«الصرفة» بشرى لأهل الإمارات بانصراف الحر وتلاشي الرطوبة

منوعات

«الصرفة» نجم من نجوم الخريف، عدد أيامه 13 يوماً، ويعرف بأنه نجم مضيء حول نجوم صغار من النجوم الشامية تسمى قلب الأسد.

يستبشر أهل الإمارات بنجم «الصرفة»، لانصراف الحر عند طلوعه غدوة «أي فجراًا» وفيه لا يتساوى الليل بالنهار، بل يكون متقارباً.

يذكر إبراهيم الجروان باحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية المشرف العام للقبة السماوية بالشارقة، أن نجم الصرفة يعتدل فيه الجو نهاراً، وتزداد برودته في الليل، وتختفي فيه السحب القادمة من جهة الشرق إلى الغرب، وتتلاشى الرطوبة والسموم.

ويضيف: في منتصفها تبدأ ظهور السحب والمزن من جهة الغرب وغالبًا ما يكون في نوئها مطر وريح، وتبرد فيها درجة حرارة الماء صباحا، ويبدأ في نهايتها دخول أيام مطر الوسمي المنبت للكمأ.

وقال الجروان: الصرفة هو النجم الرابع والأخير من نجوم الصفري التي كان فيها نهاية موسم الغوص الكبير الذي هو موسم «القفال»، أي عودة الغواصين من رحلة البحث عن اللؤلؤ، وتزرع فيه الخضراوات الشتوية، وفيه يبدأ الدر الخمسين من «العشرة الخامسة» من سنة سهيل.

وأضاف الجروان: يعتبر طالع الصرفة أحد المنازل القمرية، وهي نجوم يقطعها القمر في مساره الظاهري في السماء، تطلع صبيحة يوم 3 من أكتوبر وقت الغداة «وهو الوقت بين الفجر وطلوع الشمس» من الجهة الشرقية، مشيراً إلى أنه يربط العرب طلوع هذه المنازل بالملامح المناخية والمظاهر الطبيعية السائدة خلال فترة تقارب 13 يوما وهي الفترة بين طلوع المنزلة إلى طلوع المنزلة التالية من المنازل القمرية وعددها 28 منزلة، تقطع الشمس كل منزلة في 13 يوماً، ويقطع القمر كل منزل في ليلة.

وأشار الجروان قائلاً: طالع الصرفة آخر نجوم مجموعة الأسد أو برج الأسد، وهو المجموعة النجمية التي رآها الأقدمون على هيئة الأسد وحاكوا حولها الأساطير، ويتابع: الصرفة آخر نجوم «موسم سهيل»، وهي أربع نجوم «الطرف أو الطرفة، الجبهة، الزبرة، وأخيرا الصرفة» التي قال عنها العرب بأنها «ناب الدهر»، هي بموقع ذنب ذيل الأسد في المجموعة النجمية المسماة بالأسد.

وعن السمات المناخية المصاحبة لوقت طلوع الصرفة، يلفت الجروان موضحاً: هو مقدمة لدخول الوسم أول أنواء المطر النافع، والبعض يطلق عليها قلائد الوسم، كما يطرأ تغيير في درجة الحرارة في الليل ويكون مقبولاً في النهار، وتهب الرياح الشمالية الغربية معلنة دخول الجبهات الباردة أجواء الجزيرة العربية، وقد تثار الزوابع الترابية عند التقائها بجبهات دافئة، حيث تتلاشى السموم أو الرياح الحارة والجافة، وتستمر الرطوبة العالية، والضباب بالتكون صباحاً، وتبدأ السحب القادمة من الشمال بالتوافد فيما تنقطع سحب الجنوب.

أما الظواهر الطبيعية المصاحبة لوقت طلوع الصرفة، فيكون ظل الزوال (4-6) أقدام، تكثر خلالها الأمراض الموسمية المتعلقة بتغير درجة الحرارة الإنفلونزا والحمى والزكام، كما تستمر هجرة الطيور من المناطق الشمالية الشرقية الباردة الى الأجواء المعتدلة الطقس في الجزيرة العربية، ومنها طيور الحباري والسمن والكروان، وتنقل فيه الشتلات الزراعية وينضج الرمان والزيتون، ويطيب الصيد البحري لاقتراب الأسماك من السواحل.

هناء الحمادي (أبوظبي) – الاتحاد