اليمن بلا بوصلة ومصير الرئاسة ينتظر حسم البرلمان غداً

أخبار

يحسم البرلمان اليمني في جلسة طارئة غدا الأحد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي، في ظل استمرار حالة الفوضى والانقسامات وانعدام البوصلة السياسية داخل صنعاء التي شهدت المزيد من التظاهرات ضد المتمردين الحوثيين الذين عمدوا من جانبهم إلى تطويق مبنى المجلس النيابي وسط تقارير غير مؤكدة عن سحب اعترافهم بشرعية ولايته الدستورية.

وقال النائب عبدالعزيز جباري لـ «الاتحاد» «إن البرلمان سيناقش في الجلسة التي ربما يحضرها أعضاء مجلس الشورى إمكانية تشكيل وفد مشترك لإقناع هادي بالعدول عن الاستقالة واستكمال العملية الانتقالية التي تنظمها المبادرة الخليجية، لكن في حال رفضه التراجع عن ذلك فإن البرلمان سيبدأ بإجراءات التصويت بحضور اكثر من ثلثي أعضاء المجلس»، موضحا انه بموجب الدستور القائم فإن هيئة رئاسة البرلمان ستتولى إدارة شؤون البلاد لمدة 60 يوما يتم خلالها إجراء انتخابات رئاسية.

وانتقد جباري الدعوات التي تشكك في شرعية البرلمان لانتهاء ولايته الدستورية، وقال «البرلمان هو المؤسسة الوحيدة التي لا تزال متماسكة وتستمد شرعيتها من الشعب»، معتبرا أن تمديد البرلمان ولايته الدستورية اكثر من مرة منذ 2009 لا يطعن في شرعيته خصوصا في ظل عدم انتخاب برلمان آخر، وأضاف «من يقول بأن لا شرعية البرلمان يدفع بالبلاد نحو مزيد من الفوضى والتفكك».

في المقابل، نفى عضو المكتب السياسي بجماعة الحوثيين علي العماد أن تكون الجماعة تبنت مقترحا بتشكيل مجلس رئاسي لإدارة شؤون البلاد، مشيرا إلى أن الجماعة تتدارس تطورات الوضع مع مختلف الأطراف السياسية. وقال بيان آخر للجماعة «إن هناك إجراءات حثيثة لنقل السلطة من هادي بطرق ديمقراطية تعتمد على الشراكة مع جميع المكونات وفق مصلحة الوطن والشعب. داعيا القيادات العسكرية إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية والثورية في تهدئة الأوضاع وممارسة أعمالهم اليومية المعتادة، ومطالبا اللجان الشعبية المسلحة التابعة للجماعة المنتشرة في شوارع صنعاء باليقظة الأمنية والحفاظ على الأموال والممتلكات العامة والخاصة.

وقال شهود عيان »إن المسلحين الحوثيين طوقوا منذ ليل الخميس مبنى البرلمان ومنازل عدد من كبار المسؤولين بينهم وزير الدفاع محمود الصبيحي، ورئيس المخابرات علي الأحمدي«. وأكد مصدر في الجيش اليمني لـ»الاتحاد« فرض المتمردين الإقامة الجبرية على الأحمدي وسبعة من وزراء الحكومة ينتمون إلى محافظات جنوبية، لكنهم خففوا حصارهم على منزل وزير الدفاع بعد ساعات على فرضه.

وفرض »الحوثيون« أيضا إجراءات مشددة للغاية في المنافذ البرية الرئيسية لصنعاء ما أدى إلى تزاحم مئات السيارات خاصة عند المدخل الجنوبي للمدينة. بينما حلقت مروحيات عسكرية على علو منخفض في المدينة. وكشف موقع وزارة الدفاع عن تفجير استهدف سيارة رئيس عمليات القوات الجوية والدفاع الجوي، العميد طيار عبدالكريم الصعر، دون وقوع إصابات بشرية.

وشهدت صنعاء ومدن يمنية في الشمال أمس، لليوم الثاني على التوالي، تظاهرات شعبية مناهضة لـ »انقلاب« الحوثيين على سلطات الدولة والرئيس هادي. وطالب المتظاهرون الذين خرجوا بالآلاف في العاصمة وتعز والحديدة وإب، الرئيس بالتراجع عن استقالته. وقال عادل شمسان المسؤول الإعلامي لحركة »رفض« إن المظاهرات التي خرجت ما هي إلا بداية للمظاهرات والوفود التي ستخرج في اليومين المقبلية، وأضاف »نرفض العمل الانقلابي التي نفذته جماعة الحوثيين، ونؤكد على أن اليمن هي ملك للجميع وليست ملكاً لجماعة بعينها.

لكن الآلاف من أنصار الحوثيين تظاهروا أيضا في صنعاء للتعبير عن دعمهم لإجراءات الجماعة، ورفعوا أعلام خضراء وشعارات «الموت لأميركا الموت لإسرائيل». وشدد «الحوثيون» إجراءات التفتيش في مطار صنعاء ومنعوا مسؤولين جنوبيين من السفر إلى عدن كبرى مدن الجنوب حيث يتزايد الاحتقان الشعبي المناهض للوحدة بعد إعلان هادي استقالته من منصبه.

وقال سكان في عدن ل«الاتحاد» إن مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس المستقيل انتشرت بكثافة في شوارع المدينة، وفرضوا سيطرتهم على غالبية المؤسسات الحكومية والأمنية. وأفاد أحدهم أن المسلحين اقتحموا مبنى إدارة أمن محافظة عدن ورفعوا أعلام ما كان يسمى دولة «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» التي كانت تحكم الجنوب واندمجت مع الشمال في دولة واحدة مركزية في مايو 1990.

وقال مصدر صحفي محلي إن عدن تشهد توترا بعد تصعيد مكونات الحراك الجنوبي معارضتها ضد صنعاء بعد استقالة هادي، مشيرا إلى أن القوات العسكرية والأمنية في المدينة رفعت حالة التأهب خشية تعرضها لهجمات من قبل المسلحين الجنوبيين. ولفت إلى أن هناك دعوات في مخيم الاحتجاج التابع للحراك الجنوبي في ساحة العروض بحي خور مكسر إلى السيطرة على المعسكرات في عدن.

ووصل إلى عدن أمس الزعيم الجنوبي، عبدالرحمن الجفري، الذي ايد الانفصال عن الشمال في عام 1994 عندما اندلعت حرب عسكرية بين الشطرين. في وقت قال مسؤولون محليون لرويترز إن ثلاثة جنود ومسلحين اثنين قتلوا في هجوم شنه مسلحون مجهولون على عربات مصفحة في عدن خلال الساعات الأولى من صباح أمس.

وأعلنت محافظة شبوة فك ارتباطها بصنعاء في إجراء مماثل لما كانت أعلنته محافظات عدن ولحج وأبين الليلة قبل الماضية. بينما نفت اللجنة الأمنية في حضرموت (جنوب شرق) تقارير تحدثت عن إغلاق اللجنة للمنافذ البرية والبحرية والجوية للمحافظة.

وكانت اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين الحوثيين، وقبائل مناصرة لتنظيم القاعدة بمدينة رداع وسط اليمن. وقال مصدر محلي لوكالة الأنباء الألمانية إن كلا الطرفين استخدم مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مؤكداً أن تلك الاشتباكات هي الأعنف منذ ما يقارب شهر. وأوضح المصدر أن الاشتباكات خلفت عددا من القتلى والجرحى لم يعرف عددهم.

المصدر: عقيل الحلالي – الاتحاد ، وكالات (صنعاء)