جزيرة ياس أيقونة السياحة الرياضية والترفيهية في أبوظبي

منوعات

مع كل موسم للفعاليات الترفيهية والرياضية في جزيرة ياس، تطل زوايا إبهار جديدة تجذب الزوار إلى هذه المنارة المتلألئة من إمارة أبوظبي، التي تمكنت خلال سنوات قليلة من تحقيق نجاحات ملفتة على مستوى الأحداث الدولية التي استضافتها وشاركت في تنظيمها. وكان آخرها “أسطورة الفورمولا- 1”، بعدما اختتمت جولاتها الأحد الفائت، محققة المزيد من الارتقاء السياحي والأصداء الإيجابية لعاصمة الإمارات.

توسع منشآت الضيافة والمرافق الاستثنائية الآخذة في التطور داخل جزيرة ياس، يجعلها يوما بعد يوم تتصدر المواقع السياحية الأكثر استقطابا. إذ إنها تجمع في منطقة واحدة مجموعة من المعالم الحيوية التي تتفرد بالشكل والمضمون، وبما لم تسبقها عليه أي وجهة أخرى. وهذا ما يجعل زيارة جزيرة ياس مفعمة بالتغيير، سواء إذا كان الهدف بقصد عيش تجارب التشويق والإثارة، أو الاستجمام الكلي والتنزه والتسوق.

تصميم عالمي

قد تكون حلبة المرسى بشهادة كل من زار جزيرة ياس خلال أسبوع السرعة النقطة الأكثر جذبا هناك والتي تحمل اسم الجزيرة نفسها. وقد اكتسبت شهرتها حتى من قبل أن يتم افتتاحها، وذلك بمجرد الكلام عن استضافتها للسباق العالمي الذي وجه أعين العالم إلى عاصمة الإمارات. وتتمتع الحلبة التي تمتد على طول 5.55 كيلومترات بهندسة فريدة للمصمم العالمي هيرمان تيلكه المعروف بإبداعاته في مجال العمارة.
ويذكر سيدريك لوريست مدير عام مرسى ياس أن المصمم تمكن بمفهومه العصري من ترجمة أفكاره في هذا المجال، وابتكار أسلوب خاص لتوزيع المدرجات التي تتسع لنحو 50 ألف متفرج يمكنهم بسهولة متابعة فعاليات السباق. ويضيف أن أكثر ما يلفت الانتباه إمكانية المشاهدة من على ظهر اليخوت الراسية في المرسى، قائلا إن من أتيحت له فرصة التواجد عند المدرجات لمشاهدة إحدى السباقات، سوف يلاحظ العلامات المعمارية الفريدة التي روعيت عند تصميم الحلبة. ومنها أن كل المدرجات مغطاة، وهذه ميزة تحدث لأول مرة في عالم “الفورمولا -1”. كما أن فندق ياس فايسروي يعلو مسار السباق، مما يسمح للنزلاء بمتابعة سيارات السباق، وهي تمر من تحت الجسر الذي يربط بين جزأي الفندق.

انحناءة كلاسيكية

الوجهة التالية هي “عالم فيراري” المدينة الترفيهية الأضخم من نوعها في العالم، والتي تساهم بشكل كبير في دعم القطاع السياحي الترفيهي في أبوظبي، وذلك للمقيمين والسياح من مختلف أنحاء العالم. وهي تشكل أحد المعالم البارزة في جزيرة ياس ووجهة سياحية رئيسية في الإمارة بكل ما تقدمه من مرافق حيوية مناسبة للأسرة. والمدينة الترفيهية التي نشأت فكرتها من صميم البيئة الإيطالية المنسجمة مع مجتمع الإمارات، تقدم مجموعة متنوعة من الألعاب والمرافق.

ويورد آندي كلينينج مدير عام “عالم فيراري – أبوظبي” أن المفردات التفاعلية داخل المدينة، والتي تستهوي اهتمامات الزوار من الكبار والصغار، هي ما يضمن عودتهم لتكرار هذه التجربة غير المتوفرة في مكان آخر من العالم. ويشير إلى أن القائمين على تصميم “عالم فيراري” وعلى الرغم من تركيزهم على الاحتياجات الترفيهية للأطفال، غر أنهم لم يغفلوا فئة الكبار من عشاق رياضة السيارات. وقد خصص لهم حيز لخوض تجربة فيراري بأسلوب جديد ومشوق. ويشير آندي كلينينج إلى الدعم المستمر الذي توفره هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والتي لا تتأخر عن تنسيق العروض الخاصة بالتعاون مع فنادق العاصمة والشركات الرئيسية ذات الصلة.

وبالحديث عن المظهر العام لمدينة “عالم فيراري – أبوظبي” والتي تحولت إلى أيقونة للسياحة العصرية، يلفت مدير عام المدينة إلى أن سقفها الأحمر الجذاب تم تصميمه بفكرة مستوحاة من الانحناءة الكلاسيكية المزدوجة لهيكل سيارة “فيراري”. ويقول إن مساحة المنطقة المغطاة تبلغ 200 ألف متر مربع يتوسطها شعار “فيراري” الأكبر في العالم. ويوضح آندي كلينينج أن المرافق الترفيهية بالداخل توفر متعة حقيقية للعائلات من خلال تشكيلة منوعة من 20 لعبة، إضافة إلى العروض التفاعلية المثيرة التي تتم استضافتها على مدار السنة. ومنها أسرع مركبة أفعوانية في العالم “رولر كوستر”، والتي تنطلق بسرعة تتجاوز 200 كيلومتر في الساعة لكي تعطي راكبيها الشعور بأنهم يمتطون إحدى سيارات “فيراري” على مضمار سباق “الفورمولا – 1”. ورحلة على مركبة جي فورص، حيث يتم ربط الضيوف إلى مقعد “فيراري” لتنطلق المركبة بهم حتى مسافة 62 متراً، عبر فتحة في السقف ثم العودة مرة أخرى. وتضم المدينة الكثير من المطاعم التي تقدم أشهر الأطباق الإيطالية، إلى جانب مجموعة واسعة من المتاجر المتنوعة.

ممرات ونوافير

على مقربة من هذا المحيط الترفيهي الفريد ينبسط عالم رياضي آخر، هو ياس “لينكس” أول ملعب من نوعه للجولف في منطقة الشرق الأوسط. ويضم الملعب 18 حفرة ويمتد عبر مجموعة من التلال والمواقع الشاطئية الخضراء، ومضمار تدريب آخر يحتوي على 9 حفر. وهو من تصميم كايل فيليبس، أحد أبرز مصممي ملاعب الجولف في العالم والذي تولى تصميم ملعب “كنقسببارن” في مدينة سانت أندروس الإسكتلندية، وملعب “ذي جروف” في لندن. وإلى جانب المضمار الرئيسي، يمكن للزوار زيارة الملاعب الأخرى المخصصة للهواة، وكذلك النادي الفخم الذي يمتد على مساحة 5,750 مترا مربعا. ويتضمن الملعب أكاديمية للجولف فيها استوديوهين داخليين و8 مسارات مسقوفة، ومنطقة للتدريب لفترات قصيرة، ونادي للجولف، وردهة استقبال، ومنطقة متاجر، وغرف بخار مستقلة للنساء والرجال.

وتورد هبة حمدان المنسقة الإعلامية أن المكان هناك مناسب للعائلات بقصد التنزه وقضاء وقت مسل، حيث تتوفر ممرات المشاة والدراجات والنوافير وأشجار النخيل والحشائش والسياجات والمظلات الواقية. وتقول إن متنزه بوابة ياس هو النقطة الأولى لاستقبال ضيوف الجزيرة، وهو عبارة عن رقعة خضراء تمتد على مساحة 500 ألف متر مربع وتتسع لأكثر من 20 ألف موقف للسيارات وملاعب وممرات للمشاة وللدراجات.

صالة كبار الشخصيات

المزيد من الأفكار الملفتة تحتضنها جزيرة ياس مع كل فعالية تستضيفها، حتى أن معظمها بات عنوانا ثابتا فيها. وقد أعرب الجماهير عن إعجابهم بالتعاون فيما بين مؤسسة “فلاش” ومرسى ياس ومجموعة “شبرياني” خلال سباق الـ”فورمولا 1” الأخير. حيث أطلقت صالة كبار الشخصيات في المرسى ياس باستضافة “شيبرياني”، مع لائحة مبهرة من المعروضات القيمة.

وتقول كاثرين راسو مديرة التسويق والشؤون الإعلامية أن فكرة الصالة كانت بمثابة توفير المزيد من الخدمات الالستثائية لضيوف الجزيرة من المشاهير والنجوم في مجالهم. إذ إن من أوائل زوارها إمينيم وكايلي مينوج وفرقة “نيكيلباك”. وتذكر أنها المرة الأولى التي ينقل فيها مفهوم صالة كبار الشخصيات إلى سباق السيارات، ليتسنى للنخبة من الحضور أن يكونوا أول من يرتدي ساعات سكوديريا الرياضية. واختبار علاجات السبا المهدئة وتجربة أحدث مجموعة من العباءات التقليدية وإضفاء اللمسة الأخيرة من عطور العود الراقية.

وتشير كاثرين راسو إلى أن إدارة الصالة تعاونت مع طيران الاتحاد ومبادرة صوغة للترويج لبرنامج المسؤولية الاجتماعية. إذ تهدف مبادرة “صوغة” وهي برنامج تابع لصندوق خليفة، إلى تطوير المشاريع وإعادة إحياء الحرف التقليدية كالتلي حياكة خوص النخيل الماداولة بين سكان المناطق الريفية المحيطة.

موقع

تقع جزيرة ياس في الجانب الشمالي الشرقي لأبوظبي، وتبلغ مساحتها 25 كيلومتراً مربعاً (7.5 كيلومترات طولاً و 6.5 كيلومترات عرضاً). ويبلغ امتداد واجهتها البحرية 32 كيلومتراً. وهي تبعد 50 دقيقة من مدينة دبي، و10 دقائق فقط من مطار أبوظبي الدولي. وهي وجهة سياحية فريدة تستعد لتستقبل المزيد من المرافق الترفيهية والرياضية، فضلاً عن المجمعات التجارية والسكنية التي يجري العمل فيها.

المصدر: جريدة الاتحاد