عبدالله فدعق
عبدالله فدعق
داعية إسلامي من السعودية

..ونحن كذلك “فوق بيتنا علم”

آراء

قبل سنتين ذكر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، أنه في العام الماضي أرسل لي عبر “تويتر” حسن المزروعي فكرة إطلاق حملة “فوق بيتنا علم”، وأعجبت سموه الفكرة، وأطلقها عبر “تويتر”، وطارت بها مواقع التواصل، ولاقت الصدى العجيب، والاستجابة الفورية.

وفي السنة التالية، ذكر سموه أن الكثيرين اقترحوا إعادة الحملة، وأبى أن يستبقها قبل القيام بزيارة حسن بن عبدالله المزروعي في منزله لشكره، ويرفع معه العلم.

الإماراتي الشاب ذكر القصة بطريقة جميلة أخرى؛ قائلا: إن سمو الشيخ تمنى قبل ثلاث سنوات عبر حسابه الشخصي في “تويتر”، وبمناسبة الاحتفاء باليوم الوطني الأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة مغردا وقائلا: “أتمنى أن نرفع علم الإمارات فوق كل بيت”، ويضيف أني منذ أن قرأتها تشجعت لتحقيق الأمنية، وفي أقل من ساعة أطلقت حملة سميتها “فوق بيتنا علم”؛ لتشجيع رفع العلم الإماراتي فوق المنازل، وبعدها أعاد سموه التغريدة لمتابعيه، مشجعا وداعما، وسرعان ما حققت الحملة في البلد الشقيق نجاحا كبيرا، وأصبحت كل البيوت في شرق الإمارات وغربها متزينة بالعلم الإماراتي، فحققت نجاحا فاق كل التوقعات، ورفعت الأعلام بمختلف الأحجام في مشهد بهيج.

فكرت وعائلتي ومن يعز علي في النجاح الذي حققته المبادرة الإيجابية الإماراتية، ووجدنا جميعا جميل التشبه بالإخوة هناك، خاصة وأننا نعيش الاحتفاء بعد غد بيومنا الوطني المجيد، وبالفعل قمنا بالتواصل مع مصمم متخصص، ليجهز لنا علمنا السعودي الخفاق، وجهز علما طوله عشرة أمتار، وعرضه أربعة، ورفعناه بفخر فوق بيتنا، وبدا البيت لا كالبيت الذي نعرفه، بهجة وجمالا، والفرحة باليوم الوطني ومنجزات البلاد تضاعفت على كل الوجوه.

أتمنى أن يقوم كل فرد يعيش على هذا الثرى الطيب برفع علم البلاد فوق بيته، ومن شرفات سكنه، مستشعرا حلاوة الفرحة باليوم الوطني، عادّا أن هذا التعبير هو من أقل ما يمكن تقديمه لبلاده، دون فضل أو منة منه.
الوطنية والمسؤولية تجاه الوطن الذي قدم لنا الكثير أمر في غاية الأهمية، ورفع العلم تعبير وطني جدا، خاصة ونحن نمر بما نمر به من مكائد، يعيها من يتابع مجريات الأمور.

أتمنى أن أرى “الخفاق الأخضر” مرفوعا على كل البيوت، وأن نراه واقعا تلمسه العيون، وتراه القلوب، وأن نصونه ونحافظ عليه بعد تعليقه؛ فالمحافظة عليه أمر لازم؛ لأنه من أهم رموزنا الوطنية، إن لم يكن الأهم.

أتمنى من كل قلبي أن أرى الأعلام تعلو منازلنا، ولا يبقى فينا أي مواطن، أو مقيم إلا ويقول: “فوق بيتنا علم”. أتمنى أن تسهم المكتبات، ومحلات الخياطة في تجهيز الأعلام للناس. أتمنى أن تسهم المؤسسات الحكومية، والمؤسسات الأهلية في تقديم الأعلام للناس ليرفعوها فوق دورهم. وأتمنى أن يتناسب حجم العلم مع حجم المنزل ليكون واضحا وشامخا.

المعذرة إن تأخرت في مقالي، ولكن صدقوني ومن تجربة أن تأثير رفع العلم فوق الدور له تأثيره الإيجابي الكبير في النفس، والتجربة هي البرهان، والذكرى الـ84 ليومنا الوطني لا بد وأن تكون مميزة، ورفع الأعلام إلى السماء أتمنى أن يكون السائد بيننا.

خاتمة عتيقة:
“يالله يا والي تحفظ ملكنا
تحفظ ولي عهده، تحفظ وطنا
وتعيش مليكي، وإنت أملنا
والوطن في مجده هو خالدنا
الله يبارك في مستقبلنا
حقِّق لنا العزة، وننول أملنا”.

المصدر: الوطن أون لاين
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=23096