كوباني عاصية وقادة التحالف يلتقون في واشنطن قريباً

أخبار

شنت قوات التحالف الدولي 6 غارات جوية على مقاتلي «داعش» قرب مدينة كوباني المحاصرة أمس وأصابت له موقعاً عسكرياً ووحدتين قتاليتين صغيرتين وألحقت أضراراً بمنشأة قيادة وتحكم ودمرت ثلاث شاحنات في الوقت الذي تمكن المقاتلون الأكراد من صد هجمات عدة على المدينة التي بات قسم كبير منها في قبضة التنظيم الإرهابي، في موازاة اجتماع يعقده القادة العسكريون في الدول المشاركة في التحالف الدولي، في قاعدة اندروز الجوية قرب واشنطن الثلاثاء لبحث مسار الحملة الجوية.

وسيقدم الجنرال لويد أوستن قائد القيادة الوسطى تقريراً حول الضربات بصفته المشرف على الحملة .

وقال مسؤولون لـ«فرانس برس»، إن الدول الأوروبية الشريكة في التحالف والسعودية والأردن والإمارات والبحرين وقطر ستحضر الاجتماع اضافة الى قائد الجيش الأسترالي .

في هذا الوقت ذكر مصدر كردي أن مقاتلين أكراد يدافعون عن بلدة عين العرب «كوباني»شمال سوريا تمكنوا من صد سبعة هجمات لتنظيم «داعش».

وأوضح رئيس هيئة الدفاع في المدينة عصمت حسن لوكالة الأنباء الكردية «ويلاتي»، إن مقاتليه تمكنوا أمس من إحباط هجومين انتحاريين على الأقل من قبل مقاتلي التنظيم الإرهابي بالقرب من وسط كوباني.

وقال الناشط الكردي فرحات الشامي لوكالة الأنباء الألمانية هاتفيا من ارض المعركة، إن الإرهابيين كثفوا هجومهم الليلة قبل الماضية، ويخوضون قتالاً جنوب وغرب وشرق الجيب مشيراً الى أن هناك قتالاً عنيفاً في مختلف أنحاء «كوباني» من جميع الجهات، لكن الأعنف في الشرق.

وقالت آسيا عبدالله الرئيسة المشتركة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الموالي لحزب العمال الكردستاني لوسائل الإعلام المحلية، إن «المقاتلين الأكراد سيبقون صامدين لأشهر.

وسيقاتلون حتى آخر قطرة دم بين صفوفهم».

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أمس، إن مسلحي التنظيم شنوا هجوماً «كبيراً» من جهة الجنوب عند منتصف الليل في محاولة لبلوغ وسط المدينة، إلا أن المقاتلين الأكراد نجحوا في صدهم ، مشيراً الى أن الهجوم تخللته اشتباكات عنيفة دامت «نحو ساعة ونصف الساعة بين المسلحين المتطرفين ومقاتلي (وحدات حماية الشعب) الكردية الذين يستميتون منذ اكثر من ثلاثة أسابيع في دفاعهم عن المدينة».

وتابع: «هناك محاولات متواصلة من قبل داعش للتقدم نحو وسط المدينة» في وقت تشن في مقابل ذلك مجموعات من «وحدات حماية الشعب» الكردية «عمليات نوعية تشمل عمليات تسلل في شرق عين العرب لقتل عناصر من التنظيم والعودة إلى مواقعها بعد ذلك» .

ورأى عبدالرحمن أن «السيطرة على المربع الأمني تتيح لعناصر التنظيم التقدم نحو المعبر الحدودي مع تركيا إلى الشمال من المدينة»، مشيراً إلى أن السيطرة على المعبر «تعني محاصرتهم المقاتلين الأكراد في عين العرب» من الجهات الأربع.

وحثت القوات الكردية المدافعة عن «كوباني» التحالف على تكثيف الهجمات الجوية على مقاتلي «داعش».

وقال المرصد، إن القوات الكردية تواجه هزيمة حتمية في «كوباني» إذا لم تفتح تركيا حدودها للسماح بدخول السلاح إلى المدينة، وهو ما يبدو حتى الآن أن أنقرة ترفضه.

وقال ضابط عسكري كردي تحدث إلى «رويترز» من «كوباني»، إن التنظيم جلب مزيداً من الدبابات والمدفعية الثقيلة إلى الخطوط الأمامية، وإن المعارك التي تدور من شارع إلى شارع تجعل من الصعب على الطائرات الحربية استهداف مواقع «داعش».

وقال عصمت الشيخ رئيس مجلس الدفاع عن «كوباني»: «لدينا مشكلة، وهي الحرب التي تدور بين المنازل».

وأضاف : «الضربات الجوية تفيدنا، ولكن (داعش) تستقدم دبابات وقطع مدفعية من الشرق.

لم نكن نرى معهم دبابات، ولكن شهدنا أمس الأول دبابات تي – 57».

وقال صحفي من «رويترز» يراقب الجانب التركي من الحدود، إن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من «كوباني» أمس، وكانت أصوات التراشقات بالنيران شبه متواصلة مع احتدام المعارك.

وقال مصطفى عبدي في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»: «نسمع أصوات اشتباكات لا تتوقف».

وشدد على أن «لا أحد من المقاتلين ملزم البقاء، لكن الجميع لا زالوا هنا، وقد قرروا أن يدافعوا عن المدينة حتى آخر طلقة».

بدوره، حض زعيم اكبر حزب كردي في سوريا تركيا على السماح بمرور أسلحة إلى كوباني، مؤكداً أنها لا تشكل «تهديدا لها».

وقال صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي: «نحن بحاجة ماسة لمساعدة تركيا»، مضيفاً «سيكون أمراً جيداً لو تفتح حدودها بأسرع وقت ممكن لمرور الأسلحة إلى المدافعين عن كوباني».

لكنه رفض قطعياً في مقابلة مع قناة «الميادين» دخول الجيش التركي إلى عين العرب، معتبراً ذلك «احتلالاً».

إلى ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز التعاون الدولي في التصدي لتنظيم «داعش» بعد سيطرته على مقر قيادة القوات الكردية في مدينة عين العرب.

وجاء في بيان للمتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون «نحن قلقون جداً من الوضع الأمني والإنساني في (كوباني) وفي بقية المنطقة الكردية المعلنة من طرف واحد في سوريا».

وأوضح أن «سكان كوباني أظهروا للأسرة الدولية عزمهم على استعمال كل الوسائل من أجل حماية حقوقهم الأساسية وقيمهم والصمود ومقاومة القمع»،و أن الاتحاد الأوروبي «يدين بشدة التنظيم وهجومه على كوباني وما زال عازماً على القيام بدوره كاملاً في الحرب ضد التنظيم».

وأشار البيان إلى أن «ن على الاتحاد الأوروبي وتركيا والشركاء الإقليميين والدوليين الآخرين المزيد من التعاون من أجل عزل واحتواء تهديد تنظيم داعش»، إضافة الى دعم الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها الموفد الخاص للأمم المتحدة في سوريا ستيفان دي مستوره من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا».

(عواصم – وكالات)