خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

نقاشات أمة يتجاوزها الزمن!

آراء

ظهرت أخبار حول إمكانية الترخيص لدور العرض السينمائية في البلاد ولكن ذلك لا يعني أن دور السينما سوف تصبح أمرا واقعا في بلادنا لعدة أسباب أهمها أن صوت العقل والمنطق لا قيمة له أمام سطوة العناد الأجوف فمهما حاولت أن توضح بأن الأفلام الخاضعة للرقابة التي تعرض عبر دور السينما أفضل من الأفلام غير المراقبة التي تعرض عبر القنوات التلفزيونية المشفرة وغير المشفرة أو عبر الإنترنت فإن ذلك لا يعني شيئا لقوى العناد والتغطرس التي ترى في الاحتكام إلى المنطق انتصارا لخصومها الوهميين معتمدة في غطرستها هذه على رأي قطاع عريض من المجتمع سوف يردد عبارته السلبية المأثورة: (وهل انتهت مشاكلنا كي نناقش مسألة السينما؟)، ما هو الحل في هذه الحالة؟، الحل هو أن يتدخل العالم المتقدم دون قصد ويبتكر اختراعا تكنولوجيا يجعل دور السينما من التراث بحيث يتمكن الناس من مشاهدة السينما بصورة فردية أو جماعية دون حاجة للمتغطرسين تماما مثلما انعدمت الحاجة لمحلات الفيديو التي أحرقها المتشددون في يوم من الأيام.العالم اليوم يسعى للتخلص من مهنة الكاشير في السوبر ماركت بعد تطوير تقنيات ما يمكن تسميته بـ(الكاشير الآلي) التي يجرد البضائع التي يرغب الزبون بشرائها ويقبض الثمن ويرجع الباقي للزبون، في الوقت الذي أضعنا فيه وقتا طويلا في النقاش حول شرعية عمل المرأة في الكاشير وسط صرخات تحذر من الفساد الذي سيعم البلاد لمجرد أن امرأة أرادت أن تعتمد على نفسها وتعمل في مهنة شريفة تحت ضوء الشمس، لم يلم المجتمع المتشددين على صراخهم وغطرستهم بل وجهوا اللوم لمن وقفوا في وجه تشددهم تحت شعار: (هل انتهت مشاكلنا لنناقش مسألة الكاشير؟).والحالة نفسها يمكن إسقاطها على الجدل العقيم حول أحقية المرأة بقيادة السيارة حيث نجحت تجارب تصميم سيارة بدون سائق في عدد من دول العالم وسوف يتم تطوير هذه التجارب دون شك، فنشاهد هذه السيارة في الأسواق بعد عدة سنوات بينما ينشغل المتشددون بقلب الحقيقة الشرعية الواضحة التي تتلخص في أن قيادة المرأة للسيارة بنفسها أفضل من ذهابها مع سائق أجنبي، ومثلما يحدث في كل قضية لن يلوم أحد هؤلاء المتشددين على تعطيل حركة التاريخ بل سيلام من يحاول مواجهة عنادهم الأجوف حيث سيردد الكثيرون السؤال الانهزامي المكرر: (هل انتهت مشاكلنا كي نناقش مسألة قيادة المرأة للسيارة؟)!.لن تنتهي مشاكلنا، ولن يلتفت إليها أحد، والمجد كل المجد للتكنولوجيا وللعالم المتقدم الذي لا يتوقف عند صغائر الأمور ويحولها إلى معارك مصيرية، هكذا يبدع.. وهكذا يبتكر.. وهكذا يحل مشاكلنا دون قصد!.

المصدر: عكاظ

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20141029/Con20141029731648.htm