«الإدمان الرقمي» للسائقين والمشاة يدق ناقوس الخطر

منوعات

1568235970

أكد العميد متقاعد حسن الحوسني أمين السر العام لجمعية الإمارات للسلامة المرورية أن التطور الهائل الذي طرأ على استخدام التقنيات الحديثة في الاتصال في عصرنا انعكس بشكل مباشر على مستخدمي الطريق محلياً وعالمياً سواء كانوا سائقين أو راكبين أو مشاة مما يشكل عاملاً مضافاً لمسببات حوادث الطرق الأمر الذي يحتم علينا ضرورة دراسة الانعكاسات السلبية (للإدمان الرقمي) على سلوك مستخدمي الطرق ومؤهلاتهم النفسية وتأثير ذلك على قدرة نشاط العقل البشري والاستقرار الذهني للدماغ والتركيز أثناء القيادة.

وقال في تصريح لـ(البيان): إنه وفقاً للدراسات فإن ردة فعل السائق الشاب الذي يتحدث في الهاتف أو يستخدمه في كتابة رسالة نصية تكون بطيئة وتساوي ردة فعل مسن في السبعين من عمره إضافة إلى أن السائق الذي يتحدث بالهاتف أثناء القيادة أكثر عرضة لارتكابه حادث بـ4 مرات من السائق غير المتحدث في الهاتف.

وأضاف الحوسني: إن ظاهرة الإدمان الرقمي المتمثلة في استخدام الهواتف الذكية وتطبيقاتها خلال استخدام الطرق أصبحت منتشرة بشكل خطير الأمر ليس فقط بين السائقين وإنما بين المشاة ما يعرضهم لخطر الدهس وغيرها من الحوادث مما يستدعي دق ناقوس الخطر خاصة مع وقوع عدد من الحوادث التي راح ضحيتها شباب في مقتبل العمر بسبب هذه التقنيات.

وأوضح أنه وفقاً لإحصائيات وزارة الداخلية يشكل الانحراف المفاجئ أحد أهم أسباب الحوادث المرورية، حيث تؤكد الدراسات أن الانحراف يعد من أهم أسبابه إيضا استخدام وسائل الاتصال الحديثة خلال القيادة ومنها ظاهرة التصوير (السلفي) أو التحدث بالهاتف أو استخدام التطبيقات الذكية مثل الفيس بوك وغيرها خلال القيادة.

قواعد وأصول

وأكد الحوسني أنه بالرغم من الفوائد الكثيرة لهذه التقنيات ووسائل الاتصال إلا أن استخدامها والتعامل معها لابد من أن يخضع لقواعد وأصول تكفل استخدام هذه التقنيات بكفاءة وفاعلية دون أن تؤدي إلى انشغال مستخدم الطريق وتشتيت تركيزه أثناء حركته على الطريق.

وأوضح أمين سر جمعية الإمارات للسلامة المرورية أن استخدام الهاتف المتحرك وإجراء عمليات التحدث «الشات» أو كتابة الرسائل النصية أثناء قيادة السيارة من أهم أسباب وقوع الحوادث فالسائق الذي يشتت ذهنه جراء استخدامه الهاتف أثناء القيادة في الرد أو قراءة أو كتابة رسائل نصية أكثر عرضة لارتكابه حادث بـ23 مرة من السائق الذي لا يستخدم الهاتف أثناء القيادة.

وقال: إن قراءة رسالة نصية أثناء القيادة يشتت انتباه السائق لمدة أقلها 5 ثوان في الوقت الذي تؤكد فيه كل الأبحاث العلمية أن استخدام الهاتف أثناء القيادة يعد سلوكا خاطئا له مخاطر كبيرة ويخلف نتائج سلبية وأحيانا كارثية، والإحصاءات في جميع دول العالم أثبتت أن أخطر حوادث السير تقع في أقل من الثانية بسبب فقدان التركيز في لحظة استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة أو الانشغال برسائل البلاك بيري، وهناك كثير من الأرواح التي أزهقت والأبدان التي تعرضت للإعاقة الكلية أو الجزئية بسبب الانشغال بمكالمة هاتفية عابرة أثناء القيادة، وأكدت الكثير من الدراسات خطورة استخدام الهاتف على حياة السائق أثناء القيادة، وأشارت إحدى الدراسات إلى أن خطورة استخدام الهاتف أثناء القيادة لا تقل عن خطر القيادة تحت تأثير الخمور.

ندوة دولية

وأكد الحوسني أنه من هذا المنطلق تنظم الجمعية ندوة دولية تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في 26 ـ 27 نوفمبر الجاري بأبوظبي تسلط الضوء على عملية استخدام التقنيات الحديثة داخل المركبة وأثرها على سلوك السائق والركاب وكذلك استخدام التقنيات الحديثة من قبل المشاة ومستخدم الطريق بهدف تشخيص هذه الظاهرة للمساهمة في الحد من انتشارها مشيراً إلى أن التوصيات التي ستخرج بها الندوة سترفع إلى متخذي القرار والجهات المختصة.

وأضاف: إن الندوة تغطي هذه الأساليب الحديثة للتعامل مع هذه التقنيات بسلامة، كما تغطي التجارب الدولية والإقليمية في هذا المجال وبمشاركة خبراء متخصصين.

وأكد الحوسني أن المسؤولية هنا ليست مسؤولية المرور والجهات الأمنية الأخرى بمفردها، بل يجب أن تتضافر جميع الجهود للحد من هذه الظاهرة، فالتوعية مهمة وضرورية للسائقين بالمخاطر والأضرار التي تنجم عن استخدام الهاتف أثناء القيادة، حيث يجب أن يتنبه قائدو السيارات إلى خطورة استخدام الهاتف أثناء القيادة، خاصة مَن يعتقد أن المكالمة الهاتفية أكثر أهمية من حياة الإنسان فإذا كانت هناك مكالمة ضرورية يتوقف ويتحدث كما يريد.

سلبيات

وفيما يتعلق بمحاور الندوة أشار إلى أن أهم المحاور تتمثل في الاستخدام الآمن وغير الآمن لتقنيات الاتصال الحديثة أثناء القيادة الانعكاسات السلبية للإدمان الرقمي على سلوك مستخدمي الطرق ومؤهلاتهم النفسية وتأثير ذلك على قدرة نشاط العقل البشري والاستقرار الذهني للدماغ والتركيز أثناء القيادة.

كما تناقش الندوة التطور الهندسي بفضل التقنيات الحديثة، بين تعزيز مقومات السلامة والأمان في المركبات والمراقبة الذاتية التقنية للحد من خطورة الانشغال والسهو والنوم وضعف التركيز وعدم الانتباه لمستخدمي الطريق.

وتستعرض التحديات والصعوبات القانونية ومراعاة الحريات في تطبيقات التقنيات الحديثة لتعزيز السلامة المرورية والحد من المخالفات والتجارب الدولية والإقليمية والمحلية في مجال أثر استخدام الاتصالات الحديثة من قبل مستخدمي الطرق على السلامة المرورية.

وسيتم تناول موضوع الفرص والإمكانيات التي توفرها تقنيات الاتصال الحديثة لدعم جهود المجتمع المدني وتطوير قدراته والنهوض بمستوى أدائه ومردوده في سعيه لتحقيق أهدافه السامية للدفاع عن الحق في الحياة وحماية الأرواح وصيانة الممتلكات والارتقاء بمستوى التعاون والشراكة القائمة بين الجمعيات ومكونات المجتمع المدني والجهات الحكومية.

فن وذوق وأخلاق

قال العميد متقاعد حسن الحوسني: إن استخدام الهاتف أثناء القيادة لا يستقيم مع القيادة الآمنة على الطريق لأنهما نقيضان لا يجتمعان، فالقيادة كما يقال فنٌ وذوقٌ وأخلاق، وليس من الأخلاق أن ينشغل السائق عن القيادة.

المصدر: البيان