123 شهيداً ومجزرة تحصد أطفالاً ونساء بمدرسة شمال غزة

أخبار

gaza

سقط 123 شهيداً فلسطينياً بالقصف البري والجوي الإسرائيلي، في إطار العدوان المستمر على قطاع غزة لليوم الثامن عشر على التوالي، بينهم نحو 20 شهيداً من الأطفال والنساء، قضوا بمجزرة بشعة نجمت عن قصف صاروخي شنه جيش الاحتلال، مستهدفاً مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» في بلدة بيت حانون شمال القطاع، موقعاً أيضاً أكثر من 200 جريح.

وسارع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى التنديد بشدة بالمجزرة الوحشية في المدرسة المنكوبة، مؤكداً مصرع عدد من موظفي المنظمة الدولية بالهجوم، إضافة إلى الأطفال والنساء، وأشار في بيان إلى «ملابسات غير واضحة» للحادث المروع، ووجه نداء جديداً إلى كل الأطراف من أجل احترام التزاماتهم بموجب القوانين الإنسانية الدولية، واحترام حياة المدنيين، وحصانة مقار الأمم المتحدة والتزاماتهم حيال العاملين في المجال الإنساني».

من جهتها، أعربت واشنطن عن «حزنها» لقصف مدرسة الأمم المتحدة في غزة، حيث سقط ضحايا «لجأوا إليها هرباً من أعمال العنف، قائلة على لسان المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي من القاهرة، حيث يواصل الوزير جون كيري جهوده من أجل وقف النار «نعرب عن حزننا العميق وقلقنا حيال هذا الحادث المأسوي.

إننا نحض مجدداً جميع الأطراف على مضاعفة جهودهم لحماية المدنيين».

وفيما لم توجه بساكي أصابع الاتهام مباشرة إلى إسرائيل، لكنها قالت في إشارة إلى «حماس» التي تسيطر على القطاع غزة، «ندد بتخزين الأسلحة داخل مبان تابعة للمنظمة الدولية.

ونحض جميع الأطراف على احترام حياة المدنيين والتزام القانون الإنساني الدولي».

ووسط مجازر عدة في أنحاء متفرقة من القطاع، رفعت حصيلة القتلى إلى نحو 800 شهيد وأكثر من 5150 جريحاً، أعلنت «كتائب القسام» أمس، أن مقاوميها تسللوا خلف خطوط القوات المتوغلة ناحية التفاح شرق مدينة غزة، وأجهزوا على 8 جنود من مسافة صفر، بعد تدمير ناقلة جند نوع «شيزاريت» بقذيفين طراز «ار بي جي» و«بي 29» بشكل كامل.

كما تحدثت القناة العبرية السابعة عن أنه تم نقل مجموعة أخرى من الجرحى خلال ساعات الصباح لمستشفى سوروكا ببئر السبع، حيث أفاد مراسل القناة أن المروحيات لا تكف عن إحضار الجرحى منذ بدء العملية البرية قبل 6 أيام.

وبحسب إحصائيات غير رسمية، فقد بلغ عدد جرحى جيش الاحتلال منذ بداية العملية البرية منذ 7 أيام، أكثر من 300 جندي بينهم حالات خطرة.

في الأثناء، وحافظت فصائل المقاومة على قوتها وقدرتها في قصف العمق الإسرائيلي، وواصلت دك المستوطنات والمدن الإسرائيلية الاستراتيجية بعشرات الصواريخ محلية الصنع، كما نجحت في ضرب مطار بن جوريون الدولي مجدداً بعدة صواريخ أمس.

قال أمين عام الأمم المتحدة أمس، إنه صدم من الهجوم على المدرسة الخاضعة لإدارة المنظمة الدولية شمال قطاع غزة، مسفراً عن مقتل نساء وأطفال وموظفين في المنظمة الدولية.

وأضاف بان في بيان «الملابسات ما زالت غير واضحة، وأدين هذا العمل بشدة.

.

كثير من الناس قتلوا، وبينهم نساء وأطفال وموظفون في الأمم المتحدة».

وفيما أكدت مصادر محلية استشهاد نحو 20 شخصاً معظمهم أطفال ونساء لجأوا للمدرسة، طلباً للحماية من جحيم القصف الإسرائيلي ، قالت وزارة الصحة في غزة إن 15 شخصاً على الأقل قتلوا، وأصيب نحو 200 ، في حين ذكر راديو إسرائيل دون ذكر مصدر محدد، أن معظم القتلى في مدرسة الأمم المتحدة هم من الأطفال.

وقال بان «على مدار اليوم حاول موظفونا الترتيب لتوقف إنساني للأعمال القتالية حتى يتسنى إجلاء المدنيين».

قدم بان كي مون تعازيه لأسر المدنيين الأبرياء الذين قتلوا بالمجزرة نتيجة للهجوم الإسرائيلي الكبير»، موجهاً نداء جديداً إلى كل الأطراف من أجل احترام التزاماتهم بموجب القوانين الإنسانية الدولية واحترام حياة المدنيين وحصانة مقار الأمم المتحدة والتزاماتهم حيال العاملين في المجال الإنساني».

وأضاف الأمين العام الذي يقوم بوساطة من أجل وقف لإطلاق النار في غزة، أن الهجوم على المدرسة «يؤكد ضرورة السعي إلى وقف المجازر والسعي إلى وقفها منذ الآن».

من جهته، شدد مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق على أن الأمم المتحدة ما زالت تسعى إلى تحديد العدد الدقيق للضحايا.

وقال «لا نعرف من هاجم المدرسة»، ووعد الجيش الإسرائيلي بالتحقيق في هذه المأساة، قائلاً إنه لا يستبعد اقدام مقاتلين من «حماس» على إطلاق الصاروخ.

وندد بان كي مون مجدداً «بإطلاق حماس الصواريخ، ودعا إسرائيل إلى تحري الدقة لتفادي أي هجوم على الأماكن التابعة للأمم المتحدة التي يحتمي بها المدنيون».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة عبر عن قلقه أمس الأول بعد العثور على صواريخ في مدرسة خالية تابعة للأمم المتحدة في غزة للمرة الثانية خلال أسبوع، وحذر في بيان من أن «المسؤولين يحولون المدارس إلى أهداف عسكرية محتملة ويعرضون أرواح الأطفال الأبرياء للخطر».

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، إن القوات الإسرائيلية ارتكبت مجزرة جديدة بقصفها أحد المنازل في المنطقة الغربية من خانيونس جنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد 6 أشخاص من عائلة واحدة هي عائلة الأسطل، كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدتي عبسان وبني سهيلا في خانيونس، ما أدى إلى استشهاد 4 آخرين من نفس العائلة الأسطل، إضافة إلى 3 مواطنين آخرين.

وأعلن أيضاً عن استشهاد محمد أحمد النجار، وشادي النجار بقصف عشوائي من المدفعية على الفلسطينيين المحاصرين بمنطقة خزاعة والذين حاولوا الخروج من منازلهم، فشنت عليهم غارات عنيفة وقتلت، وأصابت العشرات منهم.

وأضاف القدرة أن 3 شهداء آخرين سقطوا أمس في غارات استهدفت جباليا شمال القطاع، والمحافظة الوسطى بقطاع غزة، كما سقط 6 شهداء فجر اليوم جراء قصف أحد المنازل في المنطقة الغربية لمحافظة خانيونس، إضافة إلى 3 إصابات وصفت إحداها بأنها خطيرة.

وقال إن 5 شهداء من عائلة واحدة سقطوا جراء استهداف أحد منازل جباليا، بالإضافة إلى إصابة 10 بجروح متفاوتة.

وكان 7 فلسطينيين ارتقوا فجر أمس، بغارتين منفصلتين، إحداهما استهدفت منطقة عبسان، والأخرى استهدفت بني سهيلا بخان يونس جنوب قطاع غزة.

وزعمت مصادر إسرائيلية أن سلطات الاحتلال استجابت لطلب من الصليب الأحمر، وأوقفت إطلاق النار صباح أمس، في عدة مواقع بالقطاع فقط لإخلاء الجرحى دون الإعلان عن ساعة البدء.

كما أفاد القدرة بمقتل 7 فلسطينيين من عائلتين، بينهم 4 أطفال على الأقل بغارة إسرائيلية بين مدينتي رفح وخانيونس جنوب غزة.

وقال «استشهد 3 من عائلة النجار، بنيهم طفلان( 12 و13 عاماً)، و3 بينهم طفلان شقيقان، هما نبيل وأشرف 12 سنة و10 سنوات، وشهيد آخر، بغارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من الأطفال بين مدينة رفح وخانيونس.

وتابع القدرة أن مواطناً استشهد جراء استهداف بمنطقة العطاطرة وأصيب آخران، في مجزرة بخزاعة حيث تم انتشال جثامين 4 شهداء، وأفاد باستشهاد 7 أشخاص من عائلتين بقصف منزل شرق خانيونس.

وأضاف أن 4 مواطنين استشهدوا باستهداف دراجة نارية ببلدة عبسان شرق خانيونس، بينما استشهد طفل (18 شهراً بقصف مسجد بمنطقة الجرن بجباليا، ومواطن آخر (26 عاماً) من الزوايدة وسط القطاع.

إلى ذلك، أكد نائب مدير شرطة هندسة المتفجرات بوزارة الداخلية بغزة الرائد جهاد أبو مراد أن تقديرات فرق الوزارة حتى اللحظة، تشير إلى أن أكثر من 10 آلاف طن من المتفجرات تم إسقاطها على قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 يوليو الحالي.

وأضاف في تصريح بثه الموقع الالكتروني لوزارة الداخلية أن قوات الاحتلال استخدمت في الآونة الأخيرة قذائف دخانية، مشيراً إلى أنها غير ضارة، لكنها تؤثر على التنفس، وتشكل خطورة على حياة المصابين بالربو وضيق التنفس.

وقال أبو مراد، إن قوات الاحتلال استخدمت قنابل الفسفور بشكل محدود في عدة مناطق من قطاع غزة، بهدف اشعال الحرائق في منازل المواطنين، وإعطاء اشارة للمدفعية بتكثيف القصف على مناطق معينة.

كما لفت إلى أن المدفعية الإسرائيلية تستخدم قذائف حارقة لحرق الأراضي التي تشتبه بوجود ألغام وعبوات ناسفة فيها بهدف إذابة التوصيلات للعبوات الناسفة.

المصدر: علاء المشهراوي، عبد الرحيم حسين، وكالات (غزة، رام الله)