«تراحمو» تجمع 30 مليوناً في اليوم الأول ومفوضية الأمم المتحدة تشكر الامارات وقيادتها

أخبار

For Charity

أعلنت هيئة الهلال الأحمر عن جمع أكثر من 30 مليون درهم منذ اللحظات الأولى لانطلاق حملة «تراحموا» لإغاثة التي وجه بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أول من أمس وبمتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإغاثة أكثر من مليون لاجئ ومتضرر من برد الشتاء في بلاد الشام، فيما تبلغ قيمة إغاثة الشخص الواحد من اللاجئين والمتضررين 100 درهم، شاملة اللبس الدافئ ووقود التدفئة.

وأفادت الهيئة بأنها استقبلت أمس تبرعات مادية من رجال أعمال ومؤسسات خاصة وجمعيات خيرية وفاعلي خير، ومصارف، ومنها تبرع من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بقيمة 2.5 مليون دولار، وتبرع من رجل الأعمال عبد الرحيم الزرعوني بقيمة مليون درهم، ثم 10 ملايين من مؤسسة دبي الإسلامي الخيرية، ومليون أخرى من مؤسسة الأنصاري للصرافة، ومثلها من رجل الأعمال خلف الحبتور، و200 الف درهم من مراكز عبيد الحلو لتحفيظ القرآن الكريم، ومليون من جمعية الاتحاد التعاونية، ومثلها من جمعية دار البر، ومثلها كذلك من جمعية الفجيرة الخيرية، ومليون أخرى من فاعل خير، فيما سيعلن عن أسماء المتبرعين تباعاً.

وبدأت فروع الهلال الأحمر الإماراتي المنتشرة على مستوى الدولة وفي المراكز التجارية أمس استقبال التبرعات الخاصة بالحملة، وتلقت التبرعات عبر أرقام حساباتها التي خصصتها للحملة في البنوك وذلك من خلال حساباتها في كل من: مصرف أبوظبي الإسلامي وبنك دبي الإسلامي ومصرف الإمارات الإسلامي ومصرف الشارقة الإسلامي وبنك نور الإسلامي ومصرف عجمان.

من جهته أشاد الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتسيير جسر جوي من الدولة لنقل مواد الإغاثة العاجلة لمساندة اللاجئين في الأردن ولبنان والمتأثرين من العاصفة الثلجية في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، إلى جانب توجيهات سموه بإطلاق حملة إنسانية على مستوى الدولة لحشد الدعم ومساعدة اللاجئين والمتأثرين من العاصفة في بلاد الشام.

حرص القيادة

وقال إن توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة تؤكد حرص سموه على تدارك المخاطر المحدقة باللاجئين والنازحين والمتأثرين من العاصفة (هدى) في بلاد الشام والتحسب لتداعياتها مبكراً وحمايتهم منها، مؤكداً أن هذا هو ديدن دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة التي تضع القضايا الإنسانية للشعوب الشقيقة والصديقة في مقدمة أولوياتها، ما جعلها أكبر مانح للمساعدات الإنمائية في العالم حسب التقرير النهائي للجنة المساعدات الإنمائية للعام 2013 والذي أعلن أخيراً في العاصمة الفرنسية باريس.

وأضاف المزروعي: إن دولة الإمارات تؤكد في كل مرة أنها على قدر المسؤولية الإنسانية الملقاة على عاتقها ورائدة العمل الإنساني العالمي، وصاحبة المبادرات النوعية والمواقف المبدئية لتخفيف المعاناة البشرية، مؤكداً أن تجاوبها الراهن مع تداعيات كارثة البرد والصقيع في بلاد الشام جاء منسجماً مع رؤية قيادتها الرشيدة التي تضع الإنسان أينما كان وحقه في العيش الكريم في مقدمة اهتماماتها.

تنفيذ

من جانبه أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر أن الهيئة شرعت بمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس الهلال الأحمر، في تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتحركت استجابة لأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للتنسيق مع الجمعيات والمنظمات الإنسانية الإماراتية ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية لتوحيد الجهود والعمل سوياً من أجل تنفيذ تطلعات القيادة الرشيدة في توفير الحماية والرعاية اللازمتين للاجئين والمتأثرين من العاصفة الثلجية خاصة النساء والأطفال، وتخفيف تداعياتها عليهم لاسيما الصحية منها.

وقال الفلاحي إن الهيئة كونت غرفة طوارئ وحشدت كوادرها التطوعية والعاملة للمشاركة في فعاليات الحملة وإنجاحها بالصورة التي تلبي طموحات القيادة الرشيدة التي تفاعلت مبكراً لتخفيف معاناة المتأثرين من العاصفة التي تشير التوقعات إلى أنها الأسوأ خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن الهيئة وجهت مكاتبها في بيروت وغزة ورام الله إلى جانب فريق الإغاثة الإماراتي في الأردن لتكثيف عملياتها الإغاثية خلال الأيام المقبلة لصالح اللاجئين والنازحين والمعرضين لتداعيات العاصفة وتوفير المزيد من الغذاء والكساء ووسائل التدفئة لهم.

مناشدة

وشدد الفلاحي على أن الهيئة لن تدخر وسعاً في تعزيز دورها تجاه اللاجئين والنازحين، والقيام بمسؤوليتها الإنسانية بالصورة التي تلبي احتياجاتهم الضرورية وتوفر لهم حماية أكبر في ظل الظروف المناخية السائدة، وناشد المتبرعين والمانحين وجميع قطاعات المجتمع لمساندة فعاليات الحملة تلبية لدعوة قيادة الدولة الرشيدة، وتضامناً مع إخوانهم في الإنسانية الذين يتعرضون لهذه الكارثة المناخية.

شحنة بطانيات

وأكد محمد عبد الله الزرعوني مدير فرع الهلال الأحمر في دبي لـ «البيان» وصول طائرة المساعدات الإغاثية التي أرسلت إلى الأردن صباح أمس، وتوزيع شحنة البطانيات على مستحقيها في مخيم الزعتري، بالتنسيق مع سفارة الدولة في عمان، والمفوضية السامية للاجئين.

وأضاف أن الهلال الأحمر الإماراتي وبناء على التعليمات الصادرة من الأمانة العامة وجه على الفور وفداً إلى الأراضي الأردنية لمتابعة الجسر الجوي العاجل الذي يحمل البطانيات الشتوية لتوزيعها على اللاجئين السورين والذين يقدر عددهم وفق الإحصاءات الرسمية بنحو 800 ألف لاجئ سوري في الأردن.

وأشار إلى أن ثمة تجاوباً منقطع النظير من قبل كبار المحسنين والمؤسسات الحكومية والخاصة التي لبت النداء الإنساني لمواجهة المعاناة الإنسانية للاجئين في بلاد الشام. ودعا الزرعوني المواطنين والمقيمين أفراداً ومؤسسات إلى التفاعل مع الحملة، وتقديم ما تجود به أنفسهم لإغاثة المحتاجين في بلاد الشام، مشيراً إلى أن قيمة إغاثة الشخص الواحد من اللاجئين والمتضررين تعادل 100 درهم، شاملة اللبس الدافئ ووقود التدفئة.

وقال مدير فرع الهلال الأحمر في دبي: «تم الانتهاء من الاستعدادات اللوجستية كافة لبدء الحملة بطريقة منظمة وتجهيز المواقع والمكاتب على مستوى الدولة لاستقبال التبرعات المادية والعينية التي ستشمل البطانيات ومواد الإيواء والملابس الشتوية والمدافئ والأدوية والأحذية الشتوية والمستلزمات التي يحتاجها اللاجئ لمواجهة البرد القارص».

الأطفال يسابقون ذويهم ملبين نداء الإنسانية

رصدت «البيان» مراكز جمع التبرعات التابعة لهيئة الهلال الأحمر في أبوظبي، إذ شهد اليوم الأول للحملة إقبالاً جيداً من مختلف فئات المجتمع كباراً وصغاراً، ملبين نداء الإنسانية لنجدة المتضررين من برد الشتاء القارص.

واللافت أن العديد من الأسر قدمت للتبرع بصحبة أطفالها الذين بادروا بالتبرع وهو ما يؤكد الإحساس الكبير من قبل الأطفال بمعاناة اللاجئين وأطفالهم. وقال شهم الشرمان طالب في الصف السادس ابتدائي الذي قدم مع والدته وأخته للتبرع للحملة، إنه يشعر بالحزن على أوضاع اللاجئين في بلاد الشام وبشكل خاص الأطفال، وقدم للتبرع ليساهم في توفير الدفء للأطفال في هذه الأحوال الجوية الصعبة التي يعيشونها.

ودعا الطفل شهم عبر «البيان» الأطفال إلى التبرع للحملة التي هي عمل خيري إنساني سيعمل على رفع المعاناة عن آلاف الأطفال وأسرهم من خلال التبرع حتى ولو بالقليل. وقالت عاليه طفلة في الصف الأول والتي قدمت للتبرع مع عائلاتها في مركز المارينا لصالح الحملة، إن الصور التي رأتها عبر شاشات التلفزة حول وضع الأطفال اللاجئين بشكل خاص في بلاد الشام جعلها تشعر بالحزن الشديد مما دفعها إلى الطلب من عائلتها لمرافقتها للتبرع في المركز التجاري.

فيما أشارت شمه الهاجري – موظفة – إلى أن هذه الحملة تأتي في وقتها خاصة وأنها تؤكد حرص القيادة الإماراتية على نجدة المتضررين والمعوزين في الظروف الصعبة ومما لا شك فيه أن هذه الحملة ستسهم بشكل كبير في توفير الدفء إلى إخواننا هناك وهو أقل واجب نقدمه لهم من خلال تبرعنا سواءً مادياً أو عينياً.

مبادرة خيرة

وقالت شمه إن هذه اللفتة الإنسانية والمبادرة الخيرية ليست بجديدة على مجتمع الإمارات الذي يسير على خطى زايد، رحمه الله، زايد العطاء والكرم والإنسانية، ونهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وأكدت أن ما يلفت في القيادة الإماراتية أنها دائماً سباقة وتدعو مجتمع وشعب الإمارات إلى الأعمال الإنسانية، وهو ما يؤكد أن الإمارات ستبقى دائماً أرض العطاء وبلد الإنسانية.

اقبال كبير

وأكد مسؤول في الهلال الأحمر أن فرق الهلال جاهزة لتنفيذ الحملة واستقبال التبرعات والتي يتوقع أن تحظى بإقبال كبير خاصة يوم الجمعة الذي سيخصص للبث التلفزيوني داعياً جميع فئات المجتمع إلى المساهمة في الحملة الإنسانية للحد من معاناة آلاف الأسر في بلاد الشام من لاجئين ومتضررين. ووفقاً لإحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين خارج سوريا خلال العام 2014 نحو 3.3 ملايين لاجئ يعيش عدد كبير منهم خارج المخيمات ويشكل الأطفال والنساء نحو 75% منهم.

شركاء

يذكر أن اللجنة التي تم تشكيلها لتنفيذ الحملة تتضمن كلاً من: الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية ودبي للعطاء بالإضافة لمؤسسة أبوظبي للإعلام ومؤسسة دبي للإعلام وكل الصحف والإذاعات المحلية. يذكر أن الجسر الإماراتي بدأ العمل بشحن معدات تدفئة وملابس شتوية ومواد غذائية عن طريق المدينة العالمية للخدمات الإنسانية وذلك بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

يوم مفتوح

تستمر الحملة أسبوعاً يتخللها يوم إعلامي مفتوح غداً ابتداء من الساعة الثانية ظهراً لمدة 4 ساعات تستقبل خلالها التبرعات على الهواء مباشرة بمشاركة القنوات الإعلامية الرسمية والوطنية داخل الدولة.

المصدر: البيان