مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

الظلام لن يستمر

آراء

لا يختلف صاحبا عقل في ظلامية عناصر “داعش” أو همجيتهم، غير أن الإشكال الذي يدعو للبحث والتفكير هو في كيفية تكاثر “الداعشيين” وسهولة تجمعهم في أماكن متفق عليها.. ثم امتدادهم وانتشارهم في المدن وسيطرتهم عليها واحدة تلو أخرى..

تحدثت منذ فترة عبر السكايب مع صديق في مدينة الرقة السورية بداية احتلالها من قبل “داعش” فأخبرني أن عدد أفراده في الرقة ما بين 600 و700. ومع هجوم المجموعات الأخرى على “داعش” قبل شهور في حلب ودير الزور وريف إدلب.. حدث الهروب الكبير إلى الرقة، إذ نسي المهاجمون أو تناسوا قطع الطرق المؤدية إليها، ولذلك لم يتمكن من هاجموا “داعش” في الرقة من طرده آنذاك لمجيء الدعم – وإن كان على شكل هروب- من المحافظات والمدن الأخرى.

والصديق ذاته حدثني بعدها قبل حوالي شهرين قائلاً إنهم صاروا أكثر من ثمانية آلاف وإنهم يتكاثرون بسرعة، فهم يأتون بكثافة من خارج الدولة حتى صارت المدينة وأريافها تعج بهم.. وتوقع وقتها أنهم سيكونون على أطراف دمشق بعد ثلاثة شهور كحد أقصى، وبالفعل هذا ما حدث خلال الأيام الماضية، مما يعني أن المسألة ليست مجرد عبث، فتنظيم “داعش” لديه نية توسعية أعد العدة وخطط لها وينفذ ذلك بصورة شبه دقيقة كما يبدو، وإن تعثرت إحدى المراحل لظرف ما فالواقع يقول إنه استطاع تخطي العثرات لبلوغ مراده.

يعمل تنظيم “داعش” على إفراغ المدن من سكانها، لأنه يريد بيوتهم لعناصره، وما جرى في الرقة والموصل من تنكيل بالمسيحيين وتهجير لهم دليل على ذلك، عدا من هاجروا إلى المناطق الأخرى أو خارج بلدهم من المسلمين الذين لم يتخيلوا يوماً أن الأنظمة الحاكمة فيها ستصبح ضعيفة لا تقوى على رد الأذى عنهم، أو أنها تسلمهم للظلاميين من غير أن تدافع عنهم كما جرى في الرقة التي فقد النظام السوري السيطرة عليها خلال ساعات، ليظهر الأمر كأنه مدبّر ومتفق عليه.

غير أن ما يجب أن يقال هو أنه مهما توسع “داعش” وسيطر على المساحات، فهو إلى زوال عاجلا أم آجلا، لأسباب عدة، فعبر التاريخ لم يستمر الظلام طويلا، و”داعش” ليس لديه حاضنة شعبية في المناطق التي يحتلها، ولذلك يسعى إلى تهجير سكانها واستبدالهم بأناس قادمين من دول أخرى، لكن هل يستمر سكوت العالم عليه؟ وهل ستدوم الفوضى التي وجد فيها “داعش” مرتعا خصبا لطموحات ظلامييه؟ وهل سوف يبقى السكان الأصليون مسالمين وهم يواجهون ويشهدون إجرام “داعش”؟.. حكاية لابد لها من نهاية، لكن متى؟

المصدر: الوطن أون لاين
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=22390