مدير مجموعة MBC علي جابر لـــ (الهتلان بوست): الأنظمة العربية لا تتمتع بروح الدعابة ولا تتقبل النقد الساخر!

مقابلات

حوار: بيان السطري

· لا يوجد لدينا سياسة ضد المحجبات في المجموعة

· استيراد البرامج الغربية أشبه بترجمة روائع الأدب العالمي!

علي جابر.. اسم لامع عرفته بيروت ودبي وغيرهما، يشغل الآن منصب عميد كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأمريكية في دبي، ومدير مجموعة قنوات (إم بي سي). زادت نجوميته عبر برنامج “Arabs Got Talent” بعد أن اختير عضواً في لجنة تحكيم هذا البرنامج واسع الشعبية!

هنا حوار خاص مع الهتلان بوست:

-هل تورطتم ببرنامج “البرنامج” لباسم يوسف؟ وكيف تبررون إيقافه نهائياً؟

بالعكس. لم نتورط أبداً، عرضنا 11 حلقة من “البرنامج” قبل أن يتوقف على شاشة “إم بي سي مصر”. التجربة كانت ناجحة جداً وحققت نسب مشاهدة عالية. لا نود التعليق على هذا الموضوع بالاتفاق مع باسم، لكن لسنا نحن من أوقف “البرنامج”. جهات عديدة ضغطت علينا في العالم العربي. بالمجمل، الأنظمة العربية والطبقات السياسية كافة لا تتمتع بروح الدعابة ولا تتقبل النقد الساخر بصدر رحب. في رأيي، الكوميديا الساخرة هي أكثر وسيلة فعالة للتعبير عن الرأي…”بيصير خير”.

على ماذا تراهن “إم بي سي” عندما تختار كاتبة بمكانة بدرية البشر لتقديم برنامج “بدرية” على قناة “إم بي سي 1” ؟

بدرية البشر شخصية سعودية ناجحة لها اسم كبير في عالم الصحافة والرأي السياسي، وتجمع بين الفكر اليقظ وطريقة التقديم الجذابة. نتوجه في بعض برامج “إم بي سي” إلى مخاطبة المجتمع السعودي بشكل مباشر ولدينا تجربة ناجحة جداً لداوود الشريان ومحمد الحارثي. تفاوضنا مع البشر كثيراً، ونحن محظوظون لموافقتها على الظهور على شاشة “إم بي سي”. أعتقد أن البرنامج ناجح جداً، وقد تركت الحلقات الأولى لبرنامجها صدى كبيراً.

ما السبب في غياب “المذيعة المحجبة” من نشرات أخبار “إم بي سي” و”العربية”؟

لا يوجد تغييب للمذيعة المحجبة في المجموعة، ولا يوجد لدينا موقف أو سياسة ضد المحجبات. نحاول في المجموعة أن يكون بثنا موجه لكل العالم العربي وليس لجزء يعتمد الحجاب ولآخر لا يعتمده. لم تصلني حتى الآن السيرة الذاتية لمذيعة محجبة أستطيع أن أقول إنها تناسب “إم بي سي”. من المحتمل أن تظهر المذيعة المحجبة على قنواتنا مستقبلاً ولدينا مجموعة من المراسلات المحجبات في عدد من الدول العربية.

تعرّض برنامج “شكلك مش غريب” الذي يبث حالياً على شاشة “إم بي سي 4” لكثير من الانتقادات التي تدعي أنه لا يرقى بالذوق العام. جريدة “البيان” الإماراتية نشرت تقريراً بعنوان “لا يليق بالجمهور ويفتقد الإبهار ولا ينافس غيره”. هل هذا البرنامج ورقة خاسرة للقناة؟ وما القيمة التي يقدمها للمشاهد؟

البرنامج لا يعتبر ورقة خاسرة. وأعتقد أنه ناجح ومسلي بدليل نسب المشاهدة العالية التي حققها باستثناء بعض الانتقاد مني للجنة التحكيم. لا توجد قيمة معينة وإنما تسلية المشاهد هي الهدف من البرنامج، ولا يجب أن نحمل البرامج أكثر مما تحتمل، فالبرنامج ترفيهي خالص ويحمل روح الفكاهة والضحك من خلال تقليد نجوم لشخصيات فنية سواء بطريقة مبالغ بها أو بطريقة متقنة أو جيدة، وهو من البرامج القليلة التي أتابعها من بدايتها إلى نهايتها.

أما بالنسبة للذوق العام، فهو لا يحدده شخص ما أو غيره، وهناك خلاف على الخطوط الحمراء. “إم بي سي” لا تحتاج لمن يعطيها دروساً في المحافظة على الذوق العام وخدش حياء المشاهد.

هيفاء وهبي أحد أعضاء لجنة تحكيم “شكلك مش غريب” ما هي مقومات هيفاء وهبي لكي تكون عضوة في لجنة التحكيم؟ وهل سيتم تغيير لجنة التحكيم؟

بغض النظر عن المقومات التي تمتلكها، هيفاء وهبي ممثلة ومغنية وتتمتع حضور قوي على الساحة الفنية وهي مناسبة جداً لهذا البرنامج ووجودها يتماشى مع طابعه الترفيهي الاستعراضي كونها فنانة استعراضية. بالنسبة للجنة التحكيم، نعم، سيتم إعادة النظر فيها، فلدي اعتراض على ديناميكية اللجنة وتفاعلها مع البرنامج. ولكن، في رأيي أن لجنة التحكيم في أي برنامج يجب أن تكون مسالة ثانوية فعامل الجذب والمشاركين هم الأساس.

ماذا أضاف برنامج المواهب “Arab Got Talent” لمسيرة علي جابر المهنية؟

5

“شائعات كثيرة” “ووجع راس” !بما أنني مهني وتلفزيوني بالدرجة الأولى، وجودي أمام الشاشة أعطاني تجربة 360 درجة. أصبحت على تماس مباشر مع كل ما يتعلق بالتجربة التلفزيونية أمام الشاشة فالعالم أمام الشاشة مختلف تماماً عنه خلف الشاشة. أود القول إن مشاركتي في البرنامج ساهمت في إكمال تجربتي التلفزيونية.

كثير من العاملين في مجال الإعلام في العالم العربي لم يدرسوا الإعلام بشكل أكاديمي. ما موقف مجموعة “إم بي سي” من هذا الموضوع، ؟

بالمبدأ العام، الدراسة الأكاديمية مسألة مهمة جداً، ولكن نحن ننظر بالدرجة الأولى إلى عمق الخبرة التي يمتلكها الشخص. هناك عنصران أساسيان نشدد عليهما في المجموعة: التفوق المهني، وأخلاقيات العمل. شخصياً، كنت وراء التّخلي عن مجموعة من الموظفين لأن وجودهم كان يسمم بيئة العمل المهنية التي نتبناها ونحرص عليها.

وقعت كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأمريكية في دبي ومجموعة “إم بي سي” اتفاقية تعاون استراتيجي. كيف تمت ترجمتها على أرض الواقع؟

mbrsc ali

أبرمت الكلية ومجموعة “إم بي سي” اتفاقية لتوفير الدعم الإعلامي للكلية والاستفادة من برامج التدريب، وتعج قنوات المجموعة اليوم بطلاب كلية محمد بن راشد للإعلام. كما أثمر التعاون بين المجموعة والكلية عن إطلاق مهرجان سينمائي يدعى “السرد الإبداعي” للأفلام القصيرة. أعتقد أن طلاب كلية محمد بن راشد للإعلام يملكون قيمة تفاضلية مقارنة بغيرهم من خريجي الصحافة والإعلام.

هل تفكر “إم بي سي” في الاستثمار في عقول الشباب من خلال برامج تجمع ما بين المعلومة والتسلية مثل “نجوم العلوم”؟

الهدف الرئيس لقنوات “إم بي سي” هو تحقيق أكبر نسبة مشاهدة ممكنة من خلال خلطة برامجية منوعة. نسب مشاهدة هذا النوع من البرامج متدنية، وسقفها محدود من ناحية جذب المشاهدين لأسباب تتعلق بالمبدأ العام والفكرة. لكن يمكن استضافة هؤلاء المخترعين إن كانوا مبدعين وتسليط الضوء على إبداعاتهم من خلال برامجنا الصباحية مثل “صباح الخير يا عرب” و”صباح العربية”.

يقول البعض أن معظم برامج “إم بي سي” منسوخة من برامج أجنبية. ماذا عن إعداد برامج مبتكرة خاصة بالمجموعة؟

أعتقد أن أحد إيجابيات هذه البرامج الضخمة التي يقال أننا نستنسخها هي تدريب العاملين في “إم بي سي” على العمل بمستوى عالمي من الحرفية، ما يدفعهم دائماً إلى التفكير بمستوى عالٍ جداً ينعكس إيجاباً على جودة وحرفية البرامج التي ننتجها، ويمكنني القول إن استيراد هذه البرامج هو أشبه بترجمة روائع الأدب العالمي إلى اللغة العربية.. أما عن الابتكار، فأكثر من 60 % من انتاجنا أفكاره عربية وكتّابه ومنفذوه عرب.

في لقائك مع الإعلامية وفاء الكيلاني في برنامج “الحكم” قلت إنك لا تملك رسالة معينة وإنما تعمل لخدمة المجموعة مادياً. كيف؟

لا أملك أي فكر خاص أو أجندة أو عقيدة لأوصلها من خلال “إم بي سي”، فأنا إنسان مهني أعمل لخدمة المجموعة مادياً للمحافظة على ريادتها. نطمح في المجموعة إلى زيادة نسبة المشاهدة على قنواتنا بشكل كبير. إحدى استراتيجياتنا لتحقيق ذلك هو الاستثمار في المحتوى العربي.