محمد الرطيان
محمد الرطيان
أديب وصحفي سعودي

فاكهة الأبجدية

الخميس ٢٥ فبراير ٢٠١٦

الكتابة ليست حبة «أسبرين».. الكتابة: عملية قلب مفتوح! (أ) الظلم يجعل المخالب تنمو على أطراف أكثر الأنامل رقة! (ب) من أسوأ العبارات التي تتردد في مجتمعاتنا كأنها حكمة: «زوجوه.. يمكن يعقل»!! وما ذنب الزوجة التي تحولت إلى «تجربة» واختبار: لعل هذا الفاشل «يعقل» من خلالها؟!! ثم يقولون: يكمل نصفه الثاني... هل أنتم متأكدون من اكتمال النصف الأول فيه؟!! (ج) مجادلة الغبي: عمل غبي! (د) ‏هل تعرفون ما المخيف بـ «داعش» و«الحشد الشيعي» وأشباههما في كل ثقافة: أنهم يؤمنون - وبصدق - بأن أفعالهم الشريرة هي الطريق الوحيد إلى الخير! (هـ) من لا يتذكّر.. لا يتخيّل! (و) تسلّل – في غفلة منك – إليك! المحبون حولك يصنعون ضباباً من ندى محبتهم.. يجعلك لا تراك بشكل جيّد. لا تنتقِ من الكلمات ما تشتهي: ليس كل ما يقوله أحبابك عنك صادقاً.. وليس كل ما يقوله خصومك فيك كاذباً! (ز) لا تتباهَ بثقافتك! لا يهمني عدد الكتب التي قرأتها.. دعني أراها في ما تقوله وتفعله. (ح) ‏«أجمل ما تستطيع أن ترتديه المرأة من ملابس هو ثقتها في نفسها» ‏عبارة جميلة تُنسب للممثلة صوفيا لورين.. والتي اشتهرت في أفلامها بـ «خلع» ملابسها! بإمكانك أن تصنع من العُري حكمة: هنالك امرأة تلبس بشكل رائع.. وهنالك امرأة تخلع بشكل رائع! وبالمناسبة، في السينما.. يوجد قانون يقول: كلما…

حروبكم الصغيرة وحربنا الكبيرة

الخميس ١٨ فبراير ٢٠١٦

لست من الذين يحبون التمايل على إيقاعات طبول الحرب.. أكره الطبل في حالتين: - عندما يُقرع لحرب.. - وعندما يحمله منافق! وأعشق الرمادي في الملبس.. وأكرهه في الموقف! وبلادي تخوض حرباً في عدة جهات وجبهات.. ليس لأنها تحب الحروب، ولكن لأن قوى الشر حولها دفعتها إليها دفعاً، وهي تعي أن الحرب مكلفة.. ولكن اللاحرب - في هذا التوقيت تحديداً - مكلفة أكثر! عاصفة حزم في الجنوب.. ورعد مدوٍّ في الشمال.. والنتيجة - بحول الله وقوته - أمطار: عزة وفخر وكرامة. لهذا.. دع عنك كل الكلمات الودودة والطيبة، وحاول أن تنسى اللون الرمادي، وقل لنفسك: لا تكن محايداً في حب بلادك.. كن متطرفاً حتى الموت! إذا سقط السقف - لا سمح الله - سيسقط على رؤوسكم جميعاً: لن يُفرّق بين رأس اليمين ورأس اليسار. كل صراخكم - في هذه اللحظة الراهنة - لا يساوي تكبيرة جندي سعودي يقف على الحد مواجهاً الموت دفاعاً عنكم جميعاً. أهجروا منابركم الصغيرة - ولو لفترة محدودة - وقفوا على منبر الوطن. أجلوا حروبكم الصغيرة التافهة.. فهنالك على الحدود حرب أكبر وأخطر. قفوا في خندق الوطن.. ولتكن الأقلام: بنادق. ولتكن الكلمات: رصاصاً. وعطّروا مقالاتكم برائحة البارود. فقوة »الخارج« تحتاج إلى »داخل« متماسك.. فلا تجعلوه مهزوزاً بحروبكم المؤدلجة ذات المصالح الضيقة! المصدر: صحيفة البيان

إلى قارئ: أظنه ما يزال عربيا !

الخميس ٢٤ يوليو ٢٠١٤

مشغول بقضاياك الصغيرة، وأشيائك اليومية؟ مشغول برغيف الخبز، ومصاريف الأولاد، وسفلتة وإنارة الشارع الذي يمر أمام بيتك؟.. لا بأس.. حتى الناس في « غزة » تشغلهم مثل هذه الأشياء -أو شبيهة لها- ويستطيعون رغم كل الحصار المفروض عليهم أن يتدبروا أمرهم، ويوفروا بعض ما يجب توفيره.. يأكلون الزعتر والزيتون.. ويقاومون. وماذا بعد؟.. هل يمنعك هذا من أن تنشغل -ولو قليلًا - بقضاياك الكبرى.. ومنها: فلسطين؟.. هل نسيت فلسطين؟! سيقول لك صوت ما: « وما شأني أنا »؟ قل له: ولماذا يكون شأن رجل شريف أو امرأة شريفة من الغرب، ولا يكون شأنك يا ابن العم؟! سيقول لك الصوت ليربكك: « تقصد جورج غلاوي؟.. هذا رجل يبحث عن الأضواء والمكاسب السياسية». لا تجادله.. وقل له: لا أقصده -وإن كنت أحترمه أكثر منك- بل أقصد أناسا بسطاء مثلك.. أقصد « راشيل كوري» -وأمثالها كثيرون- تلك الشابة التي ماتت تحت جرافة إسرائيلية وهي تحاول أن تمنعها من هدم بيت فلسطيني. لحظتها.. اذهب للمرآة، وانظر إلى وجهك، و « افتل شواربك» واعترف: أن هذه المرأة « أرجل» منك ألف مرة ! (2) من أنت؟ اخرج من الهويات الصغرى -تلك التي يدفعك لها زمن الهزيمة- وانزع ثياب الهويات الضيقة: المذهبية / القبلية / القطرية.. حتى تصل إلى جلدك! وفي المقابل.. دع عنك كل هذا الضجيج…

عن الولد والفتوى !

الإثنين ١٠ فبراير ٢٠١٤

هنالك حملة شرسة على ما يُسمى ( شيوخ الجهاد ) لا أفهم دوافعها ، ولا توقيتها ، ولن أدخل في تفاصيلها .. تريد أن تقول لنا باختصار مخل : أن آلاف الشباب غررت بهم ( فتوى ) الشيخ فذهبوا إلى الساحات المضطربة وأصبحوا وقوداً لحروب لا يفهمون تفاصيلها ، ولا يعرفون أسباب اشتعالها . حسناً ، لنفترض أن " فتوى شيخ " هي السبب فيما يحدث .. - لماذا ذهب هذا " الولد " - من هذا البيت تحديداً - ولم يذهب بقية الشباب في الحيّ؟ ألا تنظرون إلى تفاصيل حياة هذا " الولد " وطريقة تربيته ، في البيت والمدرسة ، وتفاصيل حياته الاجتماعية ، ومستوى دخله ، وكيف تشكّل ثقافياً ، حتى أصبح جاهزاً لـ ( فتوى ) تنشر عبر الانترنت : تحركه كما تشاء ؟ - هذا الولد " غررت " به فتوى .. إذاً ، ماذا ستقولون عن رجل تجاوز عمره الأربعين قرر أن يجاهد ؟! نحن عندما نركز على ( الفتوى ) نهرب من المشكلة ، وننقذ أنفسنا من الصداع الذي يجلبه التفكير ، والمشاكل التي تجلبها الأسباب المختلفة .. نراوغ ، ونعلق المشكلة - بكل حمولتها وأسبابها - على شماعة واحدة : " فتوى الشيخ " ! هذا الولد - في البيت / في…

من يدلنا على “طريجنا” حتى نمشيه ؟!

الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٣

(١) كنتُ طفلاً عندما سمعتُ لأول مرة أغنية تقول كلماتها: "خليجنا واحد/ مصيرنا واحد/ طريقنا واحد/ وشعبنا واحد" ذاكرتي، وقراءاتي البسيطة أخبرتني عن (جزيرة العرب) العمق والتاريخ والجغرافيا.. أكثر من (الخليج) الساحل/ الأطراف. قلت لكم سابقاً: يمكنك بالأغاني، والإعلام المكثف، أن تلغي مصطلحًا وتؤسس لمصطلح جديد.. يتحوّل المتن (جزيرة العرب) إلى الْطَّرَف (الخليج).. المهم في النهاية أن "خليجنا واحد، وطريقنا واحد". (٢) كبرتُ، وكبرت معي الأغنية، وأحببت كلماتها الركيكة! الأحداث التي مرت على المنطقة أسقطت الكثير من الأغاني: "بلاد العرب أوطاني" سقطت مع دخول أول دبابة عراقية إلى الجهراء الكويتية في عام ٩٠. أناشيد الصحوة والجهاد أصبحت مُطاردة -هي ومن يرددها- من أغلب حكومات العالم. وحدها "خليجنا واحد، طريقنا واحد" ما تزال تملأ الأجواء بإيقاعها الراقص، وتُبث على كافة الموجات. (٣) كبرتُ، وكبرت معي الأغنية، وكبرت أحلامي: وما أزال أتساءل عن مصير "مصيرنا" الواحد، وأبحث عن "طريقنا الواحد"؟ أريد أن أرى هذا "الخليج الواحد" بعملة واحدة تشكل اقتصاداً ضخماً ومؤثراً في العالم. أريد أن أرى هذا "الخليج الواحد" بمشروع قومي واحد يأخذنا إلى المستقبل. أريد أن أرى هذا "الخليج الواحد" بجيش واحد يحميه من البحر إلى البحر. (٤) يا سادتي.. أنا المواطن الخليجي محمد الرطيان الشمري.. مللتُ من الأغاني، وأريد أن أرى "طريقنا الواحد" الذي تعدني فيه هذه الأغنية منذ…

كائنات هلامية!

الثلاثاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٣

(١) هل أنت كائن ديمقراطي؟! نعم، السؤال مُوجّه لك أنت يا مَن تقف عند علامة التعجب تلك! هل وُلدت ديمقراطيًّا، أم أنك وجدت المفردة "الديمقراطية" على قارعة الطريق، أو في إحدى الكتب وأعجبتك، أو صحوت من النوم -فجأة- ووجدت نفسك كائنًا ديمقراطيًّا، أم أنك تشكّلت معرفيًّا وتراكم لديك الوعي حتى أصبحت هذا الكائن الديمقراطي؟! الديمقراطية -هذه المفردة الساحرة والجذابة- ما الذي تعنيه لك: الأخذ، أو العطاء؟ أو الاثنين معًا؟ أن (تأخذ) حقوقك تعني: أن (تعطي) الناس حقوقهم.. هل هذا ما تفعله؟ أن يكون لصوتك قيمة يعني: أن يكون لبقية الأصوات (حتى التي لا تحب سماعها) قيمة.. هل هذا ما يحدث معك؟ (٢) هل الديمقراطية تهبط من السماء.. فجأة؟! لا.. إنها تنمو على الأرض. هل لديك -كفرد- الأرض الصالحة للحرث والزرع والسقاية؟ هل ستقبل الزهرة التي ستنمو أيًّا كان شكلها ولونها ورائحتها.. أم أن هنالك زهرة وحيدة وفريدة -تعجبك وحدك- تظن أن شجرة الديمقراطية ستنبتها لك حسب مواصفاتك وذوقك العام؟! (٣) أنا، وأنت، والكثير غيرنا، نعشق "الديمقراطية" هذه الكلمة الساحرة، ونظن أنها ستحل الكثير من المشكلات، لأننا -وببساطة- نرى المنجز منها لدى مجتمعات سبقتنا إليها. الديمقراطية: نتيجة.. وليست سببًا. صنعها تراكم معرفي، ووعي، وإنتاج، وفنون، وثقافة تحترم الإنسان أيًّا كان لونه ومعتقده وأفكاره المختلفة. فهل -أنت- بهذا الشكل؟ تحترم المختلف، وأفكار…

ما فات “أليس” من العجائب ؟!

الإثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢

أليس في بلاد العجائب : قصة خيالية كتبها للأطفال معلم الرياضيات الانجليزي " تشارلز دودجسون " . تمت ترجمتها لأكثر من ٧٠ لغة حول العالم ، وهي من أكثر الكتب مبيعاً منذ نشرها عام ١٨٦٥م . تعالوا لنبحث عن بعض العجائب التي فاتت على الصبية " أليس " لنرويها لها نيابة عن معلم الرياضيات : (1) في بلاد العجائب يرتبط الرجل بفتاة من بلاد بعيدة ، لا يعرف أصلها ولا فصلها ، ويقبل المجتمع هذا الارتباط . وعندما يفعلها مع فتاة من بلاده - تشبهه ولها نفس طباعه - تبدأ شروط الأصل والفصل والطبقة الاجتماعية والنسب والطائفة.. وألف شرط آخر ! (2) في بلاد العجائب عندما يحدث تجاوز أو يرتكب خلل في إحدى المؤسسات : تقوم المؤسسة نفسها بتشكيل لجنة لتحقق مع نفسها وتعلن في النهاية براءتها مما حدث ! (3) في بلاد العجائب يتحول أحدهم - خلال عام - من مديونير إلى مليونير ولا يسأله أحد : من أين لك هذا ؟ (4) في بلاد العجائب : بضاعته من تاجر ( بوذي ) من الصين ، والسائق الذي ينقل اطفاله ( هندوسي ) وعامله ( سيخي ) .. ومع هذا يرفض إيجار عقاره لمواطنه المسلم ، لأنه من طائفة غير طائفته ! (5) في بلاد العجائب يسمون اللص بـ…