقتضى الأمر إعلان الكفاح المسلح. رسالة القائد الجنوبي القادم من الضالع ألهبت الحشود ولاقت تجاوبا كبيراً  خصوصا وأن مشاهد مذبحة الضالع التي ذهب ضحيتها 20 مواطناً جنوبياً لم تغب عن أذهانهم. الضحايا قُتلوا من قبل اللواء 33 مدرع وهم مجتمعين في مخيم عزاء نصب لشهداء سبقوهم وتم قتلهم بنفس السلاح ومن قبل نفس الأشخاص. ما حصل في عدن لا يمكن وصفه بالمشهد المكرر لمشاهد احتفالات سابقة قادها الحراك الجنوبي في السنوات الماضية لكونه حدث في خضم تغيرات سياسية حادة في شمال اليمن يقودها الحكام الجدد غير المتوجين في صنعاء: الحوثيون. فهل اتفق كل من حراكيي عدن وحوثيي صنعاء على تغيير الخارطة السياسية لليمن لإعادة الإمامة في الشمال وإحياء دولة الجنوب من جديد؟ مراقبة التحركات والتصريحات من قبل  القيادات السياسية لدى الطرفين  تشير لوجود رسائل مختلفة ومتضاربة تؤكد بأن الاتفاق الذي زُعم بأنه قائم ضمنياً بين الطرفين قبل سيطرة الحوثيين على صنعاء لا وجود له. بل أن الرسائل المتضاربة الصادرة من الطرفين بشأن توصيف الوضع في الجنوب تشير لإمكانية…

اللاعنف في الإسلام في مواجهة عنف داعش!

الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠١٤

في مقالاته المعنونة "الهند الفتية" التي كتبها ما بين 1924-1926، يقول المهاتما غاندي: "أصبحت مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى أنه ليس السيف الذي أعطى الإسلام مكانة هذه الأيام في هذه الحياة ولكنها البساطة الخالصة ومحو الذات للنبي (ص) والتزامه بتعهداته والتفاني الشديد لأتباعه وأصدقائه". رغم هذه الشهادة، لا تزال مقولة "الإسلام انتشر بحد السيف" تُطرح في الأوساط الغربية بل تصاعد استخدامها في الفترة الأخيرة في توصيف الإسلام كدين يجنح لاستخدام العنف أكثر من جنوحه نحو السلام والتسامح خصوصا مع ارتفاع حصيلة ضحايا "داعش" ونظرائها من التنظيمات الإرهابية الأخرى. انطلاقاً من فكرة الجهاد الذي تضمنته العقيدة الإسلامية كفرض عين على كل مسلم لحماية الدعوة الإسلامية ونشرها بالنفس والمال والكلمة، كثر الجدل ما بين فقهاء المسلمين حول دواعي استخدامه وأساليب الاستخدام والتوقيت المناسب له. وهذا الجدل لم يبرز حديثا بل هو مستمر منذ عقود طويلة بين من يرى أن الجهاد حالة دفاعية ومن يرى أنه يستخدم في حالتين للدفاع والهجوم من أجل نشر الدعوة الإسلامية ومن يرى أنه لا يستخدم إلا في مواجهة المشركين. وآخرون يرون أنه قد يشمل مواجهة المشركين وغير المشركين من اليهود والنصارى إذا لم يدفعوا الجزية ويلتزموا بعهودهم للمسلمين. كما يرى البعض أن الجهاد يلي مرحلة الدعوة التي ترتكن إلى الجوانب النظرية للوصول إلى مرحلة العمل والحركة.…

اليمن يستعد لمرحلة جديدة يقودها الحوثيون!

الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠١٤

يبدو أن سرداً يحاكي روايات الحرب الكلاسيكية يُجرى صياغته داخل صنعاء هذه الأيام. مشهد الخيام المنتشرة على طول شارع المطار الطويل، واحتشاد الآلاف من اليمنيين على مداخل ومخارج المدينة وأمام المؤسسات الوزارية (كثير منهم يحملون الس لاح كتقليد يمني متأصل)، وانتشار مئات من الشعارات المناهضة والمؤيدة للحكومة في طرقات وأزقة صنعاء. كل ذلك يثير سؤالاً رئيسياً:  من الذي سيحارب ومن الذي سيعلن الاستسلام؟ رسائل التحذير والتهديد التي تصاعدت مؤخرا في صنعاء وأطلقها أطراف مختلفة سواء القيادات الرسمية أو شخصيات سياسية غير رسمية تعكس فشل الحكومة الحالية في فرض السيادة الداخلية. ففي الوقت الذي حذر فيه الرئيس عبد ربه منصور جماعة الحوثي من مغبة لعب دورها كراعية للشعب، حذر زعيم الحوثيين عبد الملك عبر رسائل تهديد في خطاباته المتلاحقة للنظام اليمني من الخطوات المقبلة في المرحلة التصعيدية الثالثة والتي تعمد أن لا يكشف عنها كجزء من استراتيجية هجومية يستخدمها مع السلطة ومتوعدا بتطبيق هذه الخطوات  إذا ما فشلت الحكومة في تحقيق مطالب الجماعة، وخاصة إلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، الإطاحة بالحكومة ، مراجعة تقسيم الأقاليم، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. إلا أن استغلال الشعب من قبل الجماعات السياسية المتنافرة، واستخدامه كأداة سياسية للدفاع والهجوم في نفس الوقت، يعكس مؤشرات سلبية تساهم في رسم صورة قاتمة للوضع في اليمن. على الرغم…

القضاء على القاعدة في اليمن

الجمعة ٢٠ يونيو ٢٠١٤

من القصر الجمهوري في المكلا إلى القصر الجمهوري في صنعاء، خطوط ممتدة لعمليات إرهابية محتملة من تخطيط تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وبين القصرين تجمعات عسكرية للجيش اليمني وهجوم واسع للقوات الأمنية اليمنية والطائرات الأمريكية بدون طيار على مواقع ومعسكرات تدريب القاعدة  في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين حيث انطلق الهجوم بشكل مركز منذ نهاية إبريل 2014 ووصل عدد القتلى إلى المئات. لكن القتلى ليسوا جميعاً من القاعدة! وفق تصريحات وبيانات وزارة الداخلية اليمنية فلم يتم التعرف حتى الآن إلا على قلائل وبقية الضحايا لا يزالون مجهولي الهوية ولا تزال الحكومة اليمنية تبحث عن هويات الضحايا وباعتراف صريح من قبلها أن هناك مدنيين ضمن القتلى. أبو بصير أو ناصر الوحيشي الذي استطاع بعد حفر نفق طويل في سجن الأمن السياسي في صنعاء أن يهرب في 2006 ويتقلد إمارة تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية بمباركة الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري في 2009 ويحمل لقب "أمير المجاهدين"، كان قد أُعلن أنه ضمن القتلى خلال غارة شنتها طائرات أمريكية بدون طيار خلال هجوم إبريل إلا أن تقارير لاحقة أثبتت أن فحص "الحمض النووي – DNA" أكد أنه لا يزال حياً مما يعنى أن ملاحقة قيادات القاعدة في اليمن ستستمر سواء من قبل السلطة أو الحكومة الأمريكية عبر الطائرات بدون طيار ودعم…