ميساء راشد غدير
ميساء راشد غدير
عضوة سابقة في المجلس الوطني الاتحادي، كاتبة عامود يومي في صحيفة البيان

لا تفزعونا بـ «كورونا»

آراء

الخوف من المرض والموت طبيعة جبلت عليها النفس البشرية إلا أن هذا الخوف لا ينبغي أن يدفع لدرجة توقع الأصحاء في دوامة الشك والوسواس فيبدأ الواحد منهم اعتزال حياة العامة أو يعتبر نفسه مريضاً بالسمع وبالتشخيص الذاتي دون اللجوء إلى الأطباء والمختصين.

في هذه الأيام يكاد الحديث عن فيروس كورونا وعدد المصابين به والخوف من الإصابة يسيطر على المجالس في الخليج ومنها مجتمعنا الإماراتي، لاسيما بعد إعلان وفاة مصابين به وانتقال العدوى إلى غيرهم. وقد كان يهمنا في ذلك التعامل على المستوى الرسمي مع المرض والذي يضع حداً للشائعات أولاً، ويجعل الأفراد على بينة، بل ويرشدهم إلى ما ينبغي أن يفعلوه احترازاً ووقاية.

التعامل الرسمي في دولة الإمارات مع كورونا إلى الآن يعد مطمئناً في ضوء الشفافية والمعلومات التي تم نشرها على المستوى الصحي الاتحادي والمحلي فقد قطعت الحبل على مروجي الإشاعات وزادت مساحة الطمأنينة التي لابد من اتساعها لدينا جميعاً، إذ لا يعقل أن يكون المرض بحجم أكبر وتتكتم عليه الدولة وجهات رسمية نتوقع منها تنمية الوعي لدى الأفراد وتحذيرهم من أي وسائل قد تنقل العدوى اليهم.

وزارة الصحة أعلنت أخيراً عن رصد 12 إصابة جديدة بفيروس كورونا، كما أعلنت هيئة الصحة في أبوظبي عن شفاء ثلاث حالات من الفيروس، وطالما أن الإعلانات عن المرض تتم بصورة مستمرة فإن المتوقع من الأفراد المزيد من التعاون بتطبيق الإرشادات العامة للوقاية من المرض، والتواصل مع الجهات الصحية في حال اشتباه الإصابة به، فذلك هو السبيل الأفضل عن اعتزال الحياة خوفاً من المرض الذي قد ينتهي دون زيادة عدد المصابين به.

التعاون مع الجهات الصحية للإعلان عن حالات مشتبه بإصابتها أو للاستفسار حول المرض يتطلب وجود خط مجاني على مستوى الإمارات يكون مرجعاً لكل مستفسر أو مبلغ عن حالات مشتبه بها، وهو الخط الذي يمكن للعاملين عليه إرشاد المتصلين إلى ما ينبغي القيام به لحين انتهاء هذه الأزمة العابرة.

الخوف من كورونا والشائعات أمور متوقعة مع بدء انتشار أمراض كهذه مع أننا ندرك جميعاً أنه لا الخوف ولا العزلة ستمنع وقوع ما كتبه الله علينا لكن الحذر والوقاية واجبان ولا يغنيان عن المعلومة التي نرجو العمل على توفير القنوات الصحيحة لتوفيرها بالاتصال الهاتفي والرسائل النصية وكل وسائل التواصل الممكنة.

المصدر: البيان