«طيران الإمارات للآداب».. 160 مبدعاً من 40 دولة

منوعات

أكدت مديرة مهرجان طيران الإمارت للآداب، إيزابيل بالهول، أن المهرجان الذي انطلقت فعاليات دورته السادسة أمس، يسير عاماً بعد عام، باتجاه مزيد من النضج، مشيرة إلى أن عدد المشاركين في دورة هذا العام قفز للمرة الأولى إلى 160 كاتباً ومفكراً ومبدعاً من 40 دولة، فيما يتضمن برنامج الدورة العديد من الفقرات والجلسات والاحتفالات الثقافية الأدبية، التي تلبي مختلف الأذواق والفئات العمرية.

وأشارت إلى أن المهرجان في دورته السادسة، التي تقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يسعى للإجابة عن سؤال: «لماذا يقبل الجمهور أن يدفع لحضور فيلم سينمائي أو مسرحية كوميدية، وينفق الكثير على الفعاليات الترفيهية، فيما يتقلص حضوره، أو يتلاشى أحياناً في فعاليات ثقافية تخصص لها ميزانيات كبرى؟».

وأضافت بالهول، خلال مؤتمر صحافي عُقد أمس بفندق إنتركونتننتال بدبي، للكشف عن تفاصيل الدورة الحالية للمهرجان، وتحدث فيه إلى جانب بالهول، المستشار الثقافي بهيئة دبي للثقافة والفنون، د.صلاح القاسم، والروائي المغربي محمد الأشعري، وآخرون «يبقى المقابل في كل الأحوال رمزياً، لكنه دال في سياق العلاقة بين المنتج الثقافي والأدبي ومتذوقه، والمدهش أن العديد من الفعاليات قد نفدت تذاكرها بالفعل، وبعضها الآخر أوشك على أن يدخل ضمن قائمة الفعاليات كاملة العدد، ما يعني التشكك في فكرة أن المنتج الثقافي سيغدو دون جماهيرية، في حال دخل سياق العرض والطلب».

وعزت بالهول ما يحيط ببعض الفعاليات الثقافية من عزوف إلى بعدها عن التنوع والشمولية، مضيفة «لا يمكن أن ينجح حدث ثقافي لا يضع الأسرة، خصوصاً الطفل، في صلب أولوياته، لذلك فإن دورة هذا العام حافلة بالكثير من الفعاليات والأنشطة الموجهة إلى الطفل خصوصاً، وكذلك إلى المرأة، وشريحة طلبة المدارس».

وذكرت بالهول أن المهرجان الذي يقام بشراكة تجمع «طيران الإمارت» وهيئة دبي للثقافة والفنون، يشهد مشاركة محلية متنامية في فعالياته، ليصل عدد الأدباء الإماراتيين المشاركين هذا العام، حسب تأكيد بالهول إلى 45 مشاركاً في فعاليات المهرجان المختلفة، مشيرة إلى الدفعة المعنوية الهائلة التي تلقاها المهرجان بفوزه بجائزة أفضل مهرجان أدبي في منطقة الشرق الأوسط لعام 2013، من قبل مؤسسة جوائز الشرق الأوسط للفعاليات».

من جانبه، أكد صلاح القاسم الدور المهم الذي يلعبه المهرجان في المشهد الثقافي بالإمارة، خصوصاً في ما يتعلق بديناميكية التواصل والاحتكاك الثقافي بين أبناء الثقافات المختلفة، من خلال لغة الإبداع، على اختلاف جنسه، سواء في ما يتعلق بالشعر أو الرواية أو غير ذلك من أوعية إبداع الآداب والفنون على تنوعها.

ورأى القاسم أن «المهرجان استطاع عبر سنوات معدودة أن يرسخ مكانته كأهم الفعاليات الأدبية والثقافية البنّاءة التي تشهدها المنطقة؛ ليصبح حاضناً للمواهب الخلاقة، ويسهم بدور محوري في الارتقاء بالمشهد الأدبي في الشرق الأوسط إلى آفاق جديدة من التميز، ونحن على ثقة بأن جمهور المهرجان هذه السنة سيكون على موعد مع تجربة استثنائية بكل المقاييس، تحفل بالأنشطة والفعاليات الثقافية الغنية».

وتحدث عدد من الأدباء المشاركين في المهرجان بعبارات موجزة أعربوا فيها عن امتنانهم لاستضافة دبي هذا الحدث الثقافي الفريد، فيما جاءت كلمة الأديب المغربي محمد الأشعري بالغة التأثير في الحضور، حينما تحدث عن «فرادة دبي..المدينة الملهمة التي لا تشبه إلا ذاتها»، قبل أن تذهب الكلمة أيضاً للأدباء المشاركين: بادي أشداون، وبام آيريس، وتيم رايس.

من جهته، قال الشيخ ماجد المعلا، نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة العمليات التجارية للمنطقة المركزية (الشرق الأوسط والخليج وإيران وغرب آسيا)، «مع تأكيد مشاركة مؤلفين من جنسيات متعددة، فإننا نتطلع إلى دورة أخرى ناجحة من مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي يحقق التواصل والتعليم والإلهام للناس». وأضاف «يلمس عملاؤنا هذا الوعد حرفياً حينما يسافرون معنا، فنظامنا للترفيه الجوي الحائز جوائز عالمية، يتضمن مكتبة صوتية من الكتب التي تتيح لركابنا سماعها وهم مسترخون في مقاعدهم، عدا الاستمتاع أيضاً بسماع مقابلات مسجلة مع بعض المؤلفين والقائمين على تنظيم هذا المهرجان الذي يحتفي بالكلمة المقروءة والمحكية، إننا في (طيران الإمارات) نرتبط مع مهرجان الآداب بعلاقة خاصة، فقد بادرنا إلى رعايته منذ الإعلان عن دورته الأولى، وأصبح يحتل مكانة مهمة في قائمة رعايتنا، وذلك مع نجاحنا في تحفيز عملائنا ومحبي الآداب على المشاركة في فعالياته».

وهم المجاني

كسر وهم ضرورة أن يظل المحتوى الثقافي مجانياً كي يجد جمهوراً له، هو أحد أهم منجزات المهرجان أيضاً من وجهة نظر المستشار الثقافي بهيئة دبي للثقافة والفنون، د.صلاح القاسم،، الذي رأى أن الأمر لايزال بحاجة إلى عنصر الوقت، لتغيير بعض المفاهيم السائدة في المجتمع، في ما يتعلق بالعلاقة بين الجمهور والمنتج الثقافي.

دورة تفي بالتوقعات

وعدت مديرة المهرجان، إيزابيلا بالهول بأن تفي الدورة السادسة لمهرجان الإمارات للآداب بتوقعات رواده عبر العديد من الفقرات الجديدة التي تم اختيارها بعناية، مضيفة «نستفيد بشكل كامل من كل ما تلقيناه من انطباعات عن دورة 2013، ولا تخرج الفقرات المستجدة عن سياق المهرجان».

مسابقات للصغار

خصص المهرجان هذا العام عدداً من المسابقات الموجهة للأطفال، منها كأس «شيفرون للقرّاء»، وجائزة «تعليم» للشعر، ومسابقة «دار جامعة أكسفورد» للطباعة والنشر الخاصة بكتابة القصة، فيما تُقصر المسابقة المخصصة للكبار المشاركة في فعالياتها على الكتّاب الذين لم يسبق لهم أن نشروا أياً من أعمالهم من قبل.

قلب التحوّل

قالت مديرة مهرجان الإمارات للآداب، إيزابيل بالهول، إن فكرة التحول التي تبقى بمثابة ثيمة جوهرية لدورة هذا العام، مستلهمة بالنسبة لها من «قلب التحول»، دبي التي تبقى النموذج الواضح لإيجابية التحول، الذي يرافق النمو والتطور. وأضافت «رغم دلالة المصطلح الأدبي، إلا أننا حينما نتحدث عن دبي، فإنه يغدو أكثر شمولية، دون أن يقتصر على تشكلات وصور من خلال الفنون الأدبية المختلفة، فإلى جانب التحول الاقتصادي والعمراني، يطال التحول المشهد الأدبي الثقافي، الذي ازدهر بفضل رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي؛ لأن الإمارة دأبت على تشجيع الاختراع والابتكار».

مثيرة للدهشة

بلغة الأديب وعذوبة كلماته، وصف الروائي المغربي محمد الأشعري دبي بـ«المثيرة للدهشة»، مضيفاً «أشارك للمرة الأولى في المهرجان، لكنني أعرف دبي وأتردد عليها منذ أكثر من 20 سنة، وأنت حينما تتواصل معها لا تملك إلا أن تتأثر بها، فكل كاتب يتمنى أن يخلق في عالمه مدينة مثل دبي، لكنها هي تأبى أن يشابهها سواها في العالمية». وشكك الأشعري في مقولة أن دبي مدينة للمال والأعمال والاقتصاد قصراً «فهي تخاطب الآداب والشعر، ومن يبدع باللغة ذاتها، يستطيع أن يتواصل في هذا العالم معها».

مساندة الفكرة

بين كواليس الإعلان الرسمي عن انطلاق الدورة السادسة، ومنصة استضافة الحدث، أكد المستشار الثقافي لهيئة دبي للثقافة، د.صلاح القاسم، لـ«الإمارات اليوم»، أنه اختار أن يساند فكرة إقامة هذا المهرجان منذ أن كان أطروحة على ورق قدمتها إيزابيل بالهول.

صعود بالهول مديرة المهرجان إلى منصة التحدث الرسمي رافقه استدعاء المعلومة نفسها، التي أشارت فيها إلى أن د.القاسم كان داعماً رئيساً للمهرجان منذ اليوم الأول، والكثير من ملامح نضجه في دورته السادسة تعود إلى هذا الدعم الذي لايزال مستمراً.

القاسم من جانبه وعد بمزيد من الاهتمام بحضور الأدب والأديب العربيين، مضيفاً «هنا مظلة ثرية للتأثير والتأثر مع العالم وبه، من خلال لغة لا تعرف اختلافات الثقافات بقدر ما تسعى إلى نسج المواءمة الإيجابية بينها».

المصدر: الإمارات اليوم