خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

السكوت ليس دوما من ذهب

آراء

محصلة النقاشات والرسائل الشخصية التي وصلتني عبر عدد من الأفاضل، حول مقالة الأربعاء الماضي، التي كانت بعنوان “رسائلنا الإعلامية للخارج” كانت تقول الكثير من الكلام المهم. المقالة كانت تتحدث عن قصورنا الإعلامي في تقديم خطاب إعلامي يواكب الصورة الجميلة عن المملكة.

ولأنني لم أستأذن أحدا في الاستشهاد بما قاله لي، فإنني سأجتزئ البعض من تعليقاتهم، مع عدم الإشارة إلى الأسماء، لأن الكلام كان عبارة عن نقاش شخصي، أهميته في أنه يثري الصورة.

يلخص صديق في السلك الدبلوماسي القصة قائلا: “‏كأنك تتحدث عن النتيجة التي وصلت إليها بعد عملي ٣٠ عاما في هذا المجال”.

ويقول أكاديمي متخصص في الإعلام: “مع الأسف أن خطابنا لم يرتق لمستوى التطور الكبير في شتى مجالات الحياة لدينا”.

‏ودار نقاش طويل مع رجل معني بهذا الشأن أشار في ثناياه إلى أن “كثيرا من وسائل الإعلام الغربية لا تريد أصلا أن تنشر عن السعودية إلا ما يسيء. أنا شخصيا – والحديث للرجل – شاركت في عديد من اللقاءات مع BBC وكان المذيع كل مرة يحاول استدراجي لقول كلام سلبي عن المملكة لا علاقة له بالموضوع المطروح”. يضيف الرجل: “هذا لا يعني طبعا أن نقف مكتوفي الأيدي. هناك الكثير مما يمكن عمله، لكن المطلوب مزيد من العمل والتنسيق بين جهات عديدة ذات علاقة، وزارة الإعلام جزء منها..”. ويكمل: “كثيرون لا يدركون ذلك مع الأسف، ويضعون العبء على وزارة الثقافة والإعلام وحدها”.

جاء الحديث عن أمثلة منها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، إذ رغم ضخامة المنجز فيهما، لكن هناك هجوما مضادا في الإعلام الغربي يستهدف تشويه هذه المنجزات من خلال موضوعات لا يتم الرد عليها وتفنيدها. وهذا الأمر، الصمت فيه ليس من ذهب، بل إن الألماس في إبراز المنجز المتحقق، والتأكيد أن التوسعات المهمة للحرمين الشريفين أسهمت في التخفيف عن ضيوف المملكة العربية السعودية من حجاج ومعتمرين. إن خدمة الحرمين الشريفين شرف تحملته حكومة المملكة العربية السعودية بمنتهى الأمانة والإخلاص، لكن تجاهل الكتابات الغربية غير الدقيقة على غرار ما أثارته “التايم” وسواها أخيرا قد لا يكون أمرا حميدا. وهناك أمثلة أخرى كثيرة، لن تتسع المساحة لاستعراضها.

http://www.aleqt.com/2014/11/22/article_908392.html
المصدر: الأقتصادية