(إسرائيل) توسع عدوانها على غزة جواً وبراً.. وصواريخ المقاومة تطال حتى محيط القدس

أخبار

    صعّدت دولة الاحتلال الإسرائيلية أمس من وتيرة عدوانها الذي أطلقت عليه اسم “الصخرة الصلبة” على قطاع غزة المحاصر. وشن طيرانها سلسلة من الغارات المتواصلة على القطاع منذ فجر أمس الثلاثاء ما أدى إلى سقوط 12 شهيداً وعشرات الجرحى وتدمير عشرات المنازل، فيما ردّت المقاومة الفلسطينية بإطلاق زخات من الصواريخ باتجاه المستعمرات اليهودية المحاذية للقطاع ما أدى الى اصابة 10 اسرائيليين على الأقل. وطال بعض هذه الصواريخ محيط القدس الغربية وخاصة مستعمرة “بيت شيمش” التي ينتمي إليها قتلة الفتى الشهيد محمد أبو خضير. وأعلن مسؤول اسرائيلي كبير أمس أن الجيش الاسرائيلي يستعد لجميع الخيارات العسكرية المحتملة في قطاع غزة بما في ذلك شن عملية برية. وقال “الجيش يستعد لجميع السيناريوهات، بما في ذلك الاجتياح او شن عملية برية”.

وكان مسؤول آخر أكد في وقت سابق أن الجيش تلقى تعليمات “بالتحضير لبدائل عسكرية مختلفة ليكون مستعداً اذا اقتضى الأمر”.

وفي التفاصيل، استشهد المقاوم رشاد ياسين في غارة على مخيم النصيرات بالمنطقة الوسطى من قطاع غزة. كما استشهد أربعة مقاومين في غارة استهدفت سيارتهم وسط مدينة غزة، واستشهد سبعة آخرون من أسرة كوارع في قصف استهدف منزلهم في خانيونس. ونجت مجموعة مقاومة من غارة استهدفتها في بيت لاهيا شمال القطاع. وأصيب 6 فلسطينيين صباح الثلاثاء في غارات متواصلة استهدفت أرضًا زراعية في بيت حانون. كما استهدفت أرضاً زراعية في منطقة الحطبية بمحيط بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وأسقطت الطائرات الإسرائيلية منشورات على منطقة العطاطرة شمال بيت لاهيا تدعو المواطنين إلى الابتعاد عن المنطقة. وفي مدينة خانيونس، استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا يعود لعائلة العبادلة بالقرب من بلدية القرارة شمال شرق خانيونس، ما أدى الى إصابة 9 مواطنين وصفت حالتهم ما بين المتوسطة والطفيفة.

كما قصفت الطائرات الحربية منزلًا آخر تعود ملكيته للمواطن سامر أبو دقة في منطقة عبسان شرق خانيونس، دون وقوع إصابات.

وفي الوقت نفسه، قصفت بحرية العدو موقع التل التابع لكتائب الشهيد عز الدين القسام شمال غرب خانيونس بعدة قذائف.

وفي شمال غزة، شنت طائرات الاحتلال غارتين على أراضٍ زراعية شمال قطاع غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، حيث استهدفت أرضاً زراعية في منطقة السودانية ما أحدث أضراراً كبيرة في المكان دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، كما استهدفت أرضًا زراعية في محيط موقع السفينة غرب مدينة غزة، الذي استهدفها الاحتلال عشرات المرات في أوقات سابقة.

كما قصف الطيران المعتدي أرضاً زراعية خلف أبراج الندي، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في المكان وأراضي زراعية في محيط منطقة الواحة شمال غرب قطاع غزة. واستهدفت طائرات الاحتلال أرض زراعية مجاورة لمنازل المواطنين في عزبة بيت حانون شمال القطاع، في حين تم استهداف موقعًا يتبع للمقاومة قرب جبل الكاشف شرق مخيم جباليا شمال غزة.

كما استهدف الطيران المروحي أرضًا فارغة بالقرب من مدينة الشيخ زايد، إلى الشمال الغربي من بيت لاهيا، أسفرت عن وقوع أضرار كبيرة في المنازل المجاورة لها والشقق السكنية في أبراج الشيخ زايد.

وفي وقت لاحق استهدف الطيران الحربي أرضًا تتبع لآل جبر في منطقة عنان الواقعة ما بين أبراج الكرامة ومحطة الخزندار للبترول شمال غرب مدينة غزة.

وأفادت مصادر طبية في مستشفى كمال عدوان عن وصول إصابتين، أحدهما لطفل يبلغ من العمر 7 أعوام والأخرى لطفلة تبلغ 4 أعوام وصفت حالتهما بالمتوسطة.

في غضون ذلك، واصلت المقاومة الفلسطينية اطلاق قذائف صاروخية على المستعمرات اليهودية الواقعة في غلاف قطاع غزة رغم التحليق المكثف لطائرات الاحتلال وعلى مستويات منخفضة.

واعترفت قوات الاحتلال بإصابة عشرة إسرائيليين جراء قصف المقاومة للمستعمرات المجاورة للقطاع بعشرات القذائف الصاروخية ما استدعى الجبهة الداخلية الاسرائيلية لفتح الملاجئ خوفا من صواريخ غزة.

وقالت قوات الاحتلال إن القذائف الصاروخية نزلت على المستعمرات كالمطر في سابقة هي الأولى منذ بداية التصعيد الأخير على جبهة غزة، وأشارت إلى أن مدى الصواريخ التي أطلقت وصل إلى حدود مدينة “بيت شيمش” غربي القدس والتي تبعد عن القطاع حوالي 57 كم، في حين وصل عدد الصواريخ التي أطلقت مساء الاثنين 70 صاروخاً.

وقالت كتائب القسام التابعة لحركة “حماس” في بيان صحافي “إن استهداف البيوت الآمنة بهذا الشكل هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وإذا لم يوقف العدو فوراً سياسة قصف المنازل فإننا سنرد بتوسيع دائرة استهدافنا، وسنواجه هذه السياسة بما لا يتوقعه العدو، وعلى قيادة العدو أن تتحمل نتائج هذا الإجرام وهذه السياسة الهمجية”.

وأكدت أن إعلان الاحتلال عن عملية عسكرية ضد غزة “أمر لا يخيف القسام”. وأضافت “سنواجه العدوان بالرد المزلزل، وسنجعل العدو يندم على قراره المتهور”.

واضافت: “ها هو الاحتلال الجبان يعلن عن بدء عدوانٍ جديدٍ ضد قطاع غزة الصامد المرابط، وكأنه لم يفهم رسالة القسام عبر صواريخه التي دكّت بعضاً من بنك أهداف القسام داخل الكيان الصهيوني مساء الأمس”. وختمت الكتائب بيانها قائلة: “وقد أعذر من أنذر”.من جانبها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن بدء عملية “البنيان المرصوص” وذلك باستهداف مستعمرات الاحتلال ب 60 صاروخاً.

وقالت في بيان ان وحداتها الصاروخية تمكنت صباح الثلاثاء من قصف مدن [أسدود – بئر السبع – عسقلان – نتيفوت – أوفكيم) ب60 صاروخاً.

وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية، أعربت الليلة قبل الماضية عن اعتقادها بأن الهدوء لن يعود قريباً إلى جبهة غزة. وذكرت المصادر ان عشرات الصواريخ بينها صواريخ بعيدة المدى اطلقت من قطاع غزة باتجاه مدن ومستعمرات اسرائيلية، ودوت صافرات الإنذار في مدينة القدس وفي بعض المستعمرات القريبة.

في رام الله ، نددت الرئاسة الفلسطينية أمس بالقرار الإسرائيلي توسيع العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة “إن قرار حكومة الاحتلال بمثابة إعلان حرب شاملة على الشعب الفلسطيني ستتحمل الحكومة الإسرائيلية وحدها تبعاته وتداعياته وما يجره من ردود فعل” ، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام المذبحة المفتوحة التي ترتكب بحق أطفاله ونسائه وشيوخه، وأن من حق الشعب الفلسطيني التصدي للعدوان والدفاع عن نفسه من خلال جميع الوسائل والطرق المشروعة.

المصدر: الرياض – مها أبو عويمر