الوطن قبل الداعية

آراء

• من حق الداعية أن يتحدث إلى المسلمين في العالم وأن يشاركهم أحزانهم مثلنا تماماً، لكن في القضايا المفصلية من واجبه أن يتعلم أبجديات الوطنية أولاً، وألا يتحول إلى أداة تهييج تنعكس سلباً على ما في الدار ومن فيها. في الأصل هو داعية فقط، وليس متحدثاً رسمياً باسم الملايين من الشعب.

ـ أحياناً يتخطى حماس الداعية قدرته على التفكير، ووزن الأمور والنظر إلى الأحداث بشمولية، وقد يعتقد مع كثرة المعجبين وفوران المواقف أنه فوق الوطن وأن له الحرية الكاملة في التصرف على هواه، وفي قول ما يؤذي وطنه ولو على المدى البعيد.

• انفلات الداعية أخطر من انفلات الإرهابي، الثاني دماره ذاتي بحت، وحتى لو قام بالقتل فمصيره واضح ومعلوم للجميع. أما الأول فقد يفرخ العشرات من الإرهابيين والمندفعين دون أن يدري، ولن تشفع له نيته الحسنة أو عدم تقديره للأمور.

• مشاركة الداعية أقرانه من خارج الوطن لا تعني أنه وصل إلى العالمية، أو أنه مهم ووجوده ضروري، لكن كل هيئة أو منظمة إسلامية في هذا العالم تحرص على تطعيم نفسها بسعودي أو اثنين كي تكتمل الصورة ويقتنع الجمهور بصوابية الخطاب، إنها قيمة وطن لا داعية.

• في لحظات انفلات كثيرة تشعر أن بعض الدعاة لديهم استعداد سطحي للانضمام إلى أي صوت خارجي، ودغدغة مشاعر الناس بما ظاهره الرحمة والشفقة على المستضعفين، وفي باطنه العذاب و … العمالة!!

• الوطن قبل الداعية وقبل أي أحد آخر، وحينما يتعارض الأمران فإن على الداعية أن يبقى في بيته، ريثما تتطور ملكاته ويدرك ما معنى وطن وماذا يمثل للناس؟ لسنا مستعدين ولا مهيئين للأذية من أجل خاطر أي داعية، أو حتى من أجل حماسه العاطفي ونيته الحسنة!

المصدر: صحيفة الشرق