د. شملان يوسف العيسى
د. شملان يوسف العيسى
حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية جامعة تافت بولاية ماسيشوست عام 1978

اليمن والمنحدر الخطير

آراء

بتقديم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استقالته وإقدام الحكومة على استقالتها، يدخل اليمن مرحلة جديدة لايعرف أحد أين ستنتهي. من المفارقات الغريبة في اليمن أن «الحوثيين» ودول الخليج العربية والولايات المتحدة ومعها الدول الغربية كانوا متمسكين بالرئيس اليمني هادي، لأنه بالنسبة لهم يمثل الشرعية. رغم حقيقة أن كل طرف منهم يرى في بقائه تحقيقاً لمصالحه واعتبارها من مصلحة اليمن.

فـ «الحوثيون» يريدون بقاء الرئيس هادي في السلطة اسماً فقط، بينما هم مستمرون في تقليص صلاحياته والاستمرار في قبضتهم على السلطة، وهذا أمر لم يستطع الرئيس المستقيل قبوله والاستمرار فيه. دول الخليج العربية كانت تطمح بأن تحقق استقرار وأمن اليمن من خلال مبادرتها الخليجية التي تدعو للحوار وتشكيل حكومة توافقية وبعدها إجراء الانتخابات أملاً في تحقيق الاستقرار. المجلس الوزاري لدول الخليج العربية أصدر بياناً بعد اجتماعه في الرياض في الأسبوع الماضي أكد فيه دعمه للشرعية الدستورية متمثلة بالرئيس هادي ورفضه جميع الإجراءات المتخذة لفرض الواقع بالقوة ومحاولة تغير مكونات وطبيعة المجتمع اليمني داعياً «الحوثيين» إلى وقف استخدام القوة والانسحاب من جميع المناطق التي يسيطرون عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية والانخراط في العملية السياسية، مهيباً بجميع الأطراف والقوى السياسية تغليب مصلحة اليمن والعمل على استكمال العملية السياسية وتجنيب البلاد الانزلاق في مزيد من الفوضى والعنف. الولايات المتحدة من خلال تصريحات وزارة الخارجية أعلنت دعمها للرئيس هادي، واعتبرته الرئيس الشرعي وهم على اتصال دائم بالرئيس المستقيل.

الولايات المتحدة تدعم الرئيس هادي لأنه بالنسبة لهم يؤدي هدفا وغرضا معينا وهو حسب كلام المتحدثة باسم الخارجية «جين ساكي» أن التعاون بين الولايات المتحدة مع اليمن في مجال مكافحة الإرهاب مستمر في الوقت الحالي، ويكتسب هذا التعاون أهمية كبيرة بالنسبة للجهود الأميركية ضد المرتبطين بتنظيم «القاعدة» في اليمن. السؤال، ما هو مصير اليمن اليوم بعد استقالة الرئيس والحكومة؟ صحيح أن مجلس النواب رفض الاستقالة لكن لا يمكن لأي رئيس قادم قبول المنصب ما دامت القوة الحقيقية والفعلية بيد “الحوثيين” فهم لا يثبتون على موقف واحد، وهم يغيرون مواقفهم بحسب ما تقتضيه مصالحهم. واستغلوا حالة الفوضى والفساد وسوء الإدارة في الدولة ليحققوا كل انتصاراتهم الأخيرة بتحالفهم مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

ما هو مستقبل اليمن؟ بعد استقالة الرئيس هادي، هل يملك «الحوثيون» المقدرة على إدارة الدولة. بعد أن استولوا على السلطة بالقوّة، بالتأكيد لا لأنهم لا يملكون مشروع دولة، كما أن الصراع القادم سيكون بين «الحوثيين» وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح لأنه يطمح للعودة للسلطة بعد أن انتقم من الشعب اليمني الذي طالب بإقالته. اليمن مقبل على الفوضى وعدم الاستقرار، ما دام قادته ونخبته السياسية مختلفين وكل يفكر بمصالحه القبلية والطائفية والمناطقية.

المصدر: الاتحاد
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=83188