ابتهال الخطيب
ابتهال الخطيب
كاتبة واكاديمية كويتية

نحن حراك لا يرى مشكلاته ولا أعتقده يريد أن يراها

الإثنين ٢٤ نوفمبر ٢٠١٤

في مقابلة أخيرة لي مع د. سليمان الهتلان، مقدم برنامج "حديث الخليج" على قناة "الحرة"، وأحد أفضل مقدمي البرامج في عالمنا العربي وأكثرهم ثقافة، سألني الدكتور: ما هي المشاكل الأكثر بروزاً على الساحة الكويتية التي أعتقد أنها بحاجة إلى تعامل مباشر؟ ولقد أدهشتني إجابتي وأنا أسمعها بعد ذلك؛ فقد عددت بعض المشاكل الاجتماعية والإنسانية والفكرية، لكنني لم آتِ إلى مشكلة المعارضة والمشاركة، أو بالأحرى إلى ما خلّفته هذه المشكلة من انشقاق في الصف الكويتي، لقد اختفت المشكلة، أو تلاشت أعراضها أو توارت مخلفاتها، وما بقي منها إلا ذكرى حزينة لحراك معارض مقاطع مشوش، لم يستطع أن يتماسك حتى وهو في أوجه.  ولطالما قلنا إن أقطاب المعارضة لا يقلون فساداً عن "المتعارض معهم"، ورددنا أن خراب هؤلاء يماثل، إن لم يَفُق، خراب أولئك، ولكنه المبدأ الذي كَتب علينا الاصطفاف في ذات الخانة، وهذا حديث طويل قديم ماعت أواصره، لكن ما كنت أؤمن به في ذلك الوقت، وهو الذي مازلت أنعاه اليوم، هو الحراك الليبرالي المقاطع، هؤلاء الشباب الرائعون الذين أصروا على قول لا، لكنهم قالوها ثم توقفوا عندها، وربما كلنا توقفنا عندها ولم نأخذ خطوة واحدة بعدها، يا شماتة الشامتين فينا. لا يهمني مسير البراك والطبطبائي ومجموعتهما، لم أؤمن في يوم إلا بخراب نهجهم، وكنت حين أنتقدهم يتهمني البعض بشق صف…