الغذامي ودكاترة المضمضة والاستنشاق

آراء

ـ في محاضرة الدكتور عبدالله الغذامي «ما بعد الصحوة .. التعددية الثقافية» بنادي أبها الأدبي، تذكرت مقولة الفيلسوف سقراط «تكلم حتى أراك»، إذ بالفعل رأينا العجب حينما تناوب بعض أساتذة جامعة الملك خالد على المداخلات، التي لم يكن لها علاقة إلا بما يتوهمونه هم عن الحياة الثقافية..

ـ لقد أجهزوا في ذلك المساء على وهمنا الكبير، الذي كنا نتمسك به، أن ثمة في هؤلاء من يستحق فعلاً أن يكون أكاديمياً واسع الأفق، وقادراً على انتقاء المفردات الصالحة لأن تقال في محاضرة نقد ثقافي؛ فضلاً عن إظهارهم عدم القدرة على البقاء في صلب الموضوع، أي موضوع دون الخروج به إلى حواشي الإرشاد الوعظي.

ـ الغذامي لم يأت بجديد في تلك الليلة؛ لكنه كان رائعاً فقط في طريقة العرض وربط الأفكار ببعضها، ومع ذلك رأينا دكاترة جامعة الملك خالد المتخصصين في اللغة العربية ينحازون بشكل واضح إلى عالم المضمضة والاستنشاق وزيد يضرب عَمراً دون أسباب مقنعة.

ـ طبعاً لا أقارن بين الغذامي وبين هؤلاء المحترمين؛ لكنني كنت أتوقع أن دكاترة جامعة الملك خالد أفضل حالاً مما كنت أسمعه عنهم.. لكن للأسف تبين أن كل ما يقال لم يكن إلا بعض البعض مما رأيناه وسمعناه من حشرجات صوتية لا تليق بأضعف أستاذ جامعي يمكن أن تتصوره.

ـ الوحيد الذي حفظ ماء وجه المداخلين من جامعة الملك خالد ممن حضروا في ذلك المساء، هو الدكتور اليمني الحميري.. أشعرنا فعلاً أنه أكاديمي ومثقف ولديه قدرة على العيش في عصره تماماً.. أما البقية فإنني أرجوهم أن يحتملوا صراحتي ويراجعوا أنفسهم بجدية، والله الهادي إلى سواء السبيل.

المصدر: الشرق

http://www.alsharq.net.sa/2014/09/20/1221303