خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

ما هذا العنف؟

آراء

الاستمتاع بصب البنزين على ثعلب وإحراقه بالنار، مشهد تباهى بتصويره مجموعة من الأشاوس للتأكيد على بطولتهم ورجولتهم. أولئك لديهم خلل في فهم الرحمة وعدم تعذيب أي كائن حي، حتى في حالة الإصرار على قتله لكف أذاه.

مفهوم العنف غير واضح في أذهاننا. الأمر لا علاقة له بالأمية، ولا بالتدين، ولكنه يرتبط بالعقل الجمعي الذي ينساق خلف إرادة مستهتر، فتنخرط المجموعة في هذا الفعل غير الإنساني الفاضح. قد يقول قائل، ثعلب ومات، ما الداعي للفلسفة؟! الحقيقة أن الاستهوان بهذه المظاهر، يؤشر إلى خلل عام يتجاوز قضية الثعلب وما سبقها من حوادث، إلى الإنسان.

الأب الذي سلخ فروة رأس ابنه الذي لا يتجاوز ثمانية أعوام، وتناقلت صورة هذه الفضيحة الإنسانية الفادحة كل وسائل الإعلام، هذا الأب هدفه أيضا تربية ابنه، بزعمهم.

التبرير للعنف، يجعلك تسير في الشارع وأنت تشعر بخوف. الكاتب أحمد أبو دهمان، قال في لقاء تلفزيوني معه إنه يعاني فوبيا قيادة السيارة في الرياض. هذه حقيقة. هناك عنف متبادل في الشارع. تهور في السرعة، استقواء، عدم احترام لإنسانية البشر وحقوقهم. كثيرون لا يعرفون أنهم يمارسون عنفا، هذا العنف يفضي إلى الضرر بأنفسهم وبالآخرين. ومع ذلك، يندر أن يعترف البعض بأخطائهم. هذه المشاهد الثلاثة تحتاج إلى معالجات تربوية واجتماعية وأمنية. إن الوعي الذي يهدره البعض، يكرس صورة غير إيجابية عن الفرد والمجتمع أيضا. إن إنسانيتنا هي المكسب الذي ينبغي عدم التفريط فيه، وعلى كل منا أن يحاسب نفسه ويكبح جماحها؛ … أنت دون الرحمة والمحبة واحترام حقوق من حولك، لا تساوي شيئا أبدا. هذه مسؤولية حضارية واجتماعية وثقافية، وهي قبل هذا مسؤولية وواجب ديني يفرط فيه كثيرون، ممن يجهدون أنفسهم في أداء العبادات، ولكنهم يفسدون كل هذا بسوء المعاملة مع خلق الله. وبعضهم يعرف هذا، ويكابر، والكبرياء رداء الشيطان.

المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2014/09/15/article_886967.html