خبير : جازان تقع على رواسب ملحية تّسرع انتشار الزلازل

منوعات

كشف خبير زلازل سعودي عن أن تربة منطقة جازان تقع على رواسب من القبب الملحية السميكة التي بدورها تساعد على انتشار الموجات الزلزالية بسرعة عالية مما يؤدى إلى الإحساس بالهزات بسهولة. مبينا أن النشاط الزلزالي في شبه الجزيرة العربية يقع على امتداد حدود الصفيحة العربية بمنطقة خليج العقبة وجنوب غرب المملكة والبحر الأحمر ويعد وسطها وشرقها والدرع العربي من المناطق الأقل نشاطا للزلازل.


عبدالله العمري

وأرجع رئيس قسم الجيولوجيا المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العمري أسباب حدوث الزلازل إلى قدرة الله عز وجل في انطلاق الطاقة الناتجة عن احتكاك الصخور وتحرك الطبقات الأرضية حول الصدوع الكبيرة أو الثورات البركانية والاختراق المفاجئ للمواد المنصهرة في باطن الأرض للأجزاء الهشة من قشرتها أو سقوط النيازك كبيرة الحجم وانهيارات الكهوف الكبيرة تحت سطح الأرض.

ولفت إلى أن معظم مناطق المملكة تشهد نسبة قليلة ولله الحمد من النشاط الزلزالي خاصة الدرع العربي والمسطح العربي إلا أن قربها من المناطق النشطة زلزاليا في إيران وتركيا من ناحية الشمال الشرقي والبحر الأحمر والدرع العربي من جهة الغرب والجنوب الغربي وصدع البحر الميت التحولي شمالا يستدعي أخذ الحيطة والحذر.

وأفاد الدكتور عبدالله العمري أن المنطقة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية سبق وأن تعرضت إلى زلازل متنوعة في أعوام 859 و 1121 و 1191 و 1269 و 1481 و 1630 و 1710 وأعنفها حدث في عامي 1941 و 1955 وزلازل شمال اليمن في أعوام 1982 و 1991 و 1993 نتج عنها سقوط المنازل الحجرية من أعالي رؤوس الجبال وحدوث انزلاقات وانهيارات صخرية.

وبين أن معظم مراكز هذه الزلازل وقعت داخل البحر الأحمر والبقية على اليابسة وتركزت هذه الزلازل حول الصدوع المستعرضة (التحولية) للمنخفض المحوري العميق جنوب البحر الأحمر التي نشأت متزامنة مع مرحلة انفصال الصفيحة العربية عن الأفريقية. وذكر أن الزلازل التي تعرضت لها جازان منذ أيام دلت وفقا للحلول المركبة لميكانيكية البؤرة الزلزالية التي سجلتها أجهزة الرصد على أن معظم زلازل جنوب البحر الأحمر تمثل حركة انزلاقية تأخذ اتجاه شمال شرق وجنوب غرب أما التي تركزت على اليابسة في الدرع العربي فقد نتجت عنها حركة رأسية باتجاه الشمال الغربي.

وقال الدكتور عبدالله العمري إن نتائج الدراسات الجيولوجية والمغناطيسية بالإضافة إلى مواقع الزلازل الحديثة في البحر الأحمر ومقارنتها مع مواقع الزلازل في تهامة والدرع العربي تتوقع امتداد بعض الصدوع المستعرضة في البحر الأحمر وخاصة ما بين خطى عرض 16.3 إلى 17.4 شمالا باتجاه الشمال الشرقي عبر الدرب إلى قرب مدينة أبها.

وأشار إلى أنه توجد ظواهر طبيعية يمكن من خلالها توقع حدوث الزلزال مثل انطلاق غاز الرادون من الآبار على امتداد الصدوع واختلال مستوى المياه الجوفية وبروز هزات أولية خفيفة تشعر بها الحيوانات تجعل الأغنام والخيول تخرج من مرابطها وتُبقي الأرانب آذانها مرفوعة، ويواصل الحمام طيرانه دون الرجوع إلى أبراجه. موضحا أن حاسة السمع لدى الحيوان تتراوح ما بين 1000 – 4000 ذبذبة في الثانية وتصل عند الكلاب والأسود إلى 60 ألف ذبذبة في الثانية و 100 ألف ذبذبة عند الفئران والخفافيش.

وفيما يتعلق بأول من قدم وصف علمي للزلازل، قال العمري إنه العالم المسلم ابن سيناء وذلك في القرن الرابع الهجري حيث أورد في كتابه “عيون الحكمة الزلازل وأسبابها حدوثها وأنواعها” أن أكثر ما تكون الزلزلة في بلاد متخلخلة غور الأرض متكاثفة وجهها أو مغمورة الوجه بماء، وهو ما توصل إليه علماء الزلازل الآن.

وأضاف أن أول مقياس للقدر الزلزالي كان للعالم الياباني واداتي عام 1931 وطوّره العالم الأمريكي ريختر عام 1936 بناء على زلازل جنوب كاليفورنيا معتمدا على قياس اتساع موجة الزلزال وفقا لقياسها بآلة التسجيل المعروفة باسم “السيزموجراف” والقياس اللوغاريتمي للموجة. مفيدا أن المملكة طورت هذا القياس على أساس معطيات طول الموجة، والعمق والشكل الموجي والقدر الزلزالي لأن ريختر أنشئ لقياس زلازل كاليفورنيا القوية.

وعن قوة الزلزال أفاد الدكتور العمري أن قوة الزلزال من 1 – 3.5 درجة على مقياس ريختر توصف بأنها خفيفة ولا يشعر بها الإنسان وتوصف قوته من 3.5 إلى 5.5 بأنه متوسط ومن بعد 5ر5 بالقوي موضحا أن الزلزال يقع على بعد أكثر من 5 كيلومترات من سطح الأرض ويصل أحيانا إلى 300 كيلومتر.

وأشار إلى أن الدراسات الجيوفيزيائية والسيزمة دلت على أن التركيب الداخلي للأرض التي يقع مركزها على عمق 6371 كيلومترا يتألف من أربع طبقات أساسية هي القشرة الأرضية والوشاح واللب الخارجي واللب الداخلي وكل من هذه الطبقات تلعب دورا مهما في مرور وانعكاس وانكسار الموجات الزلزالية. نظرا لاختلاف كثافة الصخور والتركيب المعدني ودرجات الحرارة والضغط مع ازدياد العمق.

المصدر: الاقتصادية