القدس تشتعل بالمواجهات.. وعباس يطلب حماية دولية

أخبار

شن المستوطنون سلسلة عمليات انتقامية في الضفة الغربية والقدس بعد حادثة خطف واعتقال ثلاثة مستوطنين عثرت الشرطة الإسرائيلية على جثثهم أخيرا بعد 18 يوما من البحث المستفيض.
وامتدت دائرة المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في الضفة إلى مدينة القدس بعد أن اختطف مستوطنون الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير (17 سنة) وأحرقوه حتى الموت.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية بإنزال أشد العقاب بالمسؤولين عن العملية، كما طالبت القيادة الفلسطينية بتوفير الدعم للشعب الفلسطيني من الهجمات الإسرائيلية.
وقال عباس أمس بشأن أبو خضير: «هذا الطفل اختطفه المستوطنون وأحرقوه وقتلوه، لذلك أطالب الحكومة الإسرائيلية أولا بأن تنزل العقاب بالقتلة إذا أرادت السلام فعلا بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ومن ثم عليها أن تنهي ظاهرة المستوطنين، هذه الظاهرة الخطيرة التي تعتدي كل يوم على الشعب الفلسطيني، برعاية الحكومة والجيش الإسرائيلي».
وكانت الشرطة الإسرائيلية عثرت فجرا على جثة أبو خضير بعد أن اختطفه مستوطنون من أمام منزله في مخيم شعفاط شمال القدس، وهو يهم بالذهاب إلى صلاة الفجر، ووجدت جثته متفحمة في غابة بالقدس.
وطالب عباس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإدانة خطف وقتل الفتى خضير، كما أدان هو في السابق خطف وقتل المستوطنين الثلاثة.
وأثارت حادثة قتل الفتى رد فعل فلسطينيا واسعا، إذ اشتبك متظاهرون غاضبون مع الجيش الإسرائيلي في مخيم شعفاط وأماكن مختلفة في القدس وخلفت عشرات المصابين.
ونقل تلفزيون «فلسطين» بشكل مباشر المواجهات التي شارك فيها نحو 200 شاب فلسطيني.
وقال راجح هوارين وهو القائد الميداني للهلال الأحمر الفلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية: «أصيب 55 فلسطينيا، بينهم ثلاثة أصيبوا بالرصاص الحي وأربعة منهم أصيبوا مباشرة بالوجه». وأضاف: «هنالك إصابات من الرصاص المطاطي وقنابل الصوت وعولج بعضها ميدانيا بينما نقل 20 مصابا إلى مستشفى المقاصد». وقال هوارين إن صحافية إسرائيلية أصيبت بالرصاص الحي في الوجه ونقلت إلى مستشفى هداسا العيسوية الإسرائيلي للعلاج.
من جانبه، حث نتنياهو وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفتش على العمل بسرعة لاكتشاف الجهة التي تقف وراء قتل الفتى الفلسطيني، واصفا الحادث «باعتداء بشع»، كما دعا نتنياهو المستوطنين إلى التحلي بضبط النفس وعدم أخذ زمام الأمور بأيديهم «احتراما للقانون».
وفي نفس الوقت، أدان رئيس بلدية القدس نير بركات قتل أبو خضير ودعا الجمهور المعتدل في المدينة إلى إعادة الهدوء إليها.
واستنكر وزير الإسكان أوري أرئيل، هو الآخر الحادث، واصفا إياه بالعمل «الحقير والشنيع». ودعا الشرطة إلى بذل كل جهد مستطاع لإلقاء القبض على القتلة وتقديمهم للقضاء.
وعبرت وزيرة القضاء تسيبي ليفني عن صدمتها من حادث القتل وقالت إنه يجب معاقبة القتلة بكل صرامة وشدة ومنعهم من تحويل إسرائيل إلى «مجتمع إرهابي».
وسبق حادثة اختطاف وقتل أبو خضير، محاولات انتقامية من قبل المستوطنين، من بينها محاولة اختطاف الطفل رامي زلوم من بيت حنينا في القدس، ودهس الفتاة سنابل الطوس قرب قرية الجبعة جنوب غربي بيت لحم. وكانت جماعات من المستوطنين تعهدت عبر كتابات على جدران قرى عربية في الضفة الغربية بالانتقام «بالدم» لمقتل الشبان الإسرائيليين الثلاثة.
ويأتي «انفلات» المستوطنين مصحوبا بانتقام إسرائيلي «رسمي»، إذ شنت إسرائيل حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية فجر أمس بعد ساعات من دفن قتلاها، انتهت باعتقال أكثر من 40 فلسطينيا على الأقل، بينما استأنف الجيش الإسرائيلي عمليات هدم منازل ناشطين.
وفجر الجيش الإسرائيلي منزل زياد عواد، أحد محرري صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذين أعيد اعتقالهم بتهمة المشاركة في قتل ضابط إسرائيلي قبل شهرين قرب إذنا في الخليل. وكان الجيش فجر منازل عامر أبو عيشة ومروان القواسمي المتهمين الرئيسين بقتل المستوطنين الثلاثة.
وبينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية في الضفة مستمرة حتى ضرب حماس والعثور على منفذي العملية، دعت القيادة الفلسطينية، التي وضعت نفسها في اجتماع طارئ ومفتوح، إلى «تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتحاشي تركه رهينة تحت رحمة المستوطنين وحماية قوات جيش الاحتلال».
وطالبت القيادة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بوقف استغلال الحادث الذي وقع نتيجة سياسة التصعيد الإسرائيلية والنشاطات الاستيطانية والإجراءات التعسفية. كما أكدت القيادة «التزامها الكامل بقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة، بما في ذلك حقها في الانضمام إلى كل المنظمات والمعاهدات الدولية وذلك لحماية حقوقنا الوطنية المشروعة، مطالبة المجتمع الدولي، وخصوصا الإدارة الأميركية الراعي الرئيس لعملية السلام، بالتدخل وتحمل مسؤولياتها من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل».
وكان الكابينت (المجلس الأمني والسياسي الإسرائيلي المصغر) أنهى اجتماعا استمر حتى الساعات الأولى من فجر أمس لبحث الرد على حركة حماس.
المصدر: الشرق الأوسط– كفاح زبون