علي الجحلي
علي الجحلي
كاتب سعودي

طموح قاتل

آراء

عاش قاسم في كنف أخيه الأكبر سعيد، تقاسم الأخ الأكبر مع شقيقه كل شيء، وأعطاه المال ليكمل تعليمه، فالتحق بكلية بريطانية، وتخرج ليفرح به أهله وكل محبيه.

توسط سعيد لأخيه عند صديقه حمود الذي يرأس واحدة من أكبر الشركات، حصل قاسم على وظيفة مرموقة، واهتم حمود بترقيته حتى أصبح نائب الرئيس. كان يتحدث دوماً مع أخيه سعيد عن تخلف عقلية حمود، وكونه “لا يفك الخط”، ولا يفهم أصول الإدارة الحديثة.

ظل سعيد يوجه أخاه وينبهه لأهمية الخبرة في الحياة وأفضال حمود عليه، وضرورة أن يتعلم من رئيسه الذي عاش في وقت الفقر وانتقل إلى عالم الثروة، لأن هذه التجربة فريدة، لم يعرفها قاسم.

ضاق قاسم ذرعاً بنصائح أخيه، وقرر أن يخطط مكيدة يوقع بها رئيسه، ليتمكن من أخذ مكانه بسرعة، خصوصاً أن الرئيس محبوب من ملاك الشركة، ولديه من الخبرة والدهاء ما مكنه من البقاء طوال هذه السنين.

بحث قاسم في الأوراق والملفات، لكنه لم يجد شيئاً. اكتشف أنه لا بد أن يطيح بحمود بحيلة يساعده عليها بنو عمومته، الذين عينهم في الشركة. استغل أحدهم غياب الرئيس، وأرسل معلومات عنه إلى سفارة أجنبية، تتحدث عن رفض الرئيس التعامل مع أي من شركات دولتها.

كان حمود في زيارة لتلك الدولة، واطلعت المخابرات على التقرير، وقبضت عليه بتهمة ملفقة. وصلت معلومات اعتقال الرئيس إلى ملاك الشركة، فبحثوا عن بديل، وكان قاسم قد تحدث مع بعضهم عن خطر حمود، ما جعلهم يوافقون على تنصيبه رغم كراهيتهم له.

ساندت السفارة الأجنبية قاسم في رئاسته، وبدأت ترد له الجميل. حاول قاسم أن يربط مصالح السفارة بشركته، فجعل للسفارة دوراً أكبر في الشركة، بل وأصبحت هي التي تحدد العقود التي تنفذ، والشركات التي تنفذها من دولتها.

رأى سعيد حال أخيه وما وصل إليه من الفساد، إذ أصبح يوقع العقود المشبوهة، ويقيم الحفلات الماجنة لإسعاد السفير الذي ارتبط معه بعلاقة قوية. حاول أن ينصحه ويرده عن الطريق الخطير الذي يسلكه، لكن هذا فتح عين قاسم على عدو جديد هو: سعيد.

وللحديث بقية.

المصدر: الاقتصادية