رشا محمد
رشا محمد
إعلامية وكاتبة

فئران …. “القرية الصغيرة”

الأربعاء ٢٨ يناير ٢٠١٥

احيانا، تتمنى لو ان العالم بقي على حالهِ شاسعاً مجهولا و بقيت انت في حدود عالم قريتك الصغيرة، يمنحك الجهل بخفايا ما ورائها هدوء داخلي و فضول لإكتشافه و يقين بأنه أجمل. لكن، حين بات كل ما حولك "قريب بعيد" لايصلك منه الا صور حالكة، ضبابية تعبر عن آراء ناقليها محاولين برمجة افكارك كيف شاؤا، صرت تسأل نفسك الى اي فكر انتمي ؟! و هل علي ان انتمي لفكر ما ؟! اي تلك الاديولوجيات تناسبني اكثر ؟! رغم اني لا اعرف كيف يمكن لها ان تجعل يومي في "محيطي انا" افضل بأي حال من الاحوال ؟ هل يجب فعلا ان املك قضية ؟ لم لا اكتفي بي؟ لم لا اكون قضيتي احار كيف اسعدني و كيف اجعل محيطي الصغير اجمل ؟ ... لماذا عليَّ تحمل كل تلك البشاعة في نشرات الاخبار و مواقع التواصل و صفحات الجرائد؟!!! هل العالم قرية صغيرة مزحومة بالكراهية و التقاتل و الدماء ؟! لماذا لا يحمل الي هذا الهاتف الذي يربطني بالكون اخبارا سعيدة عبر هذا الشيء المسمى بالانترنت لا اعلم ما هو لكنه يصر على ان يحيل الأكوان الشاسعة الى "قرية صغيرة" و ما بال "القرية الصغيرة" تثور بالضجيج و الغضب، اليس هناك من واحة سلام ألجأ فيها الى خبر يسعدني اتكئ عليه هربا…