زينب حفني
زينب حفني
كاتبة سعودية

من يُطفئ سعير التشدد؟

السبت ٢٠ سبتمبر ٢٠١٤

اشتعلت في الآونة الأخيرة صفحات التواصل الاجتماعي ما بين مؤيّد ومُعارض لقرار وزارة التربية والتعليم السعوديّة، سحب كتاب العلوم الإسلامية الخاص بالصف الأول الابتدائي، بسبب صورة على الغلاف لطالب ينتمي لمذهب مُخالف للمذهب السني! ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحد، بل قام عدد من الدعاة المتطرفين بتحريض أولياء الأمور على تمزيق غلاف الكتاب، والمطالبة بطرد المعلمين منهم خارج الهيكل الوظيفي التعليمي! بالتأكيد سيتم تخصيص ميزانية لإعادة طباعة الكتاب، وهو تصرّف أقل ما يُقال عنه إنَّ فيه إهداراً للمال العام! إضافة إلى أنه يتضمن دعوة للعنصريّة الطائفيّة والمذهبيّة التي أصبحنا نُعاني منها ونكتوي بنارها في العقود الأخيرة! ولا أدري إلى أي طريق مظلم يقود المتشددون الأجيال الصاعدة، مستغلين أرضيّة عقولها الخصبة لتلقّي كل الأفكار الهدّامة وتبنيها لاحقاً حين تدخل معترك الحياة؟ كل هذا يجري في بلادنا على الرغم من النداءات المتكررة التي أطلقها الملك عبد الله منذ سنوات مضت، داعياً فيها إلى تعزيز نسيج الوحدة الوطنية وفتح قنوات للحوار مع المذاهب والطوائف الأخرى ونبذ العنصريّة والطائفيّة! ولكن للأسف وجدنا أنَّ هذه المساعي ذهبت أدراج الرياح! ما فائدة نداءات العقلاء من المثقفين والدعاة المعتدلين الذين يُنادون بالوحدة الوطنيّة والاهتمام بتطوير الخطاب الديني، وعلى الجانب الآخر ترتفع الأصوات المتشددة لطمس الآخر وإقصائه وإغلاق قنوات الحوار؟ ما فائدة الأقلام المعتدلة التي تُطالب بنبذ العنصرية…