ابراهيم الفرحان
ابراهيم الفرحان
إعلامي سعودي

“داعش” و “حزب الله” وجهان لعملة واحدة!

آراء

من الضروري لكي تؤسس حزبا أو تنظيما لا بد أن يكون أساسه دينيا حتى يلتف المناصرون من حولك، وهذا ما تفعله كل الجماعات المتطرفة، حيث في الظاهر يبدون لك أن الصراع ديني، في حين أن الأهداف الحقيقية تصب في الصراع على السلطة. وفي الحقيقة أن المرجعية التاريخية في ذلك موجودة، فمنذ بداية الدولة الأموية ونشوء الصراع على السلطة بين قبائل قريش نشأت أحزاب معارضة اتخذت من الدين شعارا وأدارت من خلاله حركات الصراع.

«داعش» و «حزب الله»، على سبيل المثال وليس الحصر، هما وجهان لعملة واحدة، ونموذج لأحد أسوأ الكوابيس الدينية والاجتماعية التي يمكن أن تعصف بأي مجتمع توجد فيه أو تحتك به، كلاهما يختطف الدين وفقا لمذهبه الذي ينتمي إليه، وكلاهما يمارس رذيلة التضليل باستخدام النصوص الشرعية ليبرر أفعاله، فهناك تحطيم منهجي للفكرة الدينية لتبرير ممارساتهم السياسية.

تجليات هذا التشابه تتضح في الأيديولوجيا والهيكلية، فهما يقومان على أيديولوجيا طائفية تقوم على الحقد على الآخر كأساس رئيسي في بناء الموقف منه، وهذا الموقف يذهب في النهاية إلى إبادة الآخر وإلغائه من الوجود، كلا التنظيمين وجد سهولة كبيرة في تبرير وجوده في غير بلد المنشأ، فـ «حزب الله» عبرَ الحدود اللبنانية – السورية حيث يسهم في قتل السوريين مع النظام السوري بناء على ايديولوجيا مذهبية طائفية، ووصل أيضا إلى العراق في دعم المليشيات العراقية التي تشتبه معه في الرؤية المذهبية والطائفية.

أما «داعش»، الوجه الآخر تماما لـ»حزب الله»، فيقوم على رؤية طائفية مغرقة في التطرف، عبر بسهولة إلى الحدود السورية من العراق والآن ربما يتمدد إلى لبنان متبنيا خطابا يقوم على تدمير المخالف عبر تكفيره.

كلاهما لا يحترم مبدأ الحدود، فالأيديولوجيا الطائفية التي يدافعان عنها عابرة للحدود، فالدموية وحس الإبادة من دون أي احترام لفكرة الحق بالوجود والكرامة الإنسانية صفتان يتسمان بهما، لأن سلوكهما السياسي يخلو من أي عمق إنساني وأخلاقي، وصراع كليهما مع من حولهما أو ضد بعضهما قائم على صراع مذهبي بحت.

«داعش» اختطفت دينها من وجهه السني، وأقامت دولتها الوهمية في مساحة جغرافية ليست لها إلا بحق الفوضى واستباحة الدم والتشويه في القتل، وحزب الله قتل الاعتدال الشيعي، وأصبح هدفه الرئيس المشاركة في قتل السنة أينما سمح له مسرح الجريمة.

في الواقع يعيش العرب فترة تاريخية فارقة أنتجت مثل هذه الحركات والأحزاب التي تمارس الإرهاب والتدليس والتضليل، التحدي اليوم هو كيف تستطيع المجتمعات العربية وحكوماتها الوقوف في وجه صعود هذه التنظيمات والخروج بالشرق الأوسط من أزمة العنف والدمار، فحالنا اليوم لا يحمل إلا قتلا وتشريدا.

المصدر: مكة أونلاين
http://www.makkahnewspaper.com/makkahNews/writing22/70221