معارك دامية بصنعاء والحوثيون يشترطون منفذا بحريا مستقلا

أخبار

متظاهرون حوثيون

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية مطلعة في صنعاء أن المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر حمل مزيدا من المقترحات والمطالب عقب لقائه بزعيم المتمردين الحوثيين، عبد الملك الحوثي، في صعدة أول من أمس (الأربعاء)، وأن هذه المقترحات تجري دراستها من قبل الرئاسة اليمنية، في الوقت الذي اشتد فيه القتال في صنعاء بين الحوثيين وقوات الجيش، في ظل المساعي للتهدئة التي يقوم بها المبعوث الأممي. وتشير المصادر إلى أن الحوثيين رفعوا سقف مطالبهم التي تطرح بصورة غير معلنة كحصولهم على منفذ بحري مستقل وهو ميناء ميدي قرب الحدود اليمنية – السعودية، إضافة إلى رفضهم أن ينفرد الرئيس عبد ربه منصور هادي باختيار وزراء للوزارات السيادية، هذا عوضا عن مطالبتهم بوزارة التربية والتعليم وبالوجود المسلح والدائم في بعض مناطق العاصمة صنعاء.

وقال جمال بنعمر، في بيان مقتضب «التقيت عبد الملك الحوثي في إطار مشاوراتي مع جميع الأطراف المعنية من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة الحالية، وبحثت مع السيد الحوثي الحلول التي يمكن أن تحظى بتوافق جميع الأطراف وتكون مبنية على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وكان الاجتماع الذي استغرق ثلاث ساعات إيجابيا وبناء. المشاورات ستستمر وأتمنى أن تفضي إلى نتائج إيجابية».

على صعيد آخر، تحولت شوارع الأحياء الغربية للعاصمة صنعاء إلى ساحة حرب شوارع بين لجان شعبية بمساندة الجيش وميليشيات الحوثيين، سقط فيها عشرات القتلى والجرحى أغلبهم من الحوثيين، فيما شهدت المنطقة نزوحا للمدنيين بعد اشتداد المعارك هناك، فيما التزمت وزارة الدفاع الصمت تجاه الأحداث التي تشهدها العاصمة ومعسكرات الجيش.

وذكر سكان محليون في المنطقة، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين هاجموا صباح أمس نقطة عسكرية وانتشروا في منطقة شملان وشارع الثلاثين، بعد أوامر من قيادات المنطقة العسكرية السادسة للجنود بالانسحاب من النقاط العسكرية هناك، وهو ما سهل دخول الحوثيين للمنطقة. وقال أحد السكان ويدعى كمال «إن الوضع في منطقة شملان تحول إلى أرض معركة تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة، وهناك عشرات الجثث متناثرة في الطرق الرئيسة والفرعية خاصة في شارع الثلاثين، وحارة السلام، والمفرق وجولة المنيعي، والخانق والأعناب»، مشيرا إلى أن الحوثيين اقتحموا منازل السكان في محيط «تبة الشيخ صادق» نسبة إلى الشيخ القبلي المشهور صادق الأحمر، ويقع بالقرب منها مقر للمخابرات اليمنية، كما اعتلوا عمارة قيد الإنشاء تطل على التبة وأطلقوا النار على جنود الجيش المتمركزين أعلى التبة. وأوضح كمال أن أبناء الأحياء شكلوا لجانا شعبية لمساندة الجيش وهاجموا مسلحي الحوثيين وأجبروهم على التراجع في شارع الثلاثين الذي يبعد عن منزل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بضعة كيلومترات. وأكدت مصادر محلية أن الحوثيين أطلقوا قذائف هاون على جامعة الإيمان التي يديرها الشيخ عبد المجيد الزنداني، القيادي البارز في حزب الإصلاح. وأكد شهود عيان أن جامعة الإيمان عززت مداخلها بمسلحين مدنيين لحمايتها بعد إعلان الحوثيين نيتهم اقتحامها.

وأكدت مصادر محلية أن جميع شوارع منطقة شملان وشارع الثلاثين أغلقت بالكامل، مع وصول تعزيزات عسكرية، فيما أرسل الحوثيون العشرات من المسلحين إلى المنطقة في محاولة للسيطرة على المنطقة بشكل كامل. وفرت عشرات الأسر من المنطقة بعد اشتداد المعارك ووصول القذائف إلى منازلها، فيما لم تتمكن أسر أخرى من الخروج خوفا على حياة أفرادها بعد تحول منطقتهم إلى حرب شوارع. وكانت المنطقة شهدت قبل يومين مواجهات عنيفة بين الجيش والحوثيين، أسفرت عن مقتل أكثر من 47 شخصا أغلبهم من المدنيين والعسكريين.

وفي جنوب العاصمة، هاجم مسلحو الحوثيين معسكرا لقوات الاحتياط (الحرس الجمهوري المنحل) ليل الخميس في منطقة حزيز التي تعيش هي الأخرى مواجهات متقطعة منذ الأسبوع الماضي، واندلعت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين بعد إطلاق الحوثيين الذين يتمركزون في منازل سكان المنطقة المقابلة لمعسكر «ضبوة» قذائف هاون، وهاجموا مواقع الجيش بالأسلحة الرشاشة، وهو ما أجبر الوحدات العسكرية على الرد بقصف المسلحين الذين فروا إلى مناطق بعيدة، فيما نفى الحوثيون مهاجمتهم للمعسكر واتهموا طرفا ثالثا بالهجوم ممن سموهم «التفكيريين والقاعدة».

من ناحية ثانية، أحبطت السلطات الأمنية اليمنية في شرق البلاد عملية لسرقة فرع للبنك المركزي. وكشفت السلطات الأمنية اليمنية أن أجهزة الأمن في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة أحبطت مخططا لسرقة خزينة فرع البنك المركزي بالمحافظة عبر حفر نفق من مبنى مجاور لمبنى البنك إلى أسفل الخزنة. وقد اكتشفت السلطات المخطط في اللحظات الأخيرة، ولكن من كان يقوم بهذه العملية تمكن من الفرار، وما زالت السلطات تبحث عن الأشخاص الذين كانوا يستأجرون الغرفة التي جرى من خلالها الحفر إلى أسفل خزنة البنك.

وقال مدير عام شرطة شبوة، العميد عوض سالم، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إن «الأجهزة الأمنية بمديرية عتق وبعد تحريات أمنية شديدة قامت بها تمكنت من اكتشاف نفق كبير تم حفره من إحدى الغرف السكنية المؤجرة والتي تقع بجوار فرع مبنى البنك باتجاه فرع البنك بهدف سرقة خزينته». وأوضح أن «التقرير الفني والجنائي لموقع الجريمة قد حدد أن النفق تم حفره على عمق ثلاثة أمتار من سطح الأرض، ويبلغ طوله ثمانية وعشرين مترا ونصف المتر، ويبلغ ارتفاعه مترا وعشرين سنتيمترا، وعرضه نحو ثمانين سنتيمترا». ولفت إلى أنه « لولا عناية الله ويقظة الأجهزة الأمنية بالمديرية لتمكنت العصابة الإجرامية التي تقف وراء هذا المخطط من نهب الخزينة المركزية لفرع البنك»، مؤكدا أن «الحفريات في النفق كانت وصلت إلى تحت الخزينة تماما».

يذكر أن عددا من البنوك اليمنية وسيارات البريد تعرضت في الفترة الأخير لعمليات سطو، في حين يعتقد أن تنظيم القاعدة متورط في هذه الحوادث من أجل تمويل عملياته في أكثر من محافظة يمنية وبالأخص في جنوب البلاد.

صنعاء: عرفات مدابش – الشرق الأوسط