أبوظبي تجمع الماضي والحاضر في قلب «الفورمولا-1»

منوعات

أبوظبي (الاتحاد) – كم كان المشهد جميلاً عندما اختلط التراث بالحداثة والتاريخ القديم بالحاضر المزدهر، والماضي المشرف بواقع يفتخر به الجميع، كل ذلك حدث في أبوظبي التي عودت العالم على الإبهار الدائم، وجعلت الجميع يعيش حالة من الدهشة مما تقدمه لضيوفها.

على أرض حلبة مرسى ياس وتحديداً خلف المدرج الشمالي وكانت القرية التراثية واحة تقدم الماضي في عيون الحاضر في المبادرة التي قدمتها حكومة أبوظبي بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية، لتكتب صفحة جديدة في الكتاب المشرف لحلبة مرسى ياس التي تستضيف الجولة السابعة عشرة من بطولة العالم للسيارات الفورمولا-1، جائزة الاتحاد للطيران الكبرى.

وكما كتبت الصحافة الغربية منذ سنوات أن الغد جاء اليوم في أبوظبي عندما شهد العالم الحدث الأسطوري باستضافة حلبة مرسى ياس سباق الفورمولا-1 للمرة الأولى منذ أربع سنوات، كانت الانطباعات على وجوه زوار القرية التراثية من الأجانب تحديدا مشابهة تماما لما كتب في صحافتهم، حين اختلطت الفرحة بالدهشة، ودار السؤال على لسان الجميع، عن قدره أهل البلد في الاعتزاز بماضيهم وعشق تراثهم، وفي التوقيت نفسه يبهرون العالم بالرقي والتقدم في التنظيم الرائع لكل الأحداث الرياضية.

وبالدخول إلى أرض القرية التراثية تجد نفسك أمام تجربة فريدة من نوعها مليئة بالكثير من الفعاليات المشوقة التي لم تقتصر تجربتها على عمر معين أو جنس محدد ففيها فعالية للكبار وأخرى للأطفال وثالثة للرجال ورابعة للنساء، باختصار إنها تناسب كل الأعمار والأذواق.

وتعددت الأجنحة التراثية داخل موقع الحدث، بداية من الجناح الخاص بالتراث البحري الذي أقيم بإشراف من مجلس أبوظبي الرياضي، وتضمن الكثير من أشكال المحامل الخشبية التي أبهرت الحضور بتصميمها القديم، فضلا على وجود جانب خاص لتعريف الزوار بطريقة صناعة المحامل إضافة إلى طريقة الصيد وغيرها من الرياضات البحرية التي اشتهرت بها الدولة.

وبالذهاب قليلا إلى الأمام يقبع الخاص بالصقور والذي تضمن كافة أشكال الصقور وأنواعها، وهو الجناح الذي لقي إقبالا غير عادي من زوار القرية للتعرف على كافة الأمور التي تخص هذا الطير.

ولم يقتصر الجناح على الجزء المخصص بالتعريف بالصقور نفسها، حيث تواجدت الدكتورة مارجريت ويبا مديرة مستشفى أبوظبي للصقور لعرض الخدمات التي تقدمها المستشفى وطرق العناية بالطير والتعرف على طرق العلاج من الأمراض التي قد تصيبه.

وشهد جناح الصقور إقبالا كبيرا من الجماهير التي رغبت في التقاط الصور التذكارية مع الصقور، وأيضا التعرف على تاريخ رياضة الصيد بالصقور من خلال المخطوطات والكتب التي تم عرضها داخل الجناح نفسه.

ولم يفت القائمين على القرية التراثية تعريف الجماهير بالأكلات الإماراتية الشعبية مثل اللقيمات والخمير، في الجزء الخاص بالأكلات الشعبية، حيث جلست بعض السيدات داخل خيمة تراثية لصناعة الوجبات بشكل طازج للزوار.

وبجوار خيمة الأكلات الشعبية وجدت خيمة مشابهة لتعريف الجماهير بعدد من الحرف اليدوية القديمة، مثل صناعة البراقع والسدو ورسومات الحناء التي لقيت إقبالا غير عادي من الزائرات من الجنس الناعم.

وعلى بعد خطوات الجناح الخاص بنادي تراث الإمارات الذي عرض مجموعة من الأشياء التراثية التي كان يستخدمها الأجداد في الحياة العامة، مثل الطوي والتلي والخوص إضافة إلى عرض شكل مصغر لبئر ماء.

وكان النخيل حاضرا في مدخل القرية التراثية بالجناح الذي إقامته بلدية أبوظبي، وشهد تهافت الأطفال على هذا الجناح، لاسيما وأن البلدية وفرت فيه عددا من الألعاب الترفيهية من بينها تسلق النخيل التي لقيت إقبالا من الأطفال.

وجلس عدد كبير من الجماهير حول عازف الربابة حسن المنصوري للاستماع لعزفه وأغانيه التراثية القديمة التي لاقت إعجاب الزوار الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية معه، وقبل الخروج من باب القرية يلفت انتباهك الجناح الخاص بـ “أبوظبي للإعلام” الذي استعرض مجموعة من الصور النادرة القديم على رأسها صور المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة، وأتاح الجناح فرصة حصول الزوار على هذه الصور من خلال طباعتها بشكل فوري، ولم تكن الصور القديمة هي الهدايا الوحيدة التي حصل عليها زائر القرية التراثية، حيث حرص كل جناح على توزيع هدايا تذكارية على الزوار من أجل ترك ذكرى طيبة لهذه الزيارة في أذهان جماهير الفورمولا-1، ويأتي على رأس هذه الأجنحة جناح هيئة أبوظبي للسياحة الذي أخذ على عاتقه تعريف الزوار بالمعالم السياحية في الدولة، خاصة بالعاصمة أبوظبي، على رأسها جامع الشيخ زايد الكبير وأيضا المعالم الصحراوية والكثبان الرملية التي تتميز بها رمال صحراء العاصمة أبوظبي، إضافة إلى التعريف بالمعالم البحرية.

«أبوظبي للإعلام».. الصورة تتحدث أكثر

أبوظبي (الاتحاد) – شهد جناح أبوظبي للإعلام الذي أقيم داخل القرية التراثية إقبالا جماهيريا غير عادي، حيث سعى الجميع لاقتناء مجموعة من الصور النادرة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة، وأيضا اقتناء مجموعة من الصور النادرة عن تاريخ الدولة.

وحرصت أبوظبي للإعلام على تقديم خدمة فريدة من نوعها لزوار القرية التراثية حيث أتاحت الفرصة أمامهم لاقتناء هذه الصورة من خلال طباعة فورية لها دون مقابل.

ولم تقتصر خدمات أبوظبي للإعلام على الصور التذكارية النادرة، حيث أعدت برنامجا خاصا حول القرية التراثية، وتم إجراء مجموعة من اللقاءات مع زوار القرية بشكل عام والجناح بشكل خاص سواء من أبناء الدولة أو من الضيوف الأجانب الذين عبروا عن فرحتهم الكبيرة بالتواجد في هذا المكان التراثي الرائع.

ولم يكتف جناح أبوظبي للإعلام بتقديم خدماته الإعلامية للجماهير لكنه أيضا قدم العديد من الخدمات الأخرى للزوار من بينها اقتناء الصور الحية داخل القرية سواء تلك التي كانت مع الصقور أو بالقرب من المحامل الخشبية التراثية بجناح التراث البحري.

المهيري: جناح البحر لمحة من الزمن الجميل

أبوظبي (الاتحاد) – أكد سعيد المهيري مسؤول الجناح البحري في القرية التراثية، أن مجلس أبوظبي الرياضي حرص على تقديم هذا الجناح من أجل تعريف العالم بتاريخ الدولة البحري القديم، مؤكدا أن الجناح شهد إقبالا جماهيريا كبيرا خلال اليوم الأول، حيث تهافت الجميع من الأجانب على التقاط الصور التذكارية مع المحامل الشراعية الأثرية التي تعد واحدة من أبرز معالم التراث البحري القديم.

وأكد أن فرصة الوجود في القرية التراثية التي تقام على هامش بطولة العالم للفورمولا-1 تعد فرصة عظيمة لتعريف العالم بتراث الأجداث، لاسيما وأن الحضور الجماهيري لافت للغاية ويجب استغلاله بالشكل الأمثل من أجل خدمة الوطن والإعلان عن تاريخه القديم.

ووجه الشكر للأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي على رعاية هذه الفكرة الرائعة التي تعد واحدة من أنجح الأفكار التي أقيمت على هامش بطولة العالم للفورمولا-1.

وفد من طلبة كلية الشرطة في قلب الحدث

أبوظبي (الاتحاد) – زار وفد من طلبة كلية الشرطة القرية التراثية بحلبة مرسى ياس، وحرص أعضاء الوفد على زيارة كافة أجنحة القرية، وعبر الجميع عن إعجابهم بهذا المكان المتميز الذي عرف زوار الفورمولا-1 بتاريخ الدولة القديم وتراث الأجداد الذي يعتز به الجميع.

المنصوري يغني بـ «الربابة» والأجانب يستمتعون

أبوظبي (الاتحاد) – لم يتوقع عازف الربابة حسن أحمد بن مساعد المنصوري الإقبال الجماهيري الكبير من الجماهير التي حرصت على الالتفاف حوله لسماع عزفه وغنائه عددا من المقطوعات التراثية القديمة.

ولم يقتصر معجبو المنصوري على العرب فقط أو مواطني الدولة فقط، فقد اختلفت جنسياتهم على الرغم من اختلاف لغة المنصوري عن لغتهم، فمنهم من يتحدث الإنجليزية ولكن الربابة لفتت انتباهه، ومنهم من يتحدث الفرنسية وآخر إسباني ورابع برازيلي يتحدث البرتغالية لكنهم جميعا اتفقوا على الإنصات لهذه اللون من ألوان الغناء التراثي الإماراتي القديم.

وأعرب المنصوري عن سعادته البالغة بهذا الحشد الكبير في القرية التراثية، واعترف بأنه لم يكن يتوقع على الإطلاق أن يكون الإقبال الجماهيري بهذا الحجم على الفعاليات التراثية، خاصة من جانب الأجانب.

وأضاف: دون شك أتاحت القرية التراثية بحلبة ياس فرصة عظيمة أمامنا نحن رجال الزمن القديم للتعريف بتراث الدولة في واحد من أهم المحافل الرياضية على مستوى العالم.

ووجه الشكر إلى القائمين على تنظيم القرية التراثية، مؤكدا أنها فكرة رائعة تنم عن وعي كامل بأهمية التراث الوطني القديم في بناء التاريخ الحديث للدولة.

وتمنى أن يشهد المستقبل مزيدا من الأحداث التراثية التي تقام على هامش مثل هذه الفعاليات الكبرى، لتعرف العالم بتاريخ الدولة القديم، وأكد أنه حاول بقدر الإمكان التنويع في عزف عدد من المقطوعات القديمة التي ساهمت في جذب عدد كبير من الجماهير للاستماع إليها.

وأضاف: لقد حاولت أيضا أن أشرح تفاصيل هذه المقطوعات لشباب الدولة، وأهميتها بالنسبة للجيل القديم والجيل الحديث في نفس الوقت.

وأعرب المنصوري عن سعادته البالغة بالاستجابة الكبيرة من قبل الشباب الجديد للتعرف على التراث القديم من أجل وضعه أهم لبنات تاريخ حضاري جديد يمهد لمستقبل واعد لهذا الوطن الذي أبهر العالم في كافة الأحداث التي استضافها على أرضه.

وأكد أن الوالد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة كان دائم الحرص على تعريف الأجيال الجديدة بتراث الآباء والأجداد من أجل البناء السليم لهذا الوطن، ونجحت رؤيته السديدة بالفعل في بناء وطن يعد مفخرة للجميع من أبنائه الذين يعيشون على أرضه.

الجدير بالذكر أن المكان الذي تم تخصيصه لعازف الربابة حسن المنصوري لقي إقبالا جماهيريا كبيرا، وحرص الزوار على التقاط الصور التذكارية معه، كونه يمثل لونا من ألوان التراث الإماراتي القديم الذي يعتز به الجميع على أرض الوطن.

فيصل الشيخ: فرصة ذهبية للترويج السياحي

أبوظبي (الاتحاد) – وصف فيصل الشيخ مدير مكتب الفعاليات بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة استضافة حلبة مرسى ياس للجولة السابعة عشرة من بطولة العالم للسيارات الفورمولا-1 بالفرصة الذهبية للترويج للسياحة في العاصمة أبوظبي. وقال الشيخ خلال وجوده بجناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالقرية التراثية بحلبة مرسى ياس: من المؤكد أن حدثا عالميا بهذا الحجم يجب استغلاله بشكل جيد للترويج السياحي لأبوظبي، لاسيما وأن الحضور الجماهيري الفعلي له 55 ألف متفرج في المدرجات، بالإضافة إلى متابعة عالمية قدرت بحوالي 200 مليون مشاهد حول العالم عبر النقل التلفزيوني.

ووجه فيصل الشيخ الشكر للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي على دعوة الهيئات الحكومية للمشاركة في هذا الحدث لعالمي من خلال الوجود بجناح خاص داخل القرية التراثية. كما وصف الشيخ القرية التراثية نفسها بالمكان الرائع، وأكد أنها جمعت تحت سقفها العديد من الأجنحة المهمة جدا والتي تعرف العالم بتراث الوطن.

وأضاف: تضاعفت قيمة استضافة الحدث كثيرا عندما تم ربطها بالتراث الوطني الأصيل، وأكد أن جناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة يقدم كافة الخدمات الساحية لزوار القرية التراثية، من خلال وصف شامل لكافة التفاصيل الخاصة بالمعالم السياحية بالعاصمة أبوظبي، وأيضا عرض مجموعة من العروض الترويجية الرائعة التي تتضمن العديد من الرحلات الخاصة لهذه المعالم. وأسرد قائلا: الزحام الشديد الذي شهدته القرية في اليوم الأول يعد خير دليل على نجاح الفكرة، خاصة وأن هناك حالة من السعادة سيطرت على جميع الزائرين الذين استمتعوا بكافة العروض التراثية التي أقيمت داخل القرية.

المصدر: صحيفة الاتحاد