حليمة مظفر
حليمة مظفر
كاتبة سعودية

من طبيب إلى “داعشي”!

الثلاثاء ١٥ يوليو ٢٠١٤

شكل خبر مقتل طبيب سعودي شاب هو الدكتور العنزي ضمن صفوف داعش صدمة لكثيرين، في عملية انتحارية تجرد فيها من ضميره كطبيب وذهب ضحيتها ما يقارب 30 قتيلا وجريحا، فيما هناك رواية أخرى بأنه قتل في قصف استهدف داعش وكان موجودا لعلاج قادة داعش المجرمين ممن ينحرون الأبرياء ويصلبون الأطفال، وأيا كانت الرواية الصحيحة، ففي كليهما تخبرنا أنه ترك مهنته ووطنه وقرر الانتماء إلى داعش واعتقاده بالجهاد على الطريقة الإرهابية. هؤلاء المستغربون يتناسون أن في عمليات سابقة تم القبض على بعض الإرهابيين ممن يتمتعون بشهادات تعليمية عليا ومتخصصة، هناك المهندس وأستاذ الجامعة والمعلم وآخرون ممن يتمتعون بوظائف ومستويات معيشية فارهة، هذا يُثبت أن الجهلة والعاطلين وأصحاب الشهادات الدنيا ليسوا هم فقط حطب هذا التنظيم الإرهابي، وإن كانوا الكثرة المستهدفة، خاصة المراهقين، ولكن الأسئلة التي تطرح نفسها هنا: لماذا طبيب كالعنزي أو ربما آخر مهندسا أو معلما ينزلق إلى هكذا تفكير إجرامي ويستسيغ قتل الأبرياء بحجة التكفير!؟ كيف يتم غسل أدمغة هؤلاء رغم تعليمهم الذي يفترض أنه قد أدى إلى رفع مستوى الوعي ومكنهم من القدرة على الفرز بين الصواب والخطأ!! وهل هناك خطأ أفدح من استساغة الإنسان لفكرة قتل بريء آمن لم يؤذه سوى مخالفته في الدين أو المذهب!؟ ما الذي يجعل هذا الطبيب يتنازل عن إنسانيته ليكون مجرما!؟ هل…

باختصار.. انتهى زمن المجاملة

الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠١٤

"داعش" لا تُشكل أي تهديد على الدولة السعودية؛ أمر مفروغ منه؛ هذا لا يعني أنني أقلل من حجم خطورة هؤلاء ممن يبحثون عن "الحور العين" في دماء الأبرياء!! إذ ليس لديهم شيء يخسرونه على أرض المعركة؛ فإما يقتلون الأبرياء أو يُقتلون معتقدين أنهم في جنة الخلد؛ ولكن - كما أشرت - لا يمثلون علينا أي تهديد؛ فلدينا رجالنا البواسل وإمكاناتنا العسكرية لحماية الحدود؛ وتاريخ السعودية خلال تعامله مع الإرهابيين في السنوات الماضية منذ 2001؛ وتحقيق الأمن في ظلّ دول محيطة لم تستطع لليوم مقاومة الإرهابيين منذ سنوات؛ كل هذا يؤكد ما تتمتع به السعودية من قدرة وإمكانات لمواجهة الإرهاب. لكن الخطورة الحقيقية التي يجب أخذها بعين الاعتبار تكمن في هؤلاء المنافقين في الداخل ممن يعيشون بيننا ويتعاطفون مع القاعدة وداعش والفصائل الإرهابية، ويؤمنون بفكرهم وحركتهم وما زالوا يجدونهم مجاهدين لا مجرمين؛ ربما يتفقون معهم ببعض الأهداف السياسية التي يبطنونها كحلمهم بعودة "الخلافة" المزعومة التي روج لها الإخوان المسلمون وما زال عرقها في دماء بعض الحاملين لهذا الفكر بيننا؛ ألم يخرج علينا أحد هؤلاء وقد خانته عاطفته في تغريداته وأخذ يناشد محبي الجهاد في القاعدة ألا يكونوا سببا في غلق "صنابير التمويل" أو لمزيد من الاعتقالات!! وليس أمثال هذا فقط؛ هناك آخرون يبدون ما لا يبطنونه؛ ممن تفضحهم المواقف؛ كحادثة شرورة…

“دعشنة” افتراضية!

الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤

رحم الله فهد الدوسري، ومحمد البريكي، وسعيد بن هادي القحطاني، وسعيد بن علي القحطاني، شهداء الواجب الصائمين الذين اختار الله لهم يوم الجمعة للقائه، وثبت قلوب أسرهم وربط عليها بالصبر والسلوان، هؤلاء ممن كانوا مرابطين في ثغرة من ثغرات الوطن لحمايته، حين داهمهم إرهابيو القاعدة لعنة الله عليهم، ونحمد الله أن تصدى لهم بواسل الوطن، وقتلوا ثلاثة منهم، وقبضوا على الرابع، فيما فجر الخامس والسادس نفسيهما منتحرين، وحادثة شرورة ليست الأولى، وكم نتمنى أن تكون الأخيرة، رغم تربص هؤلاء الأوغاد ممن شربوا الجهل ضلالة. لكن المشكلة ليست هنا، فحماية الوطن لها رجال يتكفلون بها، وإنما في الذين ينشرون الإشاعات بمكر ومكيدة وخبث على مواقع التواصل الاجتماعي من أذناب الفكر الإرهابي أو المتعاطفين معهم والمندسين ممن لا يحملون هويتنا، ففي هذه الحادثة انتشر هاشتاق (#القاعدة_تسيطر_ على_معبر_الوديعة)، وهاشتاقات أخرى خبيثة! ليس الغرض منها إلا المكر لإخافة الناس وإثارة البلبلة والفوضى والتشكيك في قدرة رجال الأمن على حماية الوطن، وهو من أهم أهداف القاعدة وأذنابهم، فيستغلون العالم الافتراضي لمكرهم عبر حسابات مزيفة ومندسة ينتحل بعضها هويات سعودية عبر ألقاب معروفة عندنا وتُدار من خارج الوطن، لإثارة الفتنة والتهييج الطائفي والتأثير على عامة الناس خاصة المراهقين وقليلي الخبرة، في تحريض عواطفهم وإثارتها باسم الدين والمذهب، خاصة أنه لو لاحظنا أن معارك القاعدة وفصائلها تبدأ…

إرهابيات سعوديات!!

الثلاثاء ٢٩ أبريل ٢٠١٤

ببساطة، حملتا أطفالهما واستغلتا طفلين من أقاربهما بعد كذبهما على أسرتيهما بالذهاب إلى "شاليه" للتنزه، بينما اتفقتا مع مهربين يمنيين تشير التحقيقات إلى ارتباطهم بالحوثيين كما نشرّ موقع العربية نت قصتهما، لتهريبهما مع الأطفال الستة إلى اليمن حيث القاعدة تنتظر استقبالهما، ولولا فضل الله تعالى ورحمته لما تمّ القبض عليهما من قبل رجال وزارة الداخلية مع مهربين يمنيين يقطعون طريقا وعرا مظلما مخيفا على الحدود بين جازان واليمن، وأحمد لله أن تم ذلك ليس خوفا عليهما بل على الأطفال الستة الأبرياء معهما قبل تسليمهم لفم القاعدة والإرهابيين في مخابئ اليمن السحيقة، هذه قصة السعوديتين اللتين تشبعتا بفكر القاعدة الإرهابي إلى درجة تتجاوز التضحية بحياتهما للتضحية بحياة فلذات أكبادهما! اللتين تجاوزتا المحرم مما تتبنيانه فمارستا الكذب على أسرتيهما والسفر دون محرم والتواصل مع رجال غرباء والسير بهما في طريق غير آمن! والمؤسف أنه وبعد القبض عليهما من قبل حرس الحدود بدأت معرفات مشبوهة مدعية الإسلام وحقوق المعتقلين بنشر الإشاعات المغرضة -كما نشرت "الوطن"- تزعم أنه تم اختطافهما من قبل الداخلية، بينما السيدتان بعد القبض عليهما تمت استضافتهما ومعاملتهما معاملة الضيوف رغم أن مكانهما بعد القبض ليس في استراحة بل السجن! لأنهما ارتكبتا جريمتين لا يمكن التغافل عنهما وهما: اختطاف الأطفال وتبني الفكر الإرهابي، ما دفعهما إلى التسلل للانتماء إلى القاعدة! ناهيك…

بصراحة.. وزير جديد لا يكفي!

الأربعاء ٢٣ أبريل ٢٠١٤

ليس كل عالم أو جراح أو أكاديمي متميز في تخصصه يعني أنه إداري وقيادي ناجح، والمناصب الوزارية لا تحتاج إلا إلى كفاءة إدارية وقدرة على مواجهة التحديات بالقرارات الصعبة والجريئة في بناء هيكلة تطويرية تتناسب مع محدثات العصر ومتطلبات الحضارة واحتياجات الناس، ولهذا المناصب الوزارية ورئاسة الهيئات خاصة التي تأسست مؤخرا ليست مناصب تكريمية تُعطى لمن تفوق في مجاله أو وصل إلى مرتبة وظيفية عليا تسبق عمره التقاعدي! وبصراحة، فإن الدكتور الربيعة الذي تمّ إعفاؤه من منصبه هو في أساسه جراح ماهر أجرى أصعب العمليات في فصل التوائم على المستوى الدولي، ونحن نفخر به كجراح عزز اسم السعودية عالميا في المجال الطبي، ولكن الإدارة فن وعلم آخر يختلف تماما عن فن الجراحة وعلومها، ومع الأسف المواطن الذي كان فخورا به كجراح بات غاضبا منه كوزير، نتيجة سوء الخدمات الطبية في مستشفيات الوزارة وكثرة الأخطاء وضعف المستوى الصحي وتراجع المشاريع، وآخر المساوئ تعاملها السلبي مع فيروس "كورونا"، وأستغرب تماما أنه بعد ظهور الفيروس بسنتين وانتشاره تتحرك الوزارة لاستقطاب شركة عالمية متخصصة لتصنيع لقاح! فهل يُعقل ذلك!؟ لكن إحقاقا للحق، فإن فشل أو نجاح الوزير أيضا مكفول ومربوط برباط عضوي بمستوى كفاءة وكلاء الوزارة الذين يعتبرون الأيدي التنفيذية للوزير، ولأني صريحة جدا، فمهما تمّ تغيير الوزراء وتدوير مناصبهم، فإن أحوال الوزارات تبقى…

“بلاش من البوس والأحضان”..!

الإثنين ٢١ أبريل ٢٠١٤

بكل صراحة أقولها، من أسوأ عاداتنا غير الصحية والتي من خلالها تتناقل الكثير من الأمراض المعدية خاصة الأنفلونزا، هو أننا خلال لقاءاتنا ببعضنا بعضا في المجالس أو العزاء أو العمل أو في لقاءات الصدف في الأماكن العامة نتبادل الأحضان و"دق الخشوم والقبلات" دون الاكتفاء بالمصافحة التي هي أفضل بكثير من هذه المجاملات التي لا داعي منها، ويمارسها الكثيرون مع من عرف ومن لم يعرف، فهذه الأحضان والقبلات يُفترض أن تكون مع الأشخاص الأعزاء جدا وفي حدود ضيقة، لكن عادتنا هذه جعلتنا نمارسها مع من لا نعرفه إلا منذ لحظات، سواء كان ذلك على مستوى الرجال أو النساء، وبصدق نحتاج إلى تصحيح هكذا عادات غير صحية خاصة أننا اليوم في ظلّ مواجهة استمرار ارتفاع أرقام حالات الإصابة بفيروس الكورونا الخطر، والذي نسمع عنه الإصابة به كلّ يوم في مدينة جدة ومدينة الرياض وغيرهما من المدن، وهذا المرض الغامض المجهول العلاج والظروف في انتقاله مستمر في حصاد الأجساد والأرواح، وما تزال وزارة الصحة ومسؤولوها عاجزين عن مواجهته والحد من انتشاره ما دامت تتعامل معه وكأنه أنفلونزا عادية، فهي عاجزة حتى عن تقديم الوقاية الكاملة لكوادرها الطبية ممن يصابون بالمرض، بل مع الأسف الشديد أن المستشفيات باتت بؤر خطرة لهذا الفيروس نتيجة قلة الاهتمام بالوقاية والتعقيم المستمر الذي يجب ألا يتوقف على مدار…

إنه “كورونا” يا وزارة الصحة!

الإثنين ١٤ أبريل ٢٠١٤

منذ عام 1433 ظهرت 185 حالة إصابة بفيروس "كورونا" في السعودية، توفي منهم 68 حالة، آخرها كما أعلن موقع وزارة الصحة قبل يومين لمقيم عمره 45 عاما في مدينة جدة، التي بدأ يُكتشف فيها الفيروس مؤخرا بإصابة عدد من الحالات، هذا الفيروس كما يعلم الجميع لا يُعرف له حتى الآن علاج، وما تزال طريقة تكوينه وظروفه غامضة، وليس له مضاد!! ويُتبع في علاج المصابين به الوسائل الطبية التي تتبع في علاج فيروسات الأنفلونزا الأخرى بحسب توجيهات الصحة العالمية، يعني "يا صابت يا خابت"، هذا ما يفهمه المتابعون مما يُنشر في الصحافة عن هذا المرض المعدي الذي بدأ يقلق سكان مدينة جدة، وهو أمر طبيعي، فنحن أمام مرض خطر ينتشر بالعدوى من أشخاص ربما هم أنفسهم يجهلون إصابتهم به! هذا يعني أننا أمام أمر لا يمكن التهاون فيه أو التقليل منه، لأنه يقضي على حياة إنسان ما، وهو ما يعني ضرورة وضع أسوأ "السيناريوهات" حذرا وتحذيرا، فـ"من حذر سلم" كما يقولون، خاصة أن المسألة ليست حالة وفاة واحدة فقط، ومع ذلك أجدني مندهشة وأرفع حاجبيّ استغرابا من تصريح وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة بعد أن قام بجولة تفقدية لعدد من مستشفيات جدة التابعة للوزارة والتعرف على جاهزيتها واستعداداتها!! فكما نشرت "سبق" الإلكترونية عنه قوله "إن الوضع بالنسبة لفيروس كورونا مطمئن ـ…

يا سماحة الشيخ.. الناس تحتاج “الترفيه” كالغذاء

الإثنين ٢٤ مارس ٢٠١٤

في لغة أحترمها كثيرا، جاء رد الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء عبر موقعه الرسمي على مقالي المنشور الاثنين الماضي بعنوان: "ماذا سيفعل السعوديون بعد الـ9 مساء؟!" حول قرار إغلاق المحلات قبل إيجاد البدائل في بيئة فقيرة ترفيهيا، منعا من مشاكل لها تأثير في الأمن المجتمعي والاقتصادي والأسري، لأسباب ذكرتها، وحتما أحترم وجهة نظر سماحة الشيخ، لكني تمنيت النزول إلى الواقع المعاش لا الافتراضي، فالناس ليسو سواء في مجتمع بشري كغيرهم. لقد كانت النقطة الأولى والثانية والثالثة في رد فضيلته، أن مجتمعنا مختلف كونه في أرض الحرمين الشريفين منبع الوحي ومنطلق التوحيد والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه الميزة مصدر ثراء لبلادنا دينيا وفكريا وإنسانيا، تدعونا للانفتاح الثقافي الفقهي على المذاهب الصحيحة كافة، متخذين من فسحة الخلافات الفقهية مجالا للتيسير لا التعسير، فما كان الاختلاف إلا رحمة، خاصة إذا كانت المصالح المحققة للعباد تفوق المفاسد، ومن هذا المنطلق فما وصفه بالبلايا لما صنفته بديلا في صناعة بيئة ترفيهية تُروح عن الناس يقطعون لأجلها مسافات سفر وآلاف الريالات للاستمتاع بها خارج حدودنا، بدلا من فراغ يقضونه في استراحات منعزلة أو كثرة إنجاب لا طاقة لنا فيه، ونحن نعاني أزمة إسكان ومستشفيات وتعليم، فلماذا نمنع المباح ونحد خيارات الناس ونلزمهم بيوتهم لقيام الليل، فالنفس يا سماحة الشيخ ملولة،…

جامعة جازان.. حكاية مليار ريال

الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠١٤

لم تكن مجرد ساعات قليلة قضيتها في حفل تخرج الدفعة التاسعة، "4700" طالبة من مختلف كليات جامعة جازان، والدفعة الأولى من خريجات كلية الطب "52 خريجة"، بل قضيتها وسط خلية عمل يحركهم الإخلاص والتفاني لتنمية الإنسان الجازاني، ليس فقط أكاديميا، بل صحيا وثقافيا واجتماعيا وإنسانيا، فمنذ استقبالي للدعوة الكريمة لحضور الحفل، المقام على شرف الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي لم أشهد حفلا مثله في الجامعات السعودية من قبل، وليست شهادتي وحدي، بل معظم الحاضرات ومنهن العزيزة الدكتورة لطيفة الشعلان عضو مجلس الشورى، وقد كنت أشعر بالجميع يعمل بفرح تلك اللحظة، بداية من مدير الجامعة معالي الدكتور محمد آل هيازع، إلى المسؤولين كافة، إلى الموظفين رجالا ونساء، كل في مجاله وتخصصه، وفي إتقان واحترام وفق معايير التنظيمات الدولية للاحتفالات الرسمية، مما جعلني أنبهر، فلم أعتد ذلك داخليا نتيجة ضعف العديد من الجهات لدينا في تنظيم هكذا مناسبات، لقد كان فريق عمل متوائما، لا تشعر فيه بغرور أحدهم بمنصبه أو شيفونيته بدرجته العلمية العليا على من هو أقل منه، كانوا يزفون خريجاتهم من بنات جازان بحب، وبعد مشاهدتي لذلك كله لم أستغرب أبدا أن تنهض جامعة جازان بهذه السرعة، رغم سنواتها القليلة في مخرجاتها التعليمية داخليا وخارجيا. ربما كثيرون لا يعرفون قيمة هذه الفرحة الكبيرة، التي اعتمرت القلب…

بين الجابر والقوس.. والجاهلية الأولى!

الإثنين ١٧ فبراير ٢٠١٤

بصراحة، لا تتجاوز اهتماماتي بالشأن الرياضي عن قدر اهتمامي بممارسة المشي نصف ساعة أو يزيد للحفاظ على صحتي، بجانب أني "أهلاوية" كوني ورثتُ تشجيعه عن أسرتي تضامنا معهم، لهذا ليس لي في "النصر" ولا في "الهلال" سوى اللعب الجميل والنظيف في الملعب، لكن ما تناقلته الأخبار الأسبوع الماضي حول انفجار الخلاف بين الكابتن سامي الجابر والإعلامي بتال القوس، أعلن خلاله الجابر توجهه للقضاء، وهو أمر حضاري يرتفع بالطرفين عن المشادات الشخصية الإعلامية التي قد تزل بقدم أحدهما لما لا يُحمد لتاريخهما، فليس هناك أفضل من القضاء والقانون للفصل بمثل هذه الحالات. ولكن أن يصل الأمر بالجابر إلى رفع تظلم إلى جهات عليا أمر لم أستسغه أبدا، والمستغرب تضامن رئاسة نادي الهلال مع رغبة الجابر هذه رغم أن المسألة باتت شأنا عائليا ولا علاقة لها بالملعب، وقد يؤدي دعم النادي لهذا الأمر إلى حساسيات اجتماعية يُخسره بعض جماهيره، وحسبما قرأت مما تم تناقله عن الجابر من أخبار، أظن أنه قد أوقعه غضبه في العنصرية التي رفضها كإساءة موجهة له بقراره الأخير بالرفع بشكوى لدى الجهات العليا، فمن حقه أن يدافع عن نسبه وتاريخ عائلته ـ من دون شك ـ ومحلّ ذلك هو القضاء، ولكن ليس إلى درجة يُفهم فيها من تصريحاته أن السعوديين الذين لا يمتد تاريخ أنسابهم للصحراء أو المنطقة…

العبدة..!!

الثلاثاء ٠٤ فبراير ٢٠١٤

"عبدة"، هكذا شتمتها في مكان عام دون أن تستحي من عنصريتها! فأحسنت التصرف الكابتن طيار السعودية نوال هوساوي والمتزوجة من أميركي، بتقديم نموذج أكثر رقيا، يهدف لزيادة مساحة الوعي الحقوقي والقانوني، برفع قضية ضد تلك المرأة، وبحسب ما جاء في موقع "العربية نت"، فإن السيدة نوال أوكلت محامين لتمثيلها، بعد أن قامت بعمل محضر في الشرطة وثقت فيه إساءة نعتها بـ"العبدة"، وتحولت القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، التي حولتها بدورها إلى المحكمة. هذا التصرف هو عين الحِكمة، فمبادلة الإساءة العنصرية بإساءة لا نفع منها سوى النزول إلى قاع عصبية الجاهلية الأولى، وأقولها بصدق، إنه مع الأسف ونتيجة لخطاب مشوه، ظل متسيدا لما يقارب الثلاثين عاما، كان له أثره السلبي في تنشئة أجيال لا تفقه في النقاش سوى الإقصاء بحجة أنك لست سعوديا "أصليا"، أو "طرش بحر"! فمن يختلف مع هذا أو ذاك في الرؤية الفقهية يُقصى من هويته الوطنية بحجة ذلك! ومع الأسف تفشى مثل هذا التلوث وأصبح أكثر سؤالا مزعجا يطرح بكثرة ونتعرض له جميعنا هو "وش ترجع أنت؟!" لتكون الإجابة بمثابة المحك لتقييم أفكارك ودينك ووطنيتك لدى السائل! وبصراحة، العنصرية ليست داءنا وحدنا، إنها داء كل المجتمعات البشرية دون استثناء، منذ بداية التاريخ وحتى دول العالم الأول اليوم التي فعّلت قوانين صارمة للسيطرة على العنصريين قانونيا، ونعلم…

تعرفون “القرود” الخمسة..؟!

الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠١٤

حكاية ظريفة حول القرود الخمسة هي باختصار: أن مجموعة من العلماء قاموا بوضع خمسة قرود في قفص واحد، ووسط القفص سُلم، وأعلى السُلم وضعوا بعض الموز، وفي كل مرة يصعد أحد القرود الخمسة لأخذ الموز، يقوم العلماء برش الأربعة الباقين بالماء البارد، وبعد فترة بسيطة من تكرار الأمر، أصبح كل قرد يصعد لأخذ الموز يقوم الأربعة الباقون بضربه وشده ومنعه من الصعود، خشية الماء البارد، وبعد فترة بسيطة لم يقم أي قرد من الخمسة بمحاولة الصعود، رغم جوعهم للموز أعلى السلم، خوفا من الضرب والماء البارد، ثم قام العلماء بتبديل أحد القرود الخمسة بقرد جديد، وأول ما قام به محاولته الصعود كي يأخذ الموز، فشده أربعة القرود القدماء وقاموا بضربه ومنعه من الصعود، وكلما حاول قاموا بضربه، حتى استسلم لهم، ولم يعد يحاول الصعود خوفا من ضربهم دون أن يفهم لماذا؟! بعد ذلك قام العلماء بتبديل قرد ثانٍ من القدماء بآخر جديد، وفعل الأمر نفسه، إذ حاول الصعود لأخذ الموز فوجد "علقة ساخنة" من القرود القدماء الثلاثة والمفاجأة أن القرد الجديد السابق له شاركهم في ضربه ومنعه، دون أن يعرف لماذا يضرب زميله الجديد أو يفهم سبب منعهما من الصعود!! وهكذا استبدل العلماء كل مرة قردا قديما بآخر جديد، ويحصل الأمر نفسه، حتى تم استبدال آخر قرد قديم بجديد، وحين…