سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

عبدالله في 10 دقائق!

آراء

قد لا يعلم الأستاذ عبدالله المديفر أنني أعرض كلامه ــ الذي خاطب به الجمهور في تيدكس الرياض ــ لكل دفعة أقوم بتدريسها في أكاديمية شرطة دبي. ولا يعلم أنه ساعدني ــ من حيثُ لا يدري ــ في تقديم محاضرة «ترومون» لموظفي بنك دبي الإسلامي قبل أيام، وفي الحوار الذي أعقبها حول «الإيجابية» في حياتنا. لقد سُجّل كلامه في مقطع فيديو من 10 دقائق، هي بمعيار الزمن قليلة لكنها بمعيار حياتنا كثيرة وطويلة.

أولى قواعد عبدالله قوله: إن عمر الإنسان الذهبي هو 30 سنة؛ ما بين 20 و30 يعمل ليتعلم، ومن 30 إلى 40 يعمل لينجز، ومن الـ40 حتى يناهز الـ50 يعمل ليربح، وحينها تكتمل قاعدة النجاح، لكنّ النجاح لا يتحقق بهذه البساطة.

في عام 2005 جلس عبدالله مع نفسه وأخذ ورقة وقلماً وراح يكتب: في عام 2013 سأقدم برنامجاً حوارياً! ليجيب على سؤال مهم يتجاهله الكثيرون، هو: وين رايح، وين ساير، في رحلة هذه الحياة؟ وبعد أن عرف عبدالله وين ساير، بدأ «يشتغل» خلال هذه السنوات على نفسه ــ كما يقولون بالعاميّة ــ بحضور الدورات التدريبية واكتساب الخبرة والمعرفة، حتى واتته الظروف في عام 2011 فطرق الباب واستغلّها وحقق حلمه. وهذا درس آخر يخبرنا به عبدالله بأن نطرق نحنُ أبواب الفرص، ولا ننتظر قدومها؛ فقد لا تأتينا أبداً.

منْ يشاهد الفيديو يكتشفْ أن عبدالله كان يريد لقبَ «مهندس» فقط، لكنه لم يكن يريد أن يمارس مهنة الهندسة! وشتان بين الأمرين! وهنا درس آخر «بأن ندرس الاختصاص الذي نحبه وننسجم معه دون انسياق مع الشكليات، ونترك الخيار لأبنائنا بأن يدرسوا ما يحبون لا ما نحبه نحن، مع وجود التوجيه الصحيح بالطبع».

أعجبني جداً في حديث عبدالله «وقفاته» مع نفسه؛ ليراجعها ويكتشف حقيقتها، ما ساعده على الخروج من فقاعة «أتمنى» إلى تطبيق نظرية «أريد»، فتغيرت الأولويات وتبدلت الأسباب ليصبح واحداً من ألمع الإعلاميين العرب اليوم.

يختم عبدالله المديفر حديثه بجملة ذهبية بقوله: «أخبرني بأنك على قيد (الشَّغَف)، لأخبرَك بأنك على قيد (الحياة)»!

وفقك الله يا عبدالله.

المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2014-11-27-1.732272