عبدالله حميد الدين
عبدالله حميد الدين
عبدالله حميدالدين يكتب حول الأديان والسياسة في مجتمعات الشرق الأوسط، مع التركيز على المملكة العربية السعودية واليمن. لديه دكتوراة في الأنثروبولوجيا الاجتماعية من كنغز كولدج بريطانيا. يمكن متابعته على تويتر عبر @amiq1

هجمات اسطنبول دليل على أن الإرهاب أقرب مما نتصور

الأحد ٠٨ يناير ٢٠١٧

بالنسبة للبعض منا، فإن الساعات القليلة قبل وبعد بدء العام الجديد، ستظل مرتبطة دائماً بالمأساة. فتركيا والعراق وأفغانستان واليمن والصومال، كانت جميعاً أهدافاً لهجمات إرهابية أودت بحياة الكثيرين، وحولت احتفالات رأس السنة، والتفاؤل باستقبال عام جديد إلى دموع ومخاوف من القادم الأسوأ. وعلى الرغم من أن الهجمات كانت محلية، إلا إن الألم الذي تسببت به كان عالمياً. في اسطنبول، تم قتل سياح من أكثر من بلد، وعم الحزن عائلات كثيرة في جميع أنحاء العالم. لقد تسببت الهجمات الإرهابية على ملهى "رينا" الليلي في مقتل أبرياء من 14 بلداً، من بينهم عدد من السعوديين. على المستوى الشخصي، لا أعرف أيّ من الذين قتلوا، ولكنني أعرف أشخاصاً يعرفون بعض الضحايا. هؤلاء لم يحزنوا فحسب على الموتى، ولم يشعروا فقط بالغضب من لا معقولية الجريمة، ولكنهم شعرواً كذلك بالخوف على أنفسهم وعلى أقاربهم وأحبائهم. كما قال أحدهم: "لا يوجد مكان آمن. لا يوجد بلد في مأمن. يمكنهم إيذاؤنا مهما كنا بعيدين". هذا هو "الإرهاب المتعولم" في أساسه. فالأمر لا يقتصر على شبكات عالمية لديها القدرة على توجيه ضرباتها في مختلف الدول؛ وإنما يتضمن كذلك القدرة على بث الرعب في نفوس الجميع في جميع أنحاء العالم. أنا من المملكة العربية السعودية، البلد الذي كان هدفاً للعديد من الهجمات الإرهابية في السابق. ولكن كنا نشعر…

لئلا يصبح اليمن خنجراً في خاصرة دول الخليج

الأربعاء ٢٨ يناير ٢٠١٥

< بيان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لدول مجلس التعاون دان التعديات الأخيرة على شرعية الرئيس اليمني، وغير ذلك من أعمال العنف التي حصلت. ولعل أهم ما جاء فيه تأكيده بأن «أمن اليمن هو جزء من الأمن الوطني لدول مجلس التعاون» و «أنها ستتخذ الإجراءات المطلوبة لحماية أمنها واستقراراها ومصالحها الحيوية في اليمن». في رسالة واضحة إلى الفرقاء اليمنيين، خصوصاً الحوثيين بأنها ستتدخل بما يضمن مصالحها، علماً أن هناك مخاوف من أن تحاول إيران استثمار تحالفها مع الحوثيين بطريقة تضر بالمصالح الوطنية الخليجية. بعد ذلك بيوم واحد، استقال الرئيس هادي وحكومته. الاستقالة لم تترك فراغ سلطة فعلياً لأنه منذ خروج علي صالح من الحكم يعيش اليمن بلا حكم مركزي حقيقي. ولكن خروجهما رفع الستار عن حقيقة غياب السلطة، ما فتح الباب لطموحات سياسية مختلفة قد تؤدي إلى حال من التشظي والفوضى. الخوف الأكبر كان من انفصال الجنوب، لكنني أرى أن احتمال تشظي الجنوب أكبر. فلم تعد هناك قضية جنوبية موحدة، وبعض الخلافات والنزاعات بين الجنوبيين أنفسهم أكبر من تلك التي بين بعض الجنوبيين وبين الشماليين. هناك خوف من أن يوسّع تنظيم «القاعدة» نفوذه، كما أن هناك خوفاً من أن ينفضّ حلف صالح والحوثي ويدخلا في صراع يبدأ من صنعاء ويمتد إلى بعض قبائل بكيل وحاشد. الأمر في اليمن خطير للغاية. ودول الخليج…