«داعش» يمنع الإغاثة عن النازحين لإجبار الشباب على القتال معه

منوعات

يستغل تنظيم «داعش» الظروف الإنسانية والمعيشية المتدهورة التي تعيشها العائلات النازحة داخل مناطق سيطرته في ريف حلب الشرقي وإجبارها على الخضوع لشروطه. ويعمد التنظيم المتطرف على منع وصول الغذاء والدواء والضغط على العائلات من أجل تجنيد الشباب واليافعين في صفوفه والقتال إلى جانبه وإرغامها كذلك على القبول بتزويج بناتها من مقاتلي التنظيم لقاء حصولهم على مهور زواج تزيد عن المليون ليرة سورية على نفقة «بيت مال المسلمين» التابع للتنظيم، وفق ما تؤكد مصادر في المنطقة.

وذكر مصدر يعمل في المجال الإغاثي في ريف حلب الشرقي لـ«الشرق الأوسط» أن التنظيم توقف عن تقديم المساعدات الإغاثية لتلك العائلات منذ أكثر من عام، وباتت أكثر العائلات النازحة إلى مناطق سيطرته تعاني اليوم ظروفا إنسانية صعبة. وقد برر التنظيم وقف المساعدات للأسر النازحة بحجة عدم تكريس البطالة بين صفوف النازحين، وعدم جعل الرجال منهم اتكاليين ينتظرون ما سيقدم لهم كي يطعموا عائلاتهم.

وتعتبر حاجة النازحين إلى وقود التدفئة من أكثر المسائل الملحة التي تدفع بالشباب واليافعين إلى الدخول في صفوف التنظيم الذي بات يمتلك أكثر من 60 في المائة من آبار النفط في سوريا، وذلك لمنحه امتياز الحصول على وقود التدفئة ووقود السيارات لعناصره بشكل مجاني.

ويسعى «داعش» إلى ضم فئة اليافعين إلى صفوفه بشكل كبير حيث تعتبر تلك الفئة الأكثر قابلية للتأثر بأفكاره، وفي الكثير من الحالات يعتمد التنظيم على هذه الشريحة العمرية لتنفيذ العمليات الانتحارية التي تعتبر من أهم أساليب قتاله ضد خصومه.

ومعظم العائلات التي تعيش ظروفا إنسانية سيئة هي تلك النازحة إلى الريف الحلبي الشمالي الشرقي في مناطق مسكنة ودير حافر، حيث يعيش أكثر من 600 عائلة في نحو 10 مخيمات متفرقة تمتد في المنطقة الواقعة بين مدينتي منبج والباب. وكانت قد شيّدت تلك المخيمات والتجمعات العشوائية على عجل لتقطنها العائلات التي نزحت من ريف حلب الجنوبي، وبشكل خاص العائلات التي نزحت من منطقة السفيرة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعدما أعادت القوات النظامية سيطرتها عليها.

كما قام التنظيم منذ أكثر من عام بمنع فرق الإغاثة والناشطين العاملين فيها من الدخول إلى مناطق سيطرته لتقديم المساعدة للنازحين تحت تهديد الاعتقال والقتل، وذلك بغية عدم احتكاك الناشطين مع المجتمع النازح الذي أراده التنظيم مقفلا أمام أي توعية أو تأثيرات غير تلك التي يقوم التنظيم ببثها في إطار تعاليمه الداعية لمناصرته فقط دون غيره.

وجدير بالذكر أن التنظيم يقدم تعويضات مالية كبيرة لأسر قتلاه بالإضافة إلى المساعدات المنتظمة التي يقدمها للأسر التي فقدت معيلها بشكل عام. وكان التنظيم قد حاول منذ استعادته السيطرة على منطقة ريف حلب الشرقي التقرب من أهالي المنطقة عبر ضخ كميات كبيرة من الإعانات الغذائية. لا سيما أن المنطقة تتمتع بروابط عشائرية قوية. ويندرج ذلك في إطار سعيه لبناء تحالفات مع هذه العشائر.

وقد بدأت مجموعات «داعش» منذ بداية 2014 بتكثيف ملاحقته لناشطي الإغاثة حيث قتل عدد منهم بعد اختطافهم على خلفية تقديمهم المساعدة للنازحين ومنهم أعضاء في تجمع»أنا سوري» الذي اقتحم التنظيم مقره واختطف 8 أعضاء منه في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتمت تصفيتهم في مجزرة مشفى العيون الأسبوع الماضي، مع عدد من ناشطي الإعلام والإغاثة الذين كان قد اعتقلهم في وقت سابق. ونفذت هذه المجزرة على خلفية إعلان الفصائل الإسلامية والجيش الحر حربها ضد داعش التي انتفض سكان حلب وريفي حماه وحلب ضده.

المصدر: بيروت: سالم ناصيف – الشرق الأوسط