قرقاش: الإرهاب ليس «داعش» فقط بل تيار الإسلام السياسي المتطرف

أخبار

90aa

أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن ما يسمى بالإسلام السياسي المتطرف، بات يشل مسيرة العديد من دول المنطقة نحو التقدم وبناء المؤسسات الشرعية ، مشددا على ضرورة أن تكون هنالك استراتيجية واضحة وشاملة للتصدي للإرهاب فالإرهاب ليس فقط «داعش» بل العديد من المنظمات المنتشرة في منطقتنا العربية.

وأشار معاليه في كلمة امام «مؤتمر الخليج العربي والتحديات الإقليمية» الذي بدأ أعماله أمس بالرياض وينظمه معهد الدراسات الدبلوماسية بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث في دبي إلى أن الأزمة التي يشكلها الحوثيون في اليمن تشكل بيئة خصبة لتدخل أطراف خارجية بغية وضع قدمها في المنطقة.

مجلس التعاون في منظور الإمارات

وقال معاليه إن منظومة دول مجلس التعاون أثبتت دورها المحوري في استتباب الاستقرار والأمن الإقليمي خلال الأعوام الماضية حيث أكدت على استعدادها على مجابهة التحديات المحلية وقدرتها على الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ الأمنية من خلال آلية درع الجزيرة للدفاع المشترك.
كما تناصر دول المجلس مبدأ الاعتدال وتناهض التطرف بكافة أشكاله وتدعو الى التسامح والتعايش وتقوم سياستها الخارجية على هذا المبدأ المعتدل.

وتابع: أبرز التطورات الراهنة تأثيرا على المنطقة والتي تشكل تحديا لكل من الأمن القومي وللرفاه الاجتماعي والاقتصادي تتمثل في أولا ما يسمى بالإسلام السياسي المتطرف الذي بات يشل مسيرة العديد من دول المنطقة نحو التقدم وبناء المؤسسات الشرعية حيث يواصل أتباعه في المضي قدما نحو أهدافهم دون الأخذ في الاعتبار الآثار السلبية طويلة المدى.

وفي هذا الإطار تبرز أهمية تمكين الفصائل المعتدلة على حساب تلك المتطرفة.

وقال إن الإرهاب يمثل الجريمة المتنامية والأعظم تهديدا للأمن القومي وأشد أنواعها.

وفي سياق التصدي لهذا التحدي الخطير لقد قامت دولة الإمارات باستضافة مركز «هداية» الذي يساعد المجتمع الدولي على بناء القدرات وتبادل أفضل الممارسات لمواجهة التطرف العنيف بكافة أشكاله.

كما وتستضيف دولة الإمارات أيضا «مجلس حكماء المسلمين» وهو أول هيئة دولية مستقلة تتكون من علماء من كافة الدول المسلمة ولضمان مجاراة الأحداث المتسارعة من حيث العمل على إجراءات احترازية اعتمدت دولة الإمارات مؤخرا قانونا اتحاديا بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية يجرم من تثبت عليهم تهمة التحريض على الإرهاب أو القيام بأعمال إرهابية.

كما وتؤمن بأهمية التنسيق الدولي وعليه فانها عضو فعال في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.

كما وتشيد دولة الإمارات باللجنة الدائمة التابعة لدول مجلس التعاون والمختصة بمكافحة الإرهاب والتي تم تأسيسها في عام 2006.

ونبه معاليه الى ان أخطر الجماعات الإرهابية تأثيرا حاليا ما يعرف بتنظيم «داعش» الذي عاث فسادا وقام بأبشع الجرائم في كل من سوريا والعراق.

وتابع : وترى الإمارات أن التحدي الذي يمثله الإرهاب ممتد وشامل من اليمن إلى مصر وليبيا وشمال أفريقيا ، لابد من أن تكون هناك استراتيجية واضحة وشاملة للتصدي للإرهاب فالإرهاب ليس فقط «داعش» بل العديد من المنظمات المنتشرة في منطقتنا العربية.

وأضاف ان التحالف الذي أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيله لمحاربة «داعش» اثناء قمة الناتو في ويلز والاجتماع الوزاري المهم في جدة يعتبر خطوة إيجابية للبدء بالتصدي للأعمال اللاإنسانية كما يجب اتخاذ خطوات جذرية أيضا من قبل المجتمع الدولي والدول المتضررة نفسها من حيث تمكين المعتدلين والتحرك بشكل فعال وسريع لاستئصال بؤرة التهديد وضمان وجود آلية تمنع حدوث تلك الجرائم على المدى البعيد وتوحد الفصائل المعتدلة المختلفة في مواجهة تلك الأخطار، فلا يمكن أن نتصدى لفصيل في بلد ونتحدث معه في بلد آخر.

وتابع معاليه: إن الأزمة التي يشكلها الحوثيون في اليمن تعد نموذجا سلبيا لتفاقم الأوضاع وفرض واقع عن طريق التمرد على السلطة الشرعية.

وفي هذا الإطار يجب التأكيد على أهمية أن يلعب المجتمع الدولي دوره بشكل مسؤول لإحلال الاستقرار في اليم ، وأن نلعب نحن أصحاب المبادرة الخليجية دورا ديناميكيا فاعلا لحماية اليمن واستقراره.

تحديات تواجه المجلس

ونوه معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى أن هناك تحديات من شأنها أن تقوض وحدة دول المجلس وأمنه القومي تشمل أولا التطرف الديني الذي يتعارض مع خصائص الدين الإسلامي والمجتمعات المتحضرة.

ولا يشكل خطر التطرف قصير المدى فقط بل يتعداه ليصبح قنبلة موقوتة تهدد المنطقة حيث يشكل العائدون من مناطق الصراع تهديدا حقيقيا للمجتمعات بافكار متطرفة تدعو الى الاختلاف والكراهية.

ومن جانب آخر فان الجماعات المتطرفة تعزز نفوذها في بيئة فوضى وعدم استقرار وتتخذ منها قاعدة انطلاق ولقد هددت «داعش» مرارا وتكرارا بتمددها الى دول مجلسنا وتبقى عيوننا الساهرة يقظة لأي محاولة لسحبنا الى هذه الدوامة التي ندرك خطرها اللامتناهي.

وأشار معاليه في معرض طرحه للتحديات إلى «الطموحات في فرض الهيمنة من قبل الدول الإقليمية والذي بدأ عقب انسحاب القوى العظمى من المنطقة والذي نراه متمثلا في احتلال إيران للجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى حيث تعتبر هذه المسألة نقطة خلاف رئيسية.

وتسعى دولة الإمارات إلى إيجاد حل سلمي لهذا النزاع إما عن طريق المفاوضات المباشرة أو من خلال اللجوء الى التحكيم الدولي.

ولكن ايران لم تستجب من خلال إجراءات ملموسة حتى الآن».

وفي سياق آخر من أشكال فرض إسرائيل لهيمنتها بالقوة وما قامت به من اعتداء سافر على غزة مؤخرا مما أدى الى سقوط العديد من المدنيين الأبرياء وانوه في هذا السياق بالدبلوماسية المصرية والتي تستحق الإشادة.

تحصين المجلس من الاستقطابات

وقال معاليه: ولا يسعني الا أن أصارحكم ونحن نمر بأزمة حادة في مجلسنا هذا مؤكدا أن تحصين المجلس من الاستقطابات والصراعات العربية أساسي للعمل والبناء نحو المستقبل فالعمل السياسي والجماعي المشترك أساسه الثقة والتعاون آملا أن يكون هذا طريقنا دائما.

ويتبع المجلس نهجا واضح المعالم أساسه أولا الوحدة وعدم التدخل حيث يعمل نحوها عن طريق دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك نحو مزيد من التكامل واما على النطاق الأمني فيعمل على تحصين البيت الخليجي من خلال سياسات توافقية مثل تلك المشار اليها في آلية تنفيذ وثيقة الرياض.

كما يعارض المجلس كافة اشكال التدخل الخارجي المتمثل في دعم المعارضة أو توفير منابر لوجهات النظر المزعزعة للاستقرار.

وان أي تحد يواجه دولة من دول المجلس يعتبر تحديا للمجلس نفسه.

ولم تلعب دول المجلس دورها فقط في السنوات القليلة الماضية بل وملأت الفراغ السياسي والأمني الذي سببته احداث 2011 بكل فاعلية.

فلقد دعت المجتمع الدولي الى سرعة وضع حد للعنف في ليبيا عن طريق التدخل الدولي.

وفي اليمن عملت على وضع مبادرة افضت الى انتقال سلمي للسلطة في السلطة ثم وضعت آلية تنفيذية براغماتية.

وأثبتت أن قوة الردع التي اسستها على أهبة الاستعداد والجهوزية حيث أدت واجبها في البحرين بكل جدية وتفان.

ولاحلال توازن أكبر للقوى قررت توسيع عضوية المجلس لتشمل الأردن والمغرب وطرح خادم الحرمين رؤية متقدمة نحو اتحاد جامع نأمل أن يمثل هدفنا لقياداتنا في الفترة القادمة.

وفي ختام كلمته قال معاليه إن دول مجلسنا ستعمل جاهدة على مواصلة ترجمة سياساتها تجاه هذه التحديات بمواقف تتعامل مع التداعيات بشكل مستبق واحترازي وسريع لضمان عدم استقطاب أهم ثروة لدينا شبابنا جيل المستقبل فبدونهم لا تقدم ولا ازدهار.

وسيستطيع مجلسنا من خلال التماسك حول قيمه ومبادئه المشتركة على ضمان بقائها كواحة للاستقرار والأمل وشريك استراتيجي موثوق به في وسط إقليم مضطرب.

ان مصيرنا واحد وامل شعوبنا واحد فلنعزز عملنا المشترك بما يواكب التطلعات المتوقعة نحو غد واعد واكثر اشراقا.

وكان قرقاش قد استهل كلمته مثمنا قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في ظل أزمة عاتية تمر بها دول مجلس التعاون والمنطقة .

مشيرا إلى أن حكمة خادم الحرمين وصبره مخزون لا ينضب.

وقال إنه من خلال رؤية خادم الحرمين الشريفين فيما يتعلق بدول مجلس التعاون ومحيطها العربي ندرك تمام الادراك أن هذا التكتل الفاضل سيتمكن من أن يلعب دورا جوهريا في إعادة بناء الوسطية والاعتدال.

(الرياض – وام)