التحالف يقر استراتيجية خماسية لهزيمة «داعش»

أخبار

90aao

أكد التحالف الدولي المناهض لـ«داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى أنه نجح في وقف تقدم التنظيم في سوريا والعراق، قائلاً في بيان أمس عقب اختتام أول اجتماع وزاري للحلف الذي يتألف من نحو 60 دولة ببروكسل، إن الأعضاء جددوا التزامهم العمل معاً في إطار استراتيجية مشتركة خماسية المحاور ومتعددة الأشكال وطويلة الأمد لإضعاف «داعش» وإلحاق الهزيمة به. وبحث الاجتماع الذي انعقد على مستوى وزراء الخارجية وترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، فيه وفد الدولة، الآلية السياسية للجهود الرامية لهزيمة «داعش» وتعزيز أساليب مواجهة التحديات العالمية إضافة إلى تقييم الأوضاع العراقية، كما حضر الاجتماع سعادة فارس المزروعي مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية، وسعادة محمد النقبي رئيس بعثة الدولة المعين لدى حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جوب كيري أن التحالف ألحق أضراراً جسيمة بـ«داعش» الذي خسر زخمه، بعد استهدافه بنحو ألف غارة جوية في العراق وسوريا، مشيراً إلى أن المعركة ضد المتشددين التي ستزداد وتيرة الضربات الجوية فيها خلال الفترة المقبلة، قد تستمر أعواماً.

وفي تطور لافت، قال كيري إن أي ضربة عسكرية إيرانية لتنظيم «داعش» في مكان ما في العراق ستكون «ايجابية»، إذا كانت محصورة بالتنظيم المتطرف، وذلك بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية أن طهران شنت غارات، لكنه لم ينف أو يؤكد وقوع الغارات.

من ناحيته، أكد نظيره السعودي سعود الفيصل أن المملكة كانت ومازالت في مقدمة الدول التي تكافح الإرهاب، مستشهداً بمؤتمر جدة الإقليمي لمواجهة التنظيمات الإرهابية في سبتمبر الماضي. كما أكد ضرورة وجود قوات قتالية على الأرض، موضحاً «لبلوغ هذه الغاية في سوريا، فلابد من تقوية قوى الاعتدال بالجيش الحر، وجميع قوى المعارضة المعتدلة الأخرى، والسعي لضمها مع القوات النظامية في إطار هيئة حكم انتقالي بحسب إعلان جنيف الأول، ماعدا من ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتلطخت أيديهم بدماء الأبرياء».

وأعلن التحالف في ختام الاجتماع بمقر «الناتو» في بروكسل أمس، أن الحملة ضد «داعش» الإرهابي «بدأت تعطي نتائج» وأنه بصدد وقف تقدم المتطرفين. وقال في بيان إن الأعضاء «أكدوا مجدداً التزامهم العمل معاً في إطار استراتيجية مشتركة، وشددوا على 5 محاور لمكافحة «داعش» وهي «زيادة المجهود العسكري ووقف تدفق المقاتلين الأجانب وقطع التمويل ومعالجة مشكلة المساعدة الإنسانية ونزع الشرعية» عن التنظيم الإرهابي. كما ذكر البيان أن حملة ناجحة ضد التنظيم الإرهابي ستستغرق وقتاً وستتطلب استجابة مستمرة وموحدة ومنسقة. وتوقع الوزراء عقد لقاءات على المستوى الوزاري «طالما كان ذلك ضرورياً وبحلول 6 أشهر على أبعد تقدير.

وفي مستهل الاجتماع، قال كيري «التزامنا سيستمر على الأرجح سنوات غير أن جهودنا لها تأثير ملحوظ». وأضاف «المهام الجوية للتحالف التي بلغت نحو الألف، أضعفت قيادة (داعش) وألحقت أضراراً بإمكانياتها اللوجيستية وقدرتها على القيام بعمليات»، مشيراً إلى أن قوة الدفع التي كانت للتنظيم في العراق، تبددت في الوقت الذي استعادت فيه القوات العراقية أراضي حول الموصل وفي تكريت ووسعت نطاق الأمن حول عدد من مصافي تكرير النفط». وقال كيري إن القوات الكردية يقاتل «داعش» شمال وغرب العراق فيما بدأ مقاتلو العشائر السنية الانضمام إلى صف التحالف. ولفت إلى أن منشآت قيادة «داعش» دمرت في سوريا في حين تضررت البنى التحتية النفطية ومنع التنظيم من مواصلة حصاره لكوباني الحدودية، مبيناً بقوله «حالياً بات أصعب على التنظيم حشد القوات بقوة والانتقال في قوافل وشن هجمات منسقة مقارنة بالفترة التي بدأنا فيها». وأثنى كيري على دور الدول العربية في القتال ضد «داعش»، مؤكداً أن المسلمين حول العالم متحدون ضده.

وبدوره، أكد الفيصل في كلمة أمام المؤتمر «ندرك جميعاً أن التصدي للإرهاب سيستغرق وقتاً طويلاً، ويتطلب جهداً متواصلًا، ومن منطلق حرص المملكة على استمرار تماسك هذا التحالف ونجاح جهوده، فإننا نرى أن هذه الجهود تتطلب وجود قوات قتالية على الأرض. ولبلوغ هذه الغاية في سوريا، لابد من تقوية قوى الاعتدال الممثلة بالجيش الحر، وقوى المعارضة المعتدلة الأخرى، والسعي لضمها مع القوات النظامية في إطار هيئة حكم انتقالي منصوص عليها في إعلان جنيف الأول بتاريخ 30 يونيو 2012 ما عدا من ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتلطخت أيديهم بدماء السوريين الأبرياء». وأضاف أن هذا الأمر من شأنه توحيد جهود هذه القوات وتسخيرها لتطهير الأراضي السورية من كافة التنظيمات الإرهابية التي تحتل ثلث أراضيها. وفيما يتعلق بالعراق، قال وزير الخارجية السعودي إن «الأمر يتطلب توحيد الجبهة الداخلية وإعادة تشكيل الجيش بعقيدة جامعة، وتأهيله بمشاركة وطنية شاملة لكافة مكونات وأطياف الشعب العراقي بعيداً عن سياسة الإقصاء الطائفي، مع إزالة لكافة مظاهر وأنشطة الميليشيات المسلحة خارج إطار الدولة».

إلى ذلك، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية أن ضربات الائتلاف الجوية ضد تنظيم «داعش» ليست «جدية وفاعلة»، مشيراً إلى أنها لا تساعد النظام السوري. وتابع «نحن من نخوض المعارك على الأرض ضد (داعش) ولم نشعر بأي تغيير، خصوصاً أن تركيا ما زالت تدعم التنظيم المتطرف مباشرة».

المصدر: عواصم (الاتحاد، وكالات)