اليمن يعيش ساعات حاسمة وعصيبة

أخبار

YEMEN-UNREST-SECURITY

دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس، إيران إلى تحكيم العقل والمنطق في تعاملها مع اليمن، وحذر من مغبة إقحام بلاده في فوضى شاملة في ظل الاحتشاد المتواصل للمسلحين الحوثيين في محيط صنعاء ورفضهم أي مبادرة لحل الأزمة واستمرار خطواتهم التصعيدية التي هددوا بأنها ستشهد ابتداءً من اليوم ساعات عصيبة وعصياناً غير مسبوق لشل الحركة في العاصمة في سياق ما يسمونه «أسبوع الحسم» لإسقاط الحكومة.

إلى ذلك قالت مصادر قبلية وأمنية إن «أكثر من 40 شخصاً قتلوا في اليومين الماضيين في المواجهات المستمرة في محافظة الجوف بين الحوثيين ومسلحي القبائل الموالين لحزب «الإصلاح» (الإخوان المسلمون) في حين وافق الجانبان على هدنة قصيرة أمس لانتشال جثث القتلى».

وفيما يضع سكان صنعاء أيديهم على قلوبهم خوفاً من تطور الموقف إلى مواجهات شاملة في الساعات المقبلة، تتحدث مصادر حكومية عن وجود مساع مستمرة مع الحوثيين لجهة التوصل إلى اتفاق ينزع فتيل التوتر بعدما كان الحوثيون رفضوا مبادرة اللجنة الرئاسية التي اقترحت تشكيل حكومة وحدة وطنية وتخفيضاً جزئياً في سعر الوقود مقابل انسحابهم من محيط صنعاء وعمران ووقف القتال في الجوف.

وحذر هادي خلال استقباله أمس وفداً من زعماء القبائل في العاصمة صنعاء من مغبة الزج بالبلاد في حرب أهلية، مستعرضاً معهم «التطورات والمستجدات الراهنة على صعيد الحشود للحوثيين ومليشياتهم المسلحة وما تسببه من إقلاق للسكينة العامة وتهديد للأمن والاستقرار».

ودعا إيران إلى «تحكيم العقل والمنطق في ما يتعلق بطريقة تعاملها مع اليمن» مؤكداً أن عليها «التعامل مع الشعب وليس مع جماعة أو فئة». في إشارة إلى جماعة الحوثي التي يعتقد أن طهران تمدها بالمال والسلاح في سياق تنفيذ أجندتها المتعلقة بالصراع الإقليمي في المنطقة.

وجاءت دعوة هادي في أعقاب تحذيرات وجهتها طهران إلى السلطات اليمنية من الإقدام على قمع احتجاجات الحوثيين، التي وصفتها بـ «المشروعة والسلمية»، وقال «إن البعض لا يريد لصنعاء الأمن والاستقرار والخروج من الأزمة وإنما يريدها أن تشتعل ناراً مثلما هو حاصل في دمشق وبغداد وليبيا».

وهاجم هادي حشود الحوثيين المطوقة لصنعاء منذ حوالى ثلاثة أسابيع، وقال إنها «وسيلة بعيدة كل البعد من الأساليب الديموقراطية، وإن المشاركين فيها يتمنطقون بالسلاح ويتجولون به سواء في الشوارع أو المخيمات من دون حياء أو خجل، بما يمثل تحدياً صارخاً للمجتمع اليمني كافة».

كما دافع هادي عن صوابية قرار رفع سعر المشتقات النفطية الذي اتخذ منه الحوثيون ذريعة للتصعيد، متهماً الجماعة بأنها تخطط لنشر الفوضى، وقال: «نحن اليوم لا نتمنى أن نرى استعلاء من جماعة أو طرف يريد فرض الأمر الواقع بقوة السلاح ونشر الفوضى».

وفي حين تحوم الشكوك حول قدرة السلطات اليمنية على الدخول في مواجهات شاملة مع المسلحين الحوثيين الذين يطوقون العاصمة من مختلف الجهات انتظاراً لـ «ساعة الصفر»، قال وزير الدفاع محمد ناصر أحمد أمس، إن قوات الجيش والأمن مؤسسة حيادية بعيدة من كل أشكال الحزبية أو الولاءات الضيقة، وإنها تقف على مسافة واحدة من الجميع وهم يتنافسون سلمياً وديموقراطياً من أجل تقديم الأفضل للوطن والشعب».

إلا أنه عاد ليؤكد أنها «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام كل ما يهدد الأمن والاستقرار، وستتصدى بكل قوة للإرهاب والتخريب». وأضاف: «إن حماة الوطن يعرفون أعداءهم ويعرفون إلى أين يوجهون سلاحهم لحماية الشعب وحماية سيادة الوطن وأمنه واستقراره وحماية مكاسب الثورة والجمهورية والوحدة».

صنعاء – «الحياة»