الإمارات..وجبات المطاعم والخيام الرمضانية في قبضة الرقابة الغذائية بأبوظبي

أخبار

ومع بدء شهر رمضان، تزدحم قوائم الحجوزات لدى المطاعم الشعبية والفنادق والخيام الرمضانية، حيث يزداد الإقبال على الأطعمة الجاهزة وخاصة الشعبية منها.

ووسط هذا التدفق على المطاعم، يتعاظم الخوف عند مرتادي المطاعم الشعبية والفنادق من أن زيادة الطلب خلال أيام شهر رمضان قد تؤدي إلى غياب النظافة والالتزام بالاشتراطات الصحية مما قد يعرضهم لتسمم غذائي.

إلا أن هذه الخوف يبدده تشديد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية على أن هناك رقابة مستمرة على كل المنشآت الغذائية التي يزداد عليها الطلب خلال أيام الشهر الفضيل، بما في ذلك المطاعم الشعبية والخيام الرمضانية، والملاحم والمخابز وأماكن صنع الحلويات، حيث تخضع هذه المنشآت لحملات تفتيش مكثفة، بغية التثبت من التزام المنشآت بالاشتراطات الصحية.

ويجد عادل محمد ضالته في التوجه إلى المطاعم الشعبية، إذ اعتاد التوجه يومياً خلال شهر رمضان لشراء أطباق متنوعة من المأكولات الشعبية والجاهزة، لأنه يعيش وحيداً، معتبراً أن الوجبات الرمضانية الشعبية أفضل من الوجبات السريعة، لضرر الأخيرة على الصحة وعدم احتوائها على العناصر الغذائية الجيدة، إلا أنه دائماً يخشى عدم نظافة ما يتناوله من وجبات خاصة مع الازدحام الذي تشهده المطاعم خلال هذه الفترة. كما يخشى من أن بعض المطاعم تعمل على تمرير أطعمة غير طازجة أو من بقايا اليوم الماضي.

أما فاتن علي وبسبب ضغط الوقت في العمل وأحياناً وصولها متأخرة إلى المنزل، فإنها تجد حلاً في التوجه إلى المطاعم التي تعد مآدب إفطار خلال شهر رمضان لتتوجه إليها وعائلتها، مؤكدة أن هذا يكون نادر الحدوث، لا سيما أن ثقتها بنظافة الطعام الذي يتم إعداده في المنزل أفضل بكثير من ذلك الذي يتم عرضه من خلال المطاعم، حتى وإن كانت هناك رقابة مستمرة من الأجهزة المعنية.

وتعتمد فاطمة المرزوقي، ربة منزل، على المطاعم أحياناً لإحضار بعض الأطعمة الشعبية التي يفضلها ذووها خلال الشهر الفضيل بما في ذلك الهريس والثريد، مؤكدة أنها تتعامل مع مطاعم محددة منذ عدة سنوات لوجود ثقة متبادلة بينها وهذه المطاعم.

ويطالب أحمد الشامسي جهاز الرقابة الغذائية بتشديد الرقابة على المطاعم خاصة الشعبية التي تقدم الأطباق، التي تجد إقبالاً من الصائمين عليها كتلك التي تقدم الهريس والبرياني والسمبوسك، خاصة أن هذه المطاعم يتضاعف الطلب عليها خلال أيام شهر رمضان الفضيل، ما يجعل من احتمالية التقصير بالالتزام بالاشتراطات وارداً. ويدعو الجهاز إلى أن تكون لديه قائمة تصنف هذه المطاعم حسب التزامها بمعايير الصحة والسلامة والنظافة العامة، ليسهل على سكان الإمارة العودة إلى هذه القوائم عند الاضطرار إلى تناول الطعام خارج المنزل، أو الاعتماد على الوجبات الجاهزة.

نحن ملتزمون

ويؤكد عاملون في المطاعم والمطابخ الشعبية أنهم يحاولون قدر المستطاع تنفيذ متطلبات النظافة والسلامة المطلوبة منهم.

ويوضح محمد حاجي مدير أحد المطابخ الشعبية في شارع المرور أنه يكرس ساعة يومياً قبل البدء بإعداد الوجبات، لتوعية العاملين لديه بأهمية الالتزام بالاشتراطات المطلوبة من قبل جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، ليس خوفاً من المخالفات والتفتيش المفاجئ فحسب، ولكن في محاولة لكسب رضا الزبون، لا سيما أن الوجبات تعد للصائمين.

ويقول إنه يستقبل يومياً قبيل الإفطار ما يزيد على الـ 100 زبون كحد أدنى، ويحاول بقدر الإمكان الالتزام بالاشتراطات المطلوبة.

التسوق بحكمة

يؤكد الريسي أهمية التسوق بحكمة وشراء ما يلزم فقط من الغذاء خلال شهر رمضان، واتباع سلوك إيجابي عند تعاملهم مع الأغذية.

وأشار إلى أن التسوق العشوائي في سعي البعض إلى تكديس عربات التسوق بكميات ضخمة من الأطعمة والمشروبات التي يحتاجها وتلك التي لا يحتاجها يؤدي إلى تكدس المنتجات الغذائية في المنزل بكميات كبيرة وهو ما يتسبب بدوره في انتهاء صلاحية بعضها قبل استهلاكها.

ووضع الجهاز بنوداً لأساليب التسوق الصحيحة ومنها الفصل بين الأطعمة ومواد التنظيف، والتحقّق من تاريخ صلاحية المنتجات، وتبريد الغذاء (الخام) غير الجاهز للاستهلاك بسرعة، والتأكد من أنّ الفاكهة والخضار طازجة، وقراءة البطاقة الغذائية للمعلّبات قبل شرائها، وأيضاً تجنب خلط منتجات اللحوم مع الخضار، وعدم شراء الحليب ومشتقاته في بداية التسوّق، وتلافي تناوُل الوجبات السريعة بعد مرور ساعتَين على شرائها، وعدم ترك الطعام المبرّد خارج الثلاّجة لمدّة طويلة، وتجنب خلط الغذاء غير الجاهز للاستهلاك (الخام) مع الطعام الجاهز للأكل تفادياً للتلوّث.

الابتعاد عن المأكولات الدسمة

يحذر الدكتور يوسف شوقي استشاري غدد وسكري في مستشفى النور من تناول الوجبات الرمضانية الدسمة سواء المعدّة في المنزل أو خارجه، مؤكداً أن طريقة إعداد الوجبة تؤثر على القيمة الغذائية لها.

وأكد أن بعض الصائمين، قد يلجأ بسبب ضغط الوقت في العمل إلى الاستعاضة عن وجبتي السحور والإفطار بالوجبات السريعة، ظناً منهم أنها ستوفر الطاقة، وتسد حاجتهم بعد يوم من الصيام، إلا أنه ينتهي بهم الأمر إلى الشعور بالتخمة واضطرابات المعدة والنوم، لا سيما أن هذه الوجبات تكون مملوءة بالدهون المشبعة والمواد الصناعية الضارة.

ويقول إن الأطعمة والحلويات التي تعتمد في إعدادها على الزيوت يزداد ضررها أكثر في رمضان؛ لأن الجسم يكون صائماً عن الأكل والشرب لساعات طويلة وتحتوي هذه الأطعمة على مواد غير طبيعية يمكن أن يكون تأثيرها سيئاً جداً على صحة الإنسان فيما بعد.

وينصح بأن تكون وجبة الإفطار سواء داخل المنزل أو في المطاعم وجبة عادية قليلة السعرات الحرارية تعتمد على الخضار والبروتين والشوربة الخفيفة، إلى جانب الاعتماد على الماء بشكل أساسي وليس العصائر.

أما وجبة السحور، فينصح أن تتكون من الأجبان والألبان والبقوليات والبيض أحياناً، وأن يراعى تأخير وقت تناولها لما قبل وقت الفجر؛ نظراً لأن ساعات الصيام طويلة.

ويؤكد أهمية الابتعاد عن الوجبات المقلية، خاصة من خارج المنزل؛ لأنه من غير المعروف عدد المرات التي تم فيها استخدام زيوت القلي، وبالتالي زيادة نسبة الدهون المشبعة.

الخيم الرمضانية

ينفذ جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية خلال أيام شهر رمضان المبارك حملات تفتيشية على الخيام الرمضانية التي تقام في الفنادق، للتأكد من مراعاتها لاشتراطات سلامة الغذاء في المأكولات التي تقدمها خلال الشهر الكريم.

وعن الخدمات التي يوفرها جهاز الرقابة للخيم الرمضانية التي تقام فيها ولائم الإفطار الجماعي، يؤكد الريسي أن الجهاز يوفر الاستشارة لأصحاب تلك الخيم والمتعلقة باختيار الشركات والمؤسسات التي توفر المواد الغذائية وفقاً للقوائم الموجودة في الجهاز، التي توضح مدى التزام تلك المؤسسات بتوفير كل الاشتراطات الصحية المحددة من قبل جهاز الرقابة وقدرتها على تقديم الطعام لأعداد كبيرة من الناس.

حملات مفاجئة حتى الفجر

يؤكد محمد جلال الريسي، مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، أن مفتشي الجهاز سيعملون بشكل متواصل خلال شهر رمضان على ثلاث فترات تمتد من التاسعة صباحاً إلى الثانية فجراً، من أجل تكثيف الرقابة على المنشآت التي يزداد نشاطها خلال الشهر الفضيل، مثل شركات تموين الوجبات الغذائية والمخابز الآلية ومحال وبيع السمبوسك وتحضير الحلويات بمختلف أنواعها وكذلك محال الهايبر ماركت والسوبر ماركت التي يتم التركيز فيها على العروض الترويجية وصلاحية المنتجات المعروضة خلالها.

ويبين الريسي، أن الحملات ستكون مفاجئة وشاملة أكبر عدد من المنشآت في وقت واحد، وسيركز الجهاز على إزالة الممارسات والظواهر السلبية التي لا تزال بعض المنشآت تقوم بها في المطاعم والكافتيريات مثل البيع خارج نطاق المنشأة، وهو ما يعرض الغذاء للتلوث والفساد، إضافة إلى التحذير من عرض أي منتجات قاربت تواريخها على الانتهاء لأنه عند شرائها من قبل المستهلك وتخزينها في المنازل لفترة طويلة ستنتهي حتماً صلاحيتها دون انتباه المستهلك.

ويقول: إن الجهاز سيركز على فحص المواد الغذائية المخزنة للتثبت من طرق حفظها بطريقة سليمة وتاريخ انتهائها، لا سيما أن هذه الفترة من العام تشهد إقبالاً متزايداً على الغذاء وتتجه المطاعم والبقالات إلى تخزين كميات كبيرة من الأغذية.

ويسعى الجهاز من خلال مفتشيه إلى مراقبة التزام المنشآت الغذائية على مستوى الإمارة بالاشتراطات الصحية، ومدى التزامها بشروط التخزين والنظافة وتطبيق العاملين فيها لهذه الاشتراطات، إضافة إلى سلامة طرق نقل المواد الخام التي تدخل في صناعة الأغذية.

ويرافق الحملات التفتيشية، حملات إعلامية تهدف إلى توعية.

ويوضح الريسي أن أولى خطوات الوقاية من التسمم الغذائي تتمثل في الفكر الغذائي السليم الذي يبدأ بمرحلة التسوق، حيث إن التسوق المتوازن وتحديد الاحتياجات يعتبران من أهم الأولويات، حيث يتم اختزال المشتريات وتوفير النفقات من خلال تقليل حجم الإتلاف.

وأكد أن تنفيذ حملات التوعية في هذا الوقت يتزامن مع توجه العديد من الأسر نحو شراء الأغذية استعداداً لشهر رمضان، وخاصة تلك التي تشهد عروضاً تفضيلية في الأسعار، مطالباً المستهلكين قبل القيام بعملية الشراء بقراءة كافة البيانات الإيضاحية المدونة على البطاقة الغذائية من حيث المكونات وتاريخ انتهاء صلاحية المادة الغذائية، والتقيد بالإرشادات الواردة حول طرق حفظ وتخزين المادة الغذائية، فضلاً عن التقيد بإرشادات ونصائح طريقة الإعداد والتحضير الأمثل للمادة الغذائية.

المصدر: الاتحاد- هالة الخياط