فرنسا تتحول ثكنة عسكرية في مواجهة التهديدات

أخبار

90aa (1)

قررت الحكومة الفرنسية أمس نشر 10 آلاف جندي وشرطي اليوم الثلاثاء لضمان أمن النقاط الحساسة وحمايتها من خطر وقوع أي اعتداءات جديدة. وقال وزير الدفاع جان إيف لو دريان بعد يوم من المسيرات، التي عمت باريس وأنحاء المدن رفضاً للإرهاب الذي حصد 17 قتيلاً الأسبوع الماضي: “إن بلاده ما زالت مهددة بمزيد من الهجمات، ولذلك أمر الرئيس فرنسوا هولاند بهذا الانتشار غير المسبوق في الداخل، والذي سيركز على حراسة شبكات النقل والمواقع السياحية والمباني الرئيسية إضافة إلى الدوريات في الشوارع”.

وبينما تحدث وزير الداخلية برنار كازنوف عن نشر حوالي 5 آلاف عنصر أمن لحماية 717 مدرسة وأماكن عبادة يهودية. قال رئيس الوزراء مانويل فالس: “إن الحماية ستشمل أيضا المساجد لأنه كان هناك عدد من الهجمات عليها في الأيام الماضية”. لافتاً إلى أن المطاردات مستمرة بحثاً عن شريك أو أكثر لمنفذي اعتداءات الأسبوع الماضي.

وحذر فالس رداً على مطالب اليمين بتشديد التشريعات لمكافحة الإرهاب “من الإجراءات الاستثنائية على غرار قانون “باتريوت اكت” الذي أقر في الولايات المتحدة في أعقاب 11 سبتمبر 2001، وانتقد لتقييده الحريات العامة”، غير أنه أعرب عن تأييده لتشديد نظام التنصت في التحقيقات في قضايا مكافحة الإرهاب، والسعي إلى تعميم الحجز الانفرادي للمتشددين بعد أن تكشفت عدة حالات لنشر الفكر المتشدد داخل السجون.

وقدر فالس أن هناك 1400 شخص فرنسي أو مقيم في فرنسا قد رحلوا أو أبدوا رغبة في الرحيل للقتال في سوريا والعراق، مشيرة إلى مقتل سبعين منهم هناك، وقال: “إن ذلك يشكل زيادة كبيرة في وقت قصير، كانوا ثلاثين عندما توليت منصب وزير الداخلية (منتصف 2012) واليوم 1400”. وأضاف أن منفذي الاعتداء على شارلي إيبدو الأخوين شريف وسعيد كواشي ينتميان بلا شك إلى الذين رحلوا لتلقي تدريبات على الموت والإرهاب، لكن ثالثهم أحمدي كوليبالي الذي نفذ الهجوم على المتجر اليهودي “لم يكن في رادار أجهزة الاستخبارات”.

من جهة ثانية، وإذ أعلنت وزارة الداخلية أن ما لا يقل عن 3،7 مليون شخص شاركوا الأحد في مسيرات باريس والمدن الفرنسية التاريخية تنديداً بالاعتداءات الدامية بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية من 50 دولة. أقر البيت الأبيض أنه كان يجب إرسال مسؤول أعلى رتبة للمشاركة في مسيرة باريس، وهو الأمر الذي لاقى انتقادات واسعة من وسائل الإعلام الأميركية، التي تساءلت عن سبب غياب الرئيس باراك أوباما، والاكتفاء بتمثيل السفيرة الأميركية في فرنسا جاين هارتلي، علماً بأن وزير العدل إريك هولدر كان موجوداً في باريس حيث شارك في اجتماع مع وزراء داخلية أوروبيين.

وكتبت صحيفة “نيويورك ديلي نيوز” على صفحتها الأولى متوجهة لأوباما بالقول “لقد خذلت العالم”. في وقت قال نوت جينجريتش الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي الذي سعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة لعام 2012 “من المحزن أن يظهر 50 من زعماء العالم تضامنا في باريس، لكن الرئيس أوباما يرفض المشاركة.. الجبن مستمر”.

لكن وزير الخارجية جون كيري قلل من شأن الانتقادات، وأعلن أنه سيزور فرنسا الجمعة للتعبير عن التضامن، وقال إن العلاقة مع فرنسا ليست مرهونة بيوم أو بلحظة خاصة، مضيفاً: “إنها علاقة متواصلة تمد جذورها عميقا في القيم المشتركة خصوصاً الالتزام بحرية التعبير”. وأضاف: “لن يمنع أي عمل إرهابي منفرد، ولا اثنان ببنادق كلاشينكوف ولا احتجاز رهائن في متجر بقالة الملتزمين بمسيرة الحرية”. فيما سار آلاف الأشخاص في واشنطن، تضامناً مع ضحايا الاعتداءات في باريس.

المصدر: عواصم (وكالات)