الرياض «تغرق في شبرين» خلال شهرين.. وتفقد اثنين من أبنائها

منوعات

الرياض، الدمام، وادي الفرع، القطيف، حفر الباطن – نايف السهلي، فهد الحمود، أمين الرحمن، عامر العمري، علي العبندي، مساعد الدهمشي

وجَّه وزير الشؤون البلدية والقروية، الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، أمناء المناطق والمحافظات، ورؤساء البلديات بتسخير كافة إمكانات الأمانات والبلديات في جميع مناطق المملكة، ووضعها في حال الاستعداد والتأهب الدائم للتعامل مع مخاطر الأمطار والسيول التي تشهدها البلاد، وما ينتج عنها من تجمعات مائية في المناطق المنخفضة والطرق. وتضمنت توجيهات الوزير تفقُّد سلامة شبكات تصريف مياه الأمطار، ومصارف السيول في جميع المدن والمحافظات، وإزالة أي عوائق قد تؤثر في فاعليتها، ودعم جهود الجهات والأجهزة الحكومية في التعامل مع الأمطار والسيول من خلال لجان الدفاع المدني وإدارات الأزمات بالمناطق.

رجال الدفاع المدني ينقذون مواطناً احتجزته مياه الأمطار

رجال الدفاع المدني ينقذون مواطناً احتجزته مياه الأمطار

أوضح ذلك المشرف على إدارة العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي لوزارة الشؤون البلدية والقروية، حمد بن سعد العمر. هذا بينما باشرت 140 فرقة في أمانة منطقة الرياض، و550 مشرفاً، مواقع التجمعات فور هطول الأمطار، مساء أمس، باستخدام أكثر من 300 مضخة ثابتة ومتحركة محمولة على سيارات مجهزة لهذه الحالات، وتم سحب تجمع المياه من 132 موقعاً في العاصمة بواقع 127049 متراً مكعباً من المياه، كما تلقى مركز طوارئ أمانة منطقة الرياض (940) أكثر من 834 بلاغاً قام بتوزيعها بشكل فوري وعاجل على الفرق المناوبة في المواقع.

وأكدت أمانة منطقة الرياض أنها تراقب جميع الأنفاق التابعة لها بواسطة أنظمة مراقبة ومتابعة للمضخات الغاطسة عن بُعد، وتركيب كاميرات مراقبة في جميع الأنفاق البالغ عددها 14 نفقاً، كما وضعت فرقاً خاصة لمتابعة هذه الأنفاق تفادياً لأي حوادث قد تحصل، وتم تشغيل اللوحات الإلكترونية في الشوارع لتحذير سائقي السيارات أثناء هطول الأمطار.

سيارة فارهة لم تسلم من المطر      (تصوير: رشيد الشارخ)

سيارة فارهة لم تسلم من المطر (تصوير: رشيد الشارخ)

فيما أعلن مرور الرياض عن وفاة شخصين، وإصابة 8 أشخاص، جراء الأمطار التي هطلت بغزارة أمس الأول على مدينة الرياض، كما أعلن عن تلقي خلية الأزمة التي تشكلت في غرفة عملياته بالناصرية، وضمت مندوبا من أمانة مدينة الرياض، ومندوبا من الهيئة العليا لتطوير الرياض، وعددا من أفراد شركة نجم، 7812 بلاغاً، وتابعت 657 حادثاً.

كما تسببت الأمطار في غرق بعض الأنفاق في شمال الرياض والدائري الغربي، حيث شهد مخرج 33 شللاً مرورياً تاماً أدى إلى تكدس مئات السيارات، وتسببت الاحتجازات المرورية في تأخر كثير من الطلاب عن حضور اختباراتهم النهائية، كما تعطل عدد من الإشارات في مختلف أنحاء الرياض وسببت إرباكاً مرورياً.
كما تلقّى الدفاع المدني في منطقة الرياض 8212 بلاغاً خلال 24 ساعة، تنوعت ما بين حوادث، وتعطل مركبات، وتماسات كهربائية، واستفسارات، وبلغ عدد الأشخاص المحتجزين الذين تم إنقاذهم 47 شخصاً، وعدد المركبات المحتجزة 58.

شفط مياه الأمطار في الدمام أمس              (تصوير: أمين الرحمن)

شفط مياه الأمطار في الدمام أمس (تصوير: أمين الرحمن)

وأوضح المتحدث الرسمي باسم مديرية الدفاع المدني في منطقة الرياض، الرائد محمد الحمادي، أن فرق الدفاع المدني استنفرت طاقاتها البشرية والآلية استعداداً لموجة الأمطار التي تضرب المنطقة، مبيناً أن الفرق انتشرت بآلياتها قبل هطول الأمطار، وتمركزت على محاور الطرق، ومواقع الإسناد.
وفي الدمام، هطل المطر منذ أمس الأول، وتراوحت كمياته بين خفيف ومتوسط في حاضرة الدمام، ومختلف مدن المنطقة الشرقية.

سيل وادي الثنو أمس الأول

سيل وادي الثنو أمس الأول

كما هطلت أمطار متوسطة إلى غزيرة على محافظة وادي الفرع، وشملت قرى الفقير، والسدر، والمثناة، والمخطط السكني، وشرق طريق الهجرة، كما شملت طريق الهجرة الرابط بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، ما تسبب في جريان السيول في الأودي والشعاب، ومنها وادي الثنو.
وفي سنابس في جزيرة تاروت، تدخلت البلدية بشكل سريع لشفط مياه الأمطار من أماكن تجمعها السابقة، لكن أغلب الأهالي أجمعوا على أنه كان من الأفضل أن تتم عملية تصريف المياه إلى البحر مباشرة.

وقال حبيب المبشر إنه سعيد جداً بتدخل البلدية السريع لشفط مياه الأمطار من الأماكن التي كانت تجمعت فيها سابقاً، حتى دخلت إلى بعض البيوت في الأسابيع الماضية، متمنياً أن يتم تصريف المياه إلى البحر مباشرة، بدلاً من ضخها في الشوارع، خصوصاً أن البحر قريب جداً من أماكن تصريف المياه، لأن ضخها في شوارع الكورنيش قد يؤدي إلى تجمعها لاحقاً، ومن الممكن أن يتسبب ذلك في مشكلة للسائقين ورواد الطريق.

ووافقه عبدالله بن أحمد الرأي، وأشاد بتدخلهم السريع، وتمنى أن تكون (مضخات) سحب المياه أكبر من التي تستخدم حالياً، حيث وجد أن عدد المضخات الكبيرة قليل نسبياً بالمقارنة مع كمية المياه، مضيفاً أن غالبية (مضخات المياه) صغيرة جداً، ويجدها مناسبة طالما أن كمية المياه الموجودة قليلة، وقد لا تؤدي عملها بالشكل الأمثل إذا استمر تساقط الأمطار وزاد من وتيرة نزوله، الأمر الذي قد يؤدي إلى تجمع المياه، وبالتالي صعوبة سحبها بواسطة المضخات الصغيرة.

سيارة غمرتها مياه الأمطار في حفر الباطن

سيارة غمرتها مياه الأمطار في حفر الباطن

وشهدت محافظة حفرالباطن خلال الساعات الأولى من ليل أمس الأول زخات غزيرة من المطر تسببت في ارتفاع منسوب المياه في الشوارع بشكل نسبي، ما أدى إلى تعطل مركبات، وتلف للطرق، وتعطل لإشارات مرورية، وتشكلت المستنقعات في مواقع متعددة.
ولم تهجع فرق الدفاع المدني في محافظة حفر الباطن منذ أمس الأول، حيث استنفرت وحدات الدفاع المدني لاستقبال عدد من البلاغات، وإزالة بعض السيارات المحتجزة بالمياه، وإيواء عدد من العائلات التي تضررت جراء الأمطار، كما تسبب عطل في الكهرباء في توقف عمل بعض إشارات المرور في المحافظة، وكان للمرور دور كبير في تنظيم حركة السير بشكلٍ انسيابي.

تعطل مركبات على طريق فرعية في حفر الباطن                      (تصوير: مساعد الدهمشي)

تعطل مركبات على طريق فرعية في حفر الباطن (تصوير: مساعد الدهمشي)

من جانبه، أوضح المتحدث الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، العقيد علي القحطاني، أن تحذيرات الدفاع المدني لاتزال مستمرة، نظراً لاستمرارية تهاطل الأمطار على بعض مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، حسبما تشير إليه توقعات الرئاسة العامه للأرصاد وحماية البيئة، حيث توقعت أن تتراوح كميات الأمطار بين المتوسطة والغزيرة خلال ساعات أمس الإثنين.

وأشار القحطاني إلى أن غرفة عمليات الدفاع المدني في محافظه حفر الباطن تلقت 80 بلاغاً في أوقات متفرقة، وتم إنقاذ 36 شخصا محتجزاً، و22 سيارة في حالة تغريز في مناطق تجمع المياه، وتضرر 9 منازل، وإيواء عائلتين عدد أفرادهما 9 أشخاص، بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وأهاب الدفاع المدني بالمواطنين أخذ الحيطة والحذر، وعدم ترك الأطفال يلعبون قرب التجمعات أثناء التنزه في البر.

المصدر: صحيفة الشرق